الإمارات وأنغولا / شراكة تنموية واعدة .. و2.2 مليار دولار حجم التجارة غير النفطية

أبوظبي في 24 أغسطس 2025
تمثل زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، إلى جمهورية أنغولا الصديقة، محطة مهمة في مسار تعزيز العلاقات الإماراتية الأنغولية في مختلف المجالات والجوانب الحيوية بما يخدم أولويات التنمية ويعود بالخير والنماء على البلدين وشعبيهما.
وتجسد العلاقات الثنائية بين البلدين جانبا بارزا من الشراكة الإماراتية المتنامية مع القارة الأفريقية عموما، بهدف دعم الازدهار فيها، والمساهمة في جهود دولها لمواجهة التحديات المستقبلية ووضع الحلول المبتكرة لها.
ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1997 اتخذت العلاقات بين الدولتين منحا تصاعديا، وقد شكلت اللقاءات الثنائية والزيارات الرسمية المتبادلة بين قيادتي ومسؤولي البلدين محركا إيجابيا لإحراز التقدم في التعاون المشترك بينهما.
واتسمت العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية أنغولا بالتعاون والتنسيق المشترك على الصعد كافة، وتعزيزا لهذا التعاون وقع البلدان العديد من الاتفاقيات الثنائية مثل اتفاقية إلغاء الازدواج الضريبي في مجال ضريبة الدخل والتهرب في 8 فبراير 2018، واتفاقية تعزيز وحماية الاستثمار المتبادل الموقعة في 5 أبريل 2017، واتفاقية التعاون الثنائي في مجال الطيران في 21 أبريل 2021.
وتحرص دولة الإمارات على تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع أنجولا من خلال استثمارات كبيرة في العديد من القطاعات الحيوية التي تشمل الطاقة والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية البحرية، فيما تبدو الفرص متاحة للتوسع في مجالات أخرى عديدة أبرزها الأمن الغذائي والقطاع الزراعي عموما.
وبلغ حجم التجارة غير النفطية لدولة الإمارات مع جمهورية أنغولا 2.2 مليار دولار أمريكي في عام 2024 بنمو قدره 36.3 % مقارنة بعام 2019.
وتعززت العلاقات الاقتصادية بين البلدين بشكل ملحوظ منذ عام 2021 الذي شهد تبادل مذكرة تفاهم للتعاون بين شركة أبوظبي للطاقة “مصدر” ووزارة الطاقة والمياه في جمهورية أنغولا، لاستكشاف إمكانية تنفيذ برنامج للطاقة الشمسية وتخزين الطاقة، ومذكرة نوايا بين شركة موانئ أبوظبي ووزارة النقل في أنغولا للتعاون في قطاع النقل والقطاعات ذات الصلة، إضافة إلى مذكرة تفاهم بين مجموعة “إيدج – EDGE” وحكومة أنغولا حول مستقبل التعاون المشترك، وأخرى بين شركة “بريسايت – PRESIGHT” وحكومة أنغولا حول التعاون في مجال التحول الرقمي.
ففي عام 2023، وقعت مجموعة موانئ أبوظبي اتفاقيات إستراتيجية رئيسية مع مؤسسات أنغولية رائدة تضمنت اتفاقية إطارية مع وزارة النقل في جمهورية أنغولا تنص على التعاون بين الجانبين بهدف تطوير الخدمات والبنى التحتية البحرية في جميع أنحاء البلاد، كما أبرمت المجموعة اتفاقية مبدئية تنص على تأسيس مشروع مشترك مع شركة “يونيكارغاس” للخدمات اللوجستية والنقل المملوكة من قبل الحكومة والتي تدير محطة متعددة الأغراض في ميناء لواندا أهم موانئ أنغولا والذي يمر عبره نحو 70% من الواردات الدولية و80% من الصادرات غير النفطية للبلاد.
ووقع مكتب أبوظبي للصادرات (أدكس)، التابع لصندوق أبوظبي للتنمية، اتفاقيتي تمويل مع حكومة أنغولا بقيمة 445 مليون درهم، لإنشاء مركزي بيانات ومنصة للحوسبة السحابية وفق أحدث النظم التكنولوجية، وتركيب وصيانة إنارة الطرق باستخدام مصابيح صديقة للبيئة في مدن لواندا، ومالانج، وإندالاتاندو، وأويجي في أنغولا.
كما وقعت مجموعة “إيدج” عقداً بقيمة مليار يورو تقوم بموجبه شركة بناء السفن الرائدة “أبوظبي لبناء السفن” ببناء أسطول من الفرقاطات المتطورة بطول 71 مترا للبحرية الأنغولية.
وأعلنت “دبي للاستثمار”، عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة “E20 Investment” للاستثمار الزراعي ومقرها أبوظبي، بهدف استصلاح 3750 هكتارا من الأراضي الزراعية في أنغولا، والاستفادة من إمكانات القطاع الزراعي هناك والمساهمة في تحقيق النمو المستدام والتنمية الاقتصادية.
وخلال “أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023″، أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” عن توقيع اتفاقية مع وزارة الطاقة والمياه الأنغولية لتطوير مشروعات الطاقة المتجددة بقدرة إجمالية تبلغ 2 غيغاواط.
وفي أبريل 2024، وقعت مجموعة موانئ أبوظبي اتفاقية امتياز لمدة 20 عاما “قابلة للتمديد لعشرة أعوام أخرى” مع سلطة موانئ لواندا لتحديث وتشغيل محطة لواندا متعددة الأغراض في أنجولا.
وستقوم مجموعة موانئ أبوظبي باستثمار 251 مليون دولار أمريكي لتحديث المحطة وتطوير مركز الخدمات اللوجستية في الفترة ما بين “2024 – 2026″، مع إمكانية زيادة قيمة الاستثمار إلى 379 مليون دولار أمريكي على امتداد فترة الامتياز ورهنا بالطلب في السوق.
وفي موازاة الجانب الاقتصادي، أطلقت الإمارات مجموعة من المبادرات الداعمة لقطاعات الصحة والتعليم والتحول الرقمي في جمهورية أنغولا، إذ أرسلت دولة الإمارات في يناير الماضي 25 سيارة إسعاف ومعدات ومستلزمات صحية متنوعة إلى جمهورية أنغولا، وذلك ضمن حزمة المبادرة الإماراتية العالمية لدعم قطاع الصحة في إفريقيا بقيمة 220 مليون دولار أمريكي.
ونفذت مؤسسة “دي بي ورلد الخيرية” مبادرة لتجديد المدارس وبناء مكتبة جديدة وتوزيع الأدوات المدرسية في لواندا – أنغولا، بتكلفة 250 ألف دولار أمريكي، فيما أعلنت “المدرسة الرقمية” إحدى “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” عن إطلاق شراكة مع جمهورية أنغولا، بهدف توفير فرص التعليم للأطفال في المجتمعات الريفية والمناطق الأقل حظا عبر توظيف أحدث التقنيات والتطبيقات الرقمية. وام.