“أبوظبي للسلم” يشارك في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي

أبوظبي في 20 يونيو 2025. شارك منتدى أبوظبي للسلم في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي المنعقد بمقر البرلمان الإيطالي في العاصمة روما.

وألقى سعادة الشيخ المحفوظ بن بيه، الأمين العام للمنتدى كلمة رئيسية في جلسة خاصة بعنوان “دروس من إعلان مراكش (2016): دعم حقوق الأقليات الدينية”، نظمتها البرلمانات العالمية بالتعاون مع منظمة “أديان من أجل السلام”، ومنتدى أبوظبي للسلم، وشبكة صانعي السلام الدينيين والتقليديين.

وتجسد هذه المشاركة امتداداً للرؤية التي تنتهجها دولة الإمارات في تعزيز قيم التسامح وترسيخ مبادئ العيش المشترك على الساحة الدولية، من خلال دعم المبادرات الفكرية والمؤسسية.

وفي كلمته، استعرض الشيخ المحفوظ بن بيه الأهمية التاريخية لإعلان مراكش حول حقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي، واصفا إياه بوثيقة مفصلية في مسار ترسيخ مبادئ المواطنة الكاملة والتعددية الدينية ضمن الدولة الوطنية المعاصرة.

وأشار إلى أن الإعلان، الذي صدر سنة 2016 بمبادرة من منتدى أبوظبي للسلم وبشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية، مثّل لحظة فارقة في علاقة الدولة بالمكوّنات الدينية المختلفة، مستنداً إلى نصوص واضحة من الشريعة الإسلامية وإرث العهد النبوي، داعياً إلى إعادة إحياء مبدأ المواطنة العادلة التي تساوي بين جميع المواطنين دون تمييز ديني أو عرقي.

وأكد أن إعلان مراكش يعد أول إحياء مؤسسي وتاريخي لوثيقة المدينة المنورة، واعتُبرت أول دستور مدني للدولة الإسلامية الناشئة، حيث نظمت العلاقة بين مكونات المجتمع على أسس من التعاون والعدالة وضمان الحقوق والسلم الأهلي، مشيراً إلى أن إعلان مراكش قد استلهم هذا النموذج النبوي ليضع إطارًا قانونيًا وأخلاقيًا لحماية الأقليات الدينية في المجتمعات الإسلامية.

وأوضح أن الإعلان جاء في وقت حرج كانت فيه صورة العالم الإسلامي تتعرض للتشويه من قبل جماعات متطرفة، فكان بمنزلة رد حضاري أخلاقي يعكس جوهر القيم الإسلامية في التسامح والتعايش.

وأكد أهمية تعزيز التعاون بين البرلمانات والقيادات الدينية والمجتمع المدني لتطبيق هذه المبادئ على أرض الواقع، ضمن التشريعات والممارسات الوطنية.

واختتم كلمته بالتعبير عن أمله في أن يشكل هذا اللقاء خطوة إضافية نحو بناء تحالف عالمي من أجل الحرية الدينية والعيش المشترك، استنادًا إلى القيم الكونية الجامعة التي توحّد البشرية في تنوعها.

وأدار الجلسة الدكتور محمد السنوسي، المدير التنفيذي لشبكة صانعي السلام الدينيين والتقليديين والمفوض في اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية، وشارك فيها إلى جانب الأمين العام لمنتدى أبوظبي للسلم كل من إيرين يوسيانا روبا بوتري، عضوة مجلس النواب – إندونيسيا، ونجاة مهدي عمر، مسؤولة المرأة والشباب في المنتدى الإثيوبي متعدد الأديان للتنمية والحوار والعمل – إثيوبيا، وكاثرين مارشال، زميلة أولى في مركز بيركلي للدين والسلام والشؤون العالمية، وعضو مجلس إدارة منتدى مجموعة العشرين متعدد الأديان – الولايات المتحدة الأمريكية.

ويعكس إعلان مراكش، الذي انبثق عن مبادرة مشتركة بين المنتدى ووزارة الأوقاف المغربية، نموذجاً عملياً لتعاون إماراتي مغربي قائم على مقاربات تشاركية تستلهم من القيم الإسلامية الأصيلة ما يضمن تعزيز السلم في المجتمعات المتعددة.

وساهم المنتدى، منذ تأسيسه في أبوظبي، في نقل هذه الرؤية إلى فضاءات متعددة من خلال لقاءات رفيعة المستوى تجمع بين صناع السياسات وقيادات دينية عالمية. وام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى