“أبوظبي العالمي للصحة”.. بناء تجربة رقمية آمنة ومسؤولة للأطفال
أبوظبي في 15 أبريل 2025
سلط “أسبوع أبوظبي العالمي للصحة 2025” الضوء على الجهود المبذولة لتوفير بيئة رقمية آمنة ومسؤولة للأطفال.
وفي هذا السياق، نظمت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، ضمن فعاليات الأسبوع، ملتقى الرفاهية الرقمية، لمناقشة احتياجات الأطفال في الفئة العمرية من “0 إلى 8 سنوات”، واستعراض تجاربهم مع الوسائط الرقمية.
ووفر الملتقى منصة لأصحاب المصلحة للعمل على وضع حلول لمعالجة القضايا الأساسية المرتبطة باستخدام الوسائط الرقمية، مثل تطوير إرشادات وأسس قائمة على الأدلة، وإستراتيجيات لإنشاء محتوى رقمي عالي الجودة يركز على تعلم الأطفال الصغار وتنميتهم، بالإضافة إلى استكشاف المتطلبات الأساسية لإطلاق إطار تقييم ثقافي للوسائط التقنية والرقمية.
وأجرت جامعة نيويورك أبوظبي، بدعم من الهيئة، دراسة ميدانية حول استخدام الأطفال للوسائط الرقمية، تم الكشف عن نتائجها خلال الملتقى.
وتُعد هذه الدراسة، التي شملت شريحة من 10 آلاف ولي أمر في أبوظبي، جزءًا من دراسة بحثية ممتدة لثلاث سنوات، كما تُعد من المخرجات الأساسية للنسخة الأولى من مبادرة “ود” العالمية لتنمية الطفولة المبكرة، التي طورتها مجموعة العمل المعنية بمعالجة التحديات الأساسية في هذا المجال.
وتميّزت هذه الدراسة المتخصصة بعدم تركيزها فقط على قياس الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات، بل أيضًا باستكشاف الفروقات الدقيقة في تفاعل الأطفال مع الوسائط الرقمية، والدور المهم الذي يلعبه أولياء الأمور في هذه التجارب، حيث أظهرت النتائج أن لأولياء الأمور تأثيرا مباشرا في استخدام أطفالهم للوسائط.
وأشار معظم أولياء الأمور المشاركين في الدراسة إلى أن الوسائط الرقمية تُعد إيجابية وأساسية في حياة الأطفال الحديثة؛ حيث عبّر 70 % منهم عن رضاهم عن مقدار الوقت الذي يقضيه أطفالهم في استخدامها، بينما رأى 55 % أنها تساعد أطفالهم على التعلم، في حين أعرب 47 % عن قلقهم من الوقت الزائد أمام الشاشات.
وبينت الدراسة أن معظم أولياء الأمور (82 %) يضعون قواعد تتعلق بالتطبيقات أو المنصات التي يمكن لأطفالهم استخدامها، وأن 71 % منهم يحددون وقتًا للاستخدام، بينما يسمح 60 % باستخدام الوسائط الرقمية في أوقات محددة فقط.
وقال سعادة الدكتور يوسف الحمادي، المدير التنفيذي لقطاع المعرفة والريادة في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”: إن “ملتقى الرفاهية الرقمية”، الذي عُقد ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي العالمي للصحة، جاء للتأكيد على أهمية تعزيز التعاون لتوفير تجربة رقمية مميزة وآمنة للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، وقد أظهرت الدراسة نتائج مهمة سيتم البناء عليها خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن الفترة القادمة ستشهد الإعلان، وضمن هذه الدراسة ، عن مبادئ أساسية تستهدف فئتين رئيسيتين: أولياء الأمور ومقدمي الرعاية، من جهة، ومنتجي البرامج والمحتوى الرقمي من جهة أخرى، لضمان ملاءمة المحتوى المقدم للأطفال من عمر 0 إلى 8 سنوات، بما يعزز نموهم ويدعم رفاههم الرقمي.
وحددت الدراسة الدور المحوري لأولياء الأمور في ضمان الاستخدام الآمن للوسائط الرقمية من قِبل أطفالهم، وذلك من خلال تعزيز التشاركية في التفاعل أثناء الاستخدام، واختيار محتوى مناسب للعمر والثقافة، ووضع حدود صحية ومناقشتها بانتظام مع الأطفال، إلى جانب فتح حوار مستمر حول الاستخدام الآمن والمسؤول.
وأكدت أن الأسرة هي الأساس في تشكيل تجربة الطفل الرقمية، ويكمن دورها الرئيسي في المشاركة الفعّالة، والرقابة الأبوية، وتحديد القواعد المناسبة لاستخدام الوسائط الرقمية.
كما أشارت إلى أهمية التفاعل الصحي بين الطفل والوسائط الرقمية، سواء داخل المنزل أو خارجه، وضرورة تكوين علاقة متوازنة مع هذا العالم الرقمي، ويمكن تعزيز هذا التفاعل من خلال أنشطة تفاعلية مثل المشاهدة واللعب المشترك والنقاشات التفاعلية، ما يُسهم في تعزيز التعلم وتقوية الروابط الأسرية. وام.