“جيسيك جلوبال”.. الحكومات تقود التحول نحو أمن سيبراني مدعوم بالذكاء الاصطناعي

دبي في 8 مايو 2025. تصدر دور الحكومات في تبني مقاربات متعددة الطبقات للأمن السيبراني جدول أعمال اليوم الثاني من مؤتمر ومعرض الخليج العالمي لأمن المعلومات “جيسيك جلوبال 2025″، ثالث أكبر فعالية للأمن السيبراني على مستوى العالم، والأضخم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
فبعد انطلاقة ناجحة يوم الثلاثاء، استقبل مركز دبي التجاري العالمي مجددا، يوم الأربعاء، أكثر من 25 ألف زائر من 160 دولة، إلى جانب 450 من رؤساء أمن المعلومات حول العالم، في ثاني أيام المعرض المُقام تحت شعار “تأمين المستقبل المدعوم بالذكاء الاصطناعي”.
وجاء ذلك في ظل ما كشفه تقرير مايكروسوفت للدفاع الرقمي 2024، الذي أشار إلى أن الجهات الحكومية أصبحت ثالث أكثر القطاعات استهدافًا من قبل التهديدات السيبرانية المدعومة من الدول.
وانطلقت فعاليات “المؤتمر العالمي للأمن السيبراني”، إحدى فعاليات المعرض، بكلمة افتتاحية ألقاها سعادة الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، شدد فيها على أهمية التعاون الدولي والعمل الجماعي لتعزيز الأمن السيبراني عالميًا، والمساهمة في صياغة سياساته المستقبلية.
وأكد سعادة الكويتي في كلمته أن الهجمات السيبرانية لا تميز بين الحكومات أو المؤسسات أو الأفراد، بل تستهدف الجميع دون استثناء، وقد تصل كلفتها إلى تهديد الأمن الوطني، مشيرا إلى أن المواجهة الفردية غير كافية، وأن الشراكة تمثل حجر الأساس في بناء منظومة مرنة قادرة على الصمود.
كما شارك الكويتي في جلسة حوارية رفيعة المستوى ضمت نخبة من كبار المسؤولين في مؤسسات دولية رائدة، ناقشوا آخر الأبحاث ونماذج الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وسبل تطوير الكفاءات لمواجهة التهديدات السيبرانية المتنامية.
وكانت بي لينغ لي، رئيسة إستراتيجية الأمن السيبراني وتطوير القدرات في الإنتربول، من بين المشاركين، حيث أكدت على ضرورة بناء حوارات أعمق لتعزيز التعاون العالمي في هذا المجال، مشيرة إلى أن “التدريب عنصر أساسي، لكنه غير كافٍ بمفرده، ولابد من تنسيق الجهود بين أجهزة إنفاذ القانون والجهات المتخصصة، كما أن التعاون بين المنظمات الدولية أضحى أمرا حتميا لتبادل الخبرات وتفعيلها على المستوى الوطني.
بدورها، قدمت عفراء إبراهيم بن فارس، المدير التنفيذي لشؤون السياسات واللوائح التنظيمية في مركز دبي للأمن الإلكتروني (DESC)، عرضًا تناول استعدادات المركز لمواجهة تحديات الحوسبة الكمية القادمة.
واستعرضت الباحثة المتخصصة في أبحاث أمن البيانات وهندسة الثقة الصفرية والمساهمة في تعزيز مرونة البنية التحتية السيبرانية لإمارة دبي، “دليل الاستعداد للأمن السيبراني الكمومي”، الذي يعد إطارا إستراتيجيا يهدف إلى تقييم وتطبيق آليات متقدمة للحماية ضد تهديدات الحوسبة الكمية المتسارعة، إضافة إلى خارطة طريق للانتقال نحو بيئة سيبرانية آمنة.
وقالت :” نحن على أعتاب ثورة تكنولوجية ستغير جذريا طرق عملنا. وتستعد حكومة دبي لتكون من أوائل الحكومات في المنطقة التي تضع إرشادات واضحة للمرحلة الكمية. المستقبل الكمي ليس بعيدًا، بل أقرب مما نتوقع. ولهذا، لم يعد الانتظار خيارا، وحان وقت التحرك الفعلي”.
ومن خارج المنطقة، استعرض جين يونغ أوه، نائب رئيس وكالة الإنترنت والأمن الكوري (KISA)، جهود كوريا الجنوبية في تعزيز الثقة الرقمية وأمن الإنترنت في أحد أكثر المجتمعات ترابطًا إلكترونيًا في آسيا، مشيرًا إلى أبرز عشرة ملفات سيبرانية تتصدر أجندة الوكالة، من بينها: الذكاء الاصطناعي التوليدي، أمن سلاسل الإمداد، الأمن السحابي، أمن سحابة الذكاء الاصطناعي، هندسة الثقة الصفرية، الصمود السيبراني، الأمن الاستباقي، أمن التنقل، مكافحة الرسائل الاحتيالية وسرقة الهوية، وأمن الحوسبة الكمية.
وأوضح أن هناك جهودًا مستمرة لتطوير المنتجات واختبار النماذج الأولية التي تدمج الذكاء الاصطناعي في هذه المجالات. . وام