برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار يستعرض تقدم مشروع الدورة الخامسة حول تحديد قابلية السحب للتلقيح الاسترطابي

برنامج الإمارات
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة: 17 سبتمبر 2025: قامت لجنة التوجيه الاستراتيجي الخاصة ببرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، ، بزيارة ميدانية إلى جامعة ميشيغان التكنولوجية، وذلك في إطار التقييم النصفي للمشروع الحاصل على منحة الدورة الخامسة بعنوان “الدراسات المخبرية والنمذجة لتحديد قابلية السحب للتلقيح الاسترطابي”.
ويهدف هذا المشروع المبتكر بقيادة البروفيسور ويل كانتريل، العميد المساعد للتعليم العالي وعميد كلية الدراسات العليا في جامعة ميشيغان التكنولوجية، إلى تحديد الخصائص والظروف السحابية التي تتيح لعمليات التلقيح الاسترطابي أو التعديل الكهربائي إحداث تغييرات في بنية السحب بما يسهم في تعزيز هطول الأمطار.
وتتولى لجنة التوجيه الاستراتيجي مسؤولية الإشراف والتقييم الفني والمالي والبحثي على المشاريع الحاصلة على منحة البرنامج، لضمان سير المشاريع وفق الجدول الزمني المحدد وتحقيق أهدافها خلال فترة الثلاث سنوات المقررة. فيما يحرص المركز الوطني للأرصاد على تقديم كافة أشكال الدعم والتسهيلات اللازمة للباحثين الحاصلين على منحة البرنامج، وذلك من خلال توفير مرافق بحثية متقدمة تشمل أنظمة أرصاد جوية حديثة، وطائرات مخصصة لتلقيح السحب، وبنية تحتية حاسوبية فائقة الأداء، بما يمكن الفرق البحثية من إجراء أبحاث ميدانية متقدمة مدعومة بالبيانات ضمن ظروف جوية واقعية. كما يقدم المركز خبرات فنية متخصصة ودعماً لوجستياً شاملاً للباحثين لضمان نجاح الحملات البحثية الميدانية، وجمع البيانات بدقة، مما يسهم في تعزيز جودة المخرجات البحثية وتحقيق الأهداف الموضوعة للمشاريع البحثية.
وبهذه المناسبة، قال سعادة الدكتور عبدالله المندوس، رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومدير عام المركز الوطني للأرصاد: “تأتي زيارة لجنة التوجيه الاستراتيجي إلى جامعة ميشيغان التكنولوجية في إطار حرص برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار على متابعة المشاريع الحاصلة على المنحة وضمان تحقيقها
لأثر ملموس من الناحية العلمية والتطبيقية، حيث يساعدنا هذا التواصل المستمر مع الفرق البحثية على توجيه جهودهم البحثية نحو تحقيق نتائج حقيقية تترجم إلى حلول واقعية لتحديات الأمن المائي واستدامة الموارد المائية، بما يتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة في معالجة القضايا المناخية من خلال الابتكار والشراكات الدولية والحلول القابلة للتطبيق على نطاق واسع.”
ومن جانبها، قالت علياء المزروعي، مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار: “يمثل المشروع البحثي المبتكر الذي يقوده البروفيسور كانتريل منهجًا علميًا فريداً حيث يقوم هذا المشروع على استخدام “غرفة السحابة” في جامعة ميشيغان التكنولوجية لمحاكاة الظروف السحابية واختبار مواد التلقيح، إلى جانب النمذجة المتقدمة والتعاون المؤسسي الفاعل، بما يعكس التزام الفريق البحثي باعتماد منهجية متعددة التخصصات تتماشى مع أهداف البرنامج في دعم الأبحاث التي تسهم في تطوير حلول عملية قابلة للتطبيق على أرض الواقع. ونثمن جهود الفريق والتزامهم بالجودة البحثية والتعاون المؤسسي، آملين أن تترجم هذه الجهود إلى نتائج نوعية على صعيد تعزيز فعالية عمليات الاستمطار.”
وخلال الزيارة، قدم البروفيسور كانتريل وفريقه البحثي عرضاً تفصيلياً عن مستجدات البحث التجريبي بما يشمل استكمال أولى التجارب المكثفة بواسطة الغرفة السحابية، حيث تم استخدام عدة مواد تلقيح، من بينها جزيئات الملح المغلفة بطبقة رقيقة نانوية السماكة من مادة CSNT التي تم تطويرها ضمن الدورة الأولى للبرنامج، حيث أظهرت هذه المادة فعالية عالية في تحقيق تكاثف سحابي فعال باستخدام جزيئات النانو بكتلة تقل بخمس مرات عن كتلة جزيئات الملح غير المعالجة.
كما استعرض الفريق نظاماً جديداً لقياس قطرات السحب بدقة عالية، حيث تم تطوير هذا النظام بالتعاون مع شركة ميسا فوتونيكس. ويمثل هذا المشروع نموذجاً ناجحا للشراكة البحثية المثمرة بين القطاعين الأكاديمي والصناعي، وضمت كلاً من جامعة ميشيغان التكنولوجية، وجامعة يوتا، وشركتي تعديل الطقس العالمية، وميسا فوتونيكس. ومن أبرز نتائج هذا التعاون إطلاق النسخة الرقمية للغرفة السحابية عبر منصة “جيت هب” لربط نتائج التجارب المخبرية بالسيناريوهات الواقعية لتلقيح السحب.
وفي إطار التزام المشروع ببناء القدرات، سيوفر فرصاً تدريبية لعدد من الطلبة في دولة الإمارات لاكتساب خبرة عملية في جامعة ميشيغان التكنولوجية والمساهمة في الأبحاث التي يجريها الفريق ضمن هذا المشروع الرائد.