“دبي للمستقبل” يناقش مستقبل المؤسسات التعليمية في عام 2100

دبي في 20 نوفمبر 2024. أكد خبراء ومتحدثون في “منتدى دبي للمستقبل 2024″؛ أن تعزيز تكافؤ الفرص الرقمية على المستوى العالمي سيضاعف الإمكانات المستقبلية للأفراد والمجتمعات، لا سيما تلك التي تعاني حالياً فجوات رقمية.

وبحضور أكثر من 2500 مشارك، ناقشت محاور استشراف المستقبل، ومستقبل التحولات المجتمعية، وفرص أجيال المستقبل، في النسخة الثالثة للمنتدى، تصورات ما قد يكون عليه مستقبل التعليم بعد 75 عاماً في مطلع القرن الثاني والعشرين، كما بحثت أثر الخوارزميات في التطبيقات الذكية والمنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي على العادات والسلوكيات لمختلف الفئات العمرية.

وغطت جلسات محور “استشراف المستقبل” موضوعات مثل “كيف تصبح مصمماً للمستقبل؟” و”كيف ستبدو المؤسسات التعليمية في عام 2100؟” و”إعادة تشكيل النظرة النمطية لمفهوم المساواة”.

وضمّت جلسة “كيف تصبح مصمماً للمستقبل؟” كلاً من بيلي انغ، رئيسة الممارسات العالمية لدى شركة “ايبسوس استراتيجي3″، وجان أوليفر شوارز، رئيس معهد “بافاريان لاستشراف المستقبل”، وجوانا ليبور، مؤسِسة مجموعة “فورسايت انسايد”، وحاورهم الدكتور غبرايل ريزو، تنفيذي استشراف المستقبل.

وأجمع الخبراء على أهمية محو الأمية في استشراف المستقبل ونشر الوعي حول ماهية وظائف استشراف المستقبل، في الوقت الذي تشير فيه الإحصائيات إلى أن المسمى الوظيفي لأكثر من 44,000 شخص مسجل على “لينكدإن” يحمل كلمة “مستقبل”، في حين أن ما يزيد على 15,000 شخص يعرّفون أنفسهم كـ “خبراء مستقبل”.

وناقش المنتدى مستقبل التعليم في جلسة بعنوان “كيف ستبدو المؤسسات التعليمية في عام 2100؟” شارك فيها كلٌ من الدكتور عادل الزرعوني، المؤسس والرئيس التنفيذي لمدرسة “سيتزنز” بدبي، وفاطمة زهانة زهوري، زميلة برنامج استشراف مستقبل الشباب التابع لمنظمة “اليونيسف”، والدكتور مايك ماجي، رئيس جامعة منيرفا، وحاورتهم راية بيدشاهري، المؤسِسة والرئيسة التنفيذية لـ “مدرسة الإنسانية”.

واعتبر الخبراء أن مستقبل المؤسسات التعليمية في مطلع القرن الثاني والعشرين قد يعتمد بشكل مركزي على عوامل عدة أبرزها دور العنصر البشري مع تنامي دور التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والهندسة الجينية، والتغير المناخي وتحولات سوق العمل في ظل التوقعات بأتمتة ملايين الوظائف خلال العقود المقبلة.

وحول مواصفات مدارس المستقبل، شدّد الحضور على أنها يجب أن تركز على التجارب التعليمية التي تحفز الفضول والتعاطف وحب المعرفة والقدرة على البحث والتحليل والتوجيه والإرشاد والتواصل والقيادة، مع التمسك بالأطر الأخلاقية لبناء أفراد ومجتمعات أفضل.

وبحثت جلسة “إعادة تشكيل النظرة النمطية لمفهوم المساواة” التي شارك فيها كلٌ من ايلا كولومبو، المؤسِسة والرئيسة التنفيذية لـ “ديوند”، ومونيكا بليسكيت، مؤسِسة “بروتوبيا للدراسات المستقبلية”، وحاورتهما نانسي جيوردانو، المؤسِسة والمديرة التنفيذية لـ “بلاي بيغ إنك”، أهمية وضع معايير أكثر شمولاً لمبدأ المساواة مستقبلاً، حيث اعتبرت المتحدثتان بأنّ البشرية تواجه اليوم أزمتين وجوديتين هما التغير المناخي والذكاء الاصطناعي، مؤكدتين أهمية تبني الذكاء الاصطناعي ليس كأداة فحسب، وإنما كحليف في عملية استشراف وصنع عالم أفضل ومستقبل أكثر استدامة.

