جلسة بـ”معرض أبوظبي للكتاب”: الرقمنة تعزز استدامة النشر

أبوظبي في الأول من مايو 2025 شهدت منصة المجتمع في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، جلسة حوارية تحت عنوان “الأدب الرقمي – التحديات والفرص”، ناقش خلالها عدد من الناشرين والخبراء أبرز التحولات التي يشهدها قطاع النشر في ظل الرقمنة، والفرص المتاحة أمام الأدب الرقمي، إلى جانب التحديات التقنية والمهنية المرتبطة به.

وقال طارق ساليكي، رئيس اتحاد الناشرين المغربي خلال الجلسة إن الرقمنة ليست تهديدًا بل فرصة حقيقية لتطوير صناعة النشر، وتوسيع قاعدة الوصول إلى القراء.

وأضاف أن العالم الرقمي لم يعد خيارًا، بل ضرورة لأن مرحلة ما بعد جائحة كورونا أتاحت لنا مراجعة الذات وإعادة التفكير في مصير المهنة، إذ تفتح الرقمنة آفاقًا جديدة أمام المؤلفين والناشرين، وتكسر الحواجز أمام وصول المحتوى إلى جمهور أوسع، ولا سيما أولئك الذين يصعب عليهم اقتناء الكتب الورقية”.

وشدد على ضرورة تدخل الحكومات والمؤسسات الخاصة لدعم هذه التحولات وقال:” ننتج المعرفة ونبني كوادر المستقبل، ولا يمكن للناشرين مقاومة هذا التحول، فهناك فرص تفوق التحديات بكثير”.

من جهته، أوضح أحمد زكي، المدير التنفيذي لشركة “أقرأ لي”، أن الكتب الصوتية تمثل شكلاً جديدًا من أشكال القراءة، يخاطب جمهورًا مختلفًا من “المستمعين” الذين قد لا يرتبطون بالكتاب الورقي.

وقال إن الكتاب الصوتي لا ينافس الورقي، بل يكمل المشهد ويوسّع دائرة الوصول إلى المحتوى مشيرا إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي باتت تتيح تحويل الكتب الورقية إلى نسخ صوتية بجودة عالية، ما يطرح تحديات جديدة تتعلق بكيفية ترشيح المحتوى الأنسب من بين آلاف العناوين.

وعن تجربة الأدب الرقمي في السوق الصيني، أشارت جينغ وانغ، المدير العام لشركة “الشرقIQI” إلى أن منصتهم تغطي نصف سكان الصين ويبلغ عدد مستخدميها أكثر من 537 مليون مستخدم، إضافة إلى 24 مليون متابع عبر الإنترنت.

وتطرقت إلى مبادرات النشر الرقمي في الأدب التي أسهمت في وصول الأدب الصيني إلى أكثر من 200 مليون متابع، وجعلت من المحتوى الأدبي قاعدة لصناعات ثقافية متعددة”.

وقدّمت الجلسة، التي تأتي ضمن البرنامج المهني للمعرض في دورته الـ34، قراءة معمقة للتحولات الجذرية التي يشهدها قطاع النشر، وأكدت أهمية استيعاب هذه المتغيرات من قبل الناشرين، واعتبار الرقمنة فرصة إستراتيجية لتعزيز استدامة النشر وتوسيع الأثر الثقافي عالميا وأم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى