مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة ومركز أبوظبي للغة العربية ينظمان “ملتقى أندية القراءة العربية “

أبوظبي في 20 أبريل. 2025. نظمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية “ملتقى أندية القراءة العربية 2025” وذلك بمقر المركز بهدف ترسيخ ثقافة القراءة وإثراء الحوار الأدبي وتوسيع آفاق تبادل الخبرات بين “استراحة معرفة” التابعة للمؤسسة و”نادي كلمة للقراءة” التابع للمركز من جهة ونوادي القراءة المحلية والعربية من جهة أخرى وإتاحة منصة تفاعلية لتطوير مهارات التحليل النقدي والفكري بين المشاركين.
يسعى الملتقى – الذي انطلق بحضور كل من سعادة جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وسعادة الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية والدكتور ياسر سليمان رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية – إلى دمج مجتمعات القراء داخل وخارج دولة الإمارات ضمن منظومة معرفية موحدة وتحفيز القراءة الجماعية من خلال توفير بيئة داعمة لتبادل الأفكار والرؤى بما يسهم في بناء مجتمع معرفي متفاعل علاوة على إثراء الحوار الأدبي عبر مناقشة الأعمال الحديثة بمنهجية تحليلية وإبداعية.
ويطمح الملتقى إلى بناء شبكات تواصل مستدامة تعزز من التعاون وتبادل الخبرات بين المهتمين بالأدب في مختلف أرجاء الوطن العربي.
وسلطت جلسات الملتقى الضوء على تحليل ومناقشة الروايات الست المرشحة ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية /IPAF/ لعام 2025 التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية سنويا وهي “دانشمند” لأحمد فال الدين من موريتانيا و”وادي الفراشات” لأزهر جرجيس من العراق و”المسيح الأندلسي” لتيسير خلف من سوريا و”ميثاق النساء” لحنين الصايغ من لبنان و “صلاة القلق” لمحمد سمير ندا من مصر و”ملمس الضوء” لنادية النجار من الإمارات وذلك من خلال برنامج ثري من الحوارات التفاعلية التي جمعت نخبة من رؤساء وأعضاء أندية القراءة المحلية والعربية.
وقال سعادة جمال بن حويرب في كلمته خلال الملتقى إن ملتقى أندية القراءة العربية يعد جزءا من التوجهات الاستراتيجية للمؤسسة لتحقيق أهدافها التنموية والمعرفية ومن خلال شراكتنا المثمرة مع مركز أبوظبي للغة العربية نسعى إلى خلق بيئة قرائية محفزة وتطوير المهارات التحليلية لدى القارئ العربي وتوسيع نطاق الحوار حول الأدب العربي المعاصر لا سيّما الروايات المرشحة للجائزة العالمية للرواية العربية لما تحمله من قيمة معرفية مرموقة وتعبير عن المشهد الأدبي الراهن.
وأضاف سعادته أنه من خلال مبادرة “استراحة معرفة” التي تجاوزت عشر سنوات من العطاء حرصنا منذ انطلاقتها على منح القراءة مساحة مركزية ضمن اهتماماتنا والتوسع في خططنا داخل دولة الإمارات وخارجها عبر إطلاق العديد من الأندية والمجموعات القرائية التي تنضوي تحت مظلتها ليمتد نطاق استراحة معرفة حاليًا في دولة الإمارات والأردن وأستراليا بالإضافة إلى شبكة واسعة من القرّاء العرب حول العالم.. كما يتجاوز عدد الكتب التي تقرأها مجموعات الاستراحة سنويا 180 كتابا ويعقد أكثر من 200 لقاء معرفي في السنة مما يجعلها من أبرز المبادرات القرائية المستدامة في المنطقة.
وأكد أن الهدف من المبادرة لا يقتصر فقط على القراءة بجانبها الترفيهي أو العام بل أن تتطور إلى قراءة معرفية ونقدية تُثري المتلقي وتدفعه إلى التفكير والمساءلة والتأمل وتحويل القارئ من متلقٍ إلى شريك في إنتاج المعنى وهو أحد أهم الأدوار التي تضطلع بها استراحة معرفة وأنديتها المتنوعة.
بدوره قال سعادة الدكتور علي بن تميم :” سعداء بهذا التعاون مع مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في تنظيم هذه الدورة من ملتقى أندية القراءة العربية 2025 ومن الجميل أن يخصص الملتقى دورته هذا العام لمناقشة روايات القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية التي يسعد مركز أبوظبي للغة العربية برعايتها وهي جائزة مهمة تهدف إلى مكافأة التميّز في الأدب العربي المعاصر ولفت الانتباه إليه وتوسيع رقعة مقرؤيته”.
وأوضح سعادته أن الإمارات نجحت بالرؤية الثاقبة للقيادة الحكيمة في جعل القراءة باللغة العربية في مقدمة اهتمامات المجتمع على اختلاف فئاته وحولت القراءة إلى أسلوب حياة خاصة عند الشباب واليافعين والأجيال لجديدة.. منوها إلى أن الإمارات عرفت نوادي القراءة أو صالونات الكتاب منذ سنوات طويلة و أبرزها صالون الملتقى الأدبي الذي انطلق سنة 1999 وتتعدد الصالونات ونوادي القراءة وتتنوع لتسهم في تعزيز القراءة بصورة فاعلة وإيجابية في كافة أنحاء الدولة منها ما يديره الأفراد بالمجتمع ومنها ما تديره مؤسسات رسمية وأهلية.
وأشار إلى الجهد المميز الذي يقوم به “نادي كلمة للقراءة” الذي يمثل المركز في استضافة هذه الفعالية كونه يرتكز إلى رصيد أحد أبرز مشاريع الترجمة في العالم العربي وهو (مشروع كلمة للترجمة) والبالغ حتى اليوم 1300 كتاب في 10 تصنيفات من 27 لغة ..لافتا إلى أن تأسس نادي كلمة للقراءة عام 2018 كأحد المبادرات الثقافية المجتمعية التي يستهدف بها مركز أبوظبي للغة العربية خدمة المجتمع وتعزيز حضور اللغة العربية بين أفراده ويشهد نموا مستمرا في أعداد منتسبيه وقد تطور ليضم “نادي كلمة المدرسي” و”نادي كلمة الجامعي” إضافة إلى “نادي كلمة للموظفين” وجلسات القراءة في المرافق الحيوية.
وتوزعت جلسات الملتقى على 3 مراحل شهد خلالها المشاركون نقاشات نقدية تناولت الجوانب الفنية والفكرية في الأعمال الأدبية المختارة بما ينسجم مع أهداف الملتقى في ترسيخ ثقافة القراءة الجماعية وتنمية مهارات التحليل الأدبي كما أتاح الحدث منصة إلكترونية خاصة لتمكين الحضور من التصويت لاختيار الرواية الأبرز استنادا إلى معايير قرائية محددة ومتخصصة.
وأكدت الملتقى في توصياته أهمية إشراك القارئ في المشهد الروائي من خلال إطلاق مسار مواز لرأي لجنة التحكيم يمنح صوت الجمهور حضورا مؤسسيا مرئيا إلى جانب نشر نتائج استطلاعات القراء واختياراتهم ضمن منشورات الجائزة أو موقعها الرسمي.
ودعا إلى تصميم برامج تدريبية تعزز القراءة النقدية لدى أعضاء أندية القراءة وتشجيع عقد الشراكات بين دور النشر وهذه الأندية لتوسيع دائرة الحوار حول الأعمال الروائية إضافة إلى تحفيز ثقافة التوثيق القرائي لإثراء الذاكرة النقدية العربية بمحتوى متنوع ومتاح. . وام