أما محور “مستقبل التحولات المجتمعية” فناقش في اليوم الثاني من “منتدى دبي للمستقبل 2024” موضوعات “المساواة في الحقوق وعلاقتها بصحة المجتمع” و”التناغم الرقمي: كيف حولت الخوارزميات حياتنا اليومية؟ ” و”ماذا لو فكر المستثمرون بعقلية مصممي المستقبل؟”

ونبّه المتحدثون في جلسة “المساواة في الحقوق وعلاقتها بصحة المجتمع” إلى أهمية تكافؤ الفرص في الارتقاء بالمخرجات الصحية في مجتمعات المستقبل التي تشمل الجميع في خطط النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام.

وناقش كلٌ من الدكتور كيرياكوس كوباريس، رئيس وحدة مراقبة الجوع في “برنامج الأغذية العالمي” التابع للأمم المتحدة، ونبيل عبدو، مستشار السياسات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى منظمة أوكسفام الدولية، وخالد العوضي، مدير إدارة شؤون الأعضاء والشراكات في دبي الإنسانية، أهمية تحقيق الأمن الغذائي للمجتمعات الأقل حظاً.

وأشار المتحدثون إلى أن حوالي 76٪ من ثروة العالم تتركز في أغنى 10 دول، في حين أنه منذ عام 2020، ضاعف 5 مليارديرات ثرواتهم، بينما أصبح 5 مليارات شخص أسوأ حالاً.

أما في جلسة “التناغم الرقمي: كيف حولت الخوارزميات حياتنا اليومية؟ ” فناقشت البروفيسورة جانيت سياو، المحاضرة في العلوم الاجتماعية بجامعة هونج كونج للعلوم والتكنولوجيا، وميثاء الشامسي، المدير التنفيذي لقطاع التمكين المجتمعي في هيئة تنمية المجتمع في دبي، ونيل ريدينج، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ “ريدينج فيوتشرز”، أثر الخوارزميات على سلوكيات الأفراد والمجتمعات.

وفي جلسة “ماذا لو فكر المستثمرون بعقلية مصممي المستقبل؟” ناقش كلٌ من الدكتور الكسندر ديل مدير التحديات العالمية “سولف” بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والدكتورة جوديث آيدو،الرئيسة التنفيذية لـ “كازويل كابيتال بارتنرز”، وساشا حيدر، شريك “جلوبال فنتشرز”، النقاط المشتركة بين الاستثمار وتصميم المستقبل.

وبحثت جلسات محور “فرص أجيال المستقبل” في اليوم الثاني من المنتدى موضوعات “لو أتيح أن تأخذ غرضاً واحداً من الأرض إلى كوكب آخر.. ماذا سيكون؟” و”مستقبل السرد القصصي” و”كيف يمكننا فهم الظواهر الفلكية الكبرى من منظور استشرافي؟”.

أما جلين جاينور، رئيس قسم الإنتاج المادي في استوديوهات أمازون، والإعلامي عمر بطي، المدير التنفيذي لبرامج الابتكار في لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، والبروفيسور لوني بروكس من مجموعة “أفرو ريثم فيوتشرز”، فتناولوا في جلسة “مستقبل السرد القصصي” أهمية إعطاء الأولوية للأصوات المتنوعة، بدلاً من التركيز فقط على أحدث التقنيات أو المنصات، مؤكدين أن تمكين جيل جديد من رواة القصص هو المفتاح الرئيسي للتغيير الإيجابي والارتقاء بالتجربة الإنسانية.

وتطرقت جلسة “كيف يمكننا فهم الظواهر الفلكية الكبرى من منظور استشرافي؟” التي شاركت فيها روز ثيودورا، عالمة الفلك، وسارة أوين، الشريكة المؤسسة لـ “سون” للدراسات المستقبلية، إلى الرؤى القيّمة التي توفرها آليات فهم ظواهر فلكية معينة مما يعزز القدرات الاستشرافية للدراسات والخطط المستقبلية الاستراتيجية. وام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى