سلطنة عمان تثري “أبوظبي للكتاب” بتنوعها الثقافي

أبوظبي في 28 أبريل 2025 شارك سلطنة عمان، ممثلة في وزارة الثقافة والشباب، في الدورة الـ 34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025 الذي يُقام تحت شعار “مجتمع المعرفة .. معرفة المجتمع” وذلك في الفترة من 26 أبريل وحتى 5 مايو 2025.
وقال سالم السيابي المتحدث الرسمي عن الجناح العماني في المعرض، في تصريح لوكالة أنباء الامارات ” وام”، إن هذه المشاركة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثقافية بين سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتأكيدا على التزام السلطنة بنشر الثقافة والمعرفة وتبادل الخبرات بين مختلف الدول بما يساهم في إثراء الحركة الثقافية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأضاف أن مشاركة سلطنة عمان في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، من خلال ركن وزارة الثقافة والشباب، تبرز الإصدارات المهمة والمتنوعة التي تقدمها وزارة الثقافة العمانية.

ويضم الجناح العماني أكثر من 60 إصدارا تغطي مختلف المجالات المعرفية والثقافية، تشمل المخطوطات التاريخية، ودواوين الشعر والأدب، والمراجع الثقافية والفكرية الهامة، مما يعكس الثراء والتنوع الثقافي الذي تتميز به سلطنة عمان.

وأكد السيابي حرص وزارة الثقافة العمانية على المشاركة في هذا المعرض المرموق بشكل مستمر حيث تواصل مشاركتها في مختلف المعارض العربية والدولية التي تهتم بالنشر والكتاب وتأتي هذه المشاركة في معرض أبوظبي كجزء من جهود الوزارة المستمرة لتعزيز الثقافة العمانية في المحافل الدولية.

لفت السيابي إلى مشاركة مهمة أخرى في الجناح العماني تتمثل في حضور مؤسسة “هيئة الوثائق والمخطوطات الوطنية”، التي تقدم هذا العام أكثر من 45 إصداراً متنوعاً في مواضيع شتى، من بينها دراسات وبحوث علمية معمقة، بالإضافة إلى إصدارات تاريخية واجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية تسلط الضوء على جوانب مهمة من تاريخ وتراث عمان.

وأوضح السيابي أن هذه المشاركة تعتبر الأولى من نوعها لهيئة الوثائق والمخطوطات الوطنية في المعارض الدولية المتخصصة في الكتاب والنشر، مشيراً إلى أن الإقبال الكبير الذي حظيت به الإصدارات العمانية فاق التوقعات، حيث أبدى العديد من زوار المعرض اهتماماً بالغاً بالتعرف على أحدث الإصدارات العمانية، مؤكدين متابعتهم للإصدارات السابقة وتطلعهم إلى الاطلاع على الجديد، خاصة في مجالات البحوث التاريخية والمواضيع العلمية الهامة التي تثري المعرفة.

واختتم السيابي حديثه بالتأكيد على أن المشاركة القيمة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب تمثل فرصة مميزة للعرض والتبادل الثقافي المثمر، وتسهم بشكل كبير في تعزيز التواجد الثقافي العماني على الخريطة الثقافية الدولية وتعزيز الحوار الثقافي بين الأمم.

من جهتها، أكدت المشاركة موزة بنت خميس البادي، المؤسسة الشريكة لدار “حدائق الفكر” العُمانية، في تصريح مماثل لوكالة أنباء الإمارات “وام”، أن مشاركة الدار في معرض أبوظبي الدولي للكتاب تأتي في إطار التزامها الراسخ بنشر الثقافة وتعزيز الوعي المجتