المرأة الإماراتية/ أدوار حيوية في القوات المسلحة وتعزيز المنظومة الدفاعية
أبوظبي في 28 أغسطس 2025
يمثل دور المرأة الإماراتية الحيوي في القوات المسلحة نموذجا بارزا لمسيرة تمكين المرأة بشكل عام في دولة الإمارات، خاصة مع تصاعد حضورها وإنجازاتها في هذا القطاع الحيوي، إذ أصبحت ركيزة أساسية تعزز من جاهزية وكفاءة المنظومة الدفاعية في الدولة.
وبدأت رحلة المرأة الإماراتية في القوات المسلحة منذ أوائل السبعينيات مع تأسيس الاتحاد، حيث أدركت القيادة الرشيدة مبكرا أهمية تمكينها، فكانت مشاركتها في البداية مقتصرة بشكل كبير على المجالات الطبية كطبيبات وممرضات.
وشكل تأسيس مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية عام 1990 محطة فارقة، إذ فتحت الباب على مصراعيه أمام النساء للالتحاق بالتدريب العسكري النظامي، وتوالت بعدها المحطات التاريخية التي رسّخت دورها المتنامي حيث التحقت المرأة بدورات تخصصية في مجالات نوعية مثل الطب، والطيران، والهندسة، والاتصالات، ووصلت العسكريات الإماراتيات إلى رتب قيادية متقدمة، مثل اللواء طبيب عائشة الظاهري والعميد طبيب أسماء المغيري والعميد ركن عفراء الفلاسي، كما شاركت بفاعلية في المهمات الإنسانية والإغاثية، ضمن قوات حفظ السلام خارج الدولة.
وقالت العقيد طبيب فرح الزعابي من وزارة الدفاع في تصريح لوكالة أنباء الأمارات /وام/، إن المرأة الإماراتية تتولى اليوم مجموعة واسعة من المهام والمسؤوليات التي تتجاوز الأدوار التقليدية، فلم يعد دورها يقتصر على الخدمات الطبية والإدارية، بل توسع ليشمل العمل في العمليات الميدانية والوحدات القتالية والمشاركة في القوات الجوية والدفاع الجوي، كما تقلدت مناصب قيادية في وحدات التدريب والإدارة، وانضمت إلى البعثات العسكرية والمهام الدولية.
وأكدت أن هذا التطور الملحوظ يعد دليلا على الكفاءة العالية والاحترافية التي تتمتع بها المرأة الإماراتية، والتي ساهمت بشكل مباشر في تعزيز جاهزية القوات المسلحة من خلال دعم الطب الميداني، وتطوير البرامج التدريبية، ورفع الروح المعنوية للقوات.
وأضافت الزعابي أن المرأة الإماراتية في القوات المسلحة تخضع لبرامج تدريبية وتأهيلية مكثفة لضمان أعلى مستويات الأداء، والتي تشمل التدريب العسكري الأساسي في مدرسة خولة بنت الأزور، والمشاركة في دورات تخصصية داخلية وخارجية في مجالات متقدمة مثل القيادة، والطيران، والبرمجة والذكاء الاصطناعي.
وأشارت إلى أن الدعم الكبير من القيادة الرشيدة وتهيئة بيئة العمل المرنة أسهما في تمكين المرأة الإماراتية في القوات المسلحة من التغلب على العديد من العقبات والتحديات مثل النظرة التقليدية للمجتمع في بدايات مشاركتها، وصعوبة التوفيق بين متطلبات العمل العسكري والحياة الأسرية.
وأوضحت العقيد طبيب فرح الزعابي أن القيادات النسائية في القوات المسلحة، مثل اللواء عائشة الظاهري، والعميد أسماء المغيري، والعميد ركن عفراء الفلاسي، والعقيد طيار مريم المنصوري، تمثل قدوات حقيقية للأجيال الشابة، فهؤلاء القائدات لم يكتفين بإثبات أنفسهن، بل فتحن الطريق أمام أخريات ليتبعن خطاهن، مؤكدة أن خدمة الوطن شرف، والمشاركة في القوات المسلحة ليست مجرد مهنة، بل رسالة سامية تعكس قيم الولاء والانتماء، وتفتح آفاقا واسعة للتميز والقيادة في مختلف الميادين.
وقالت الزعابي إن الفرص المتاحة لا حدود لها، ومن المتوقع أن تشهد المرحلة القادمة زيادة في نسب النساء في الرتب القيادية العليا، وتوسعا في تخصصات حديثة مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي العسكري، بالإضافة إلى تعزيز مشاركتهن في قوات حفظ السلام الدولية. وام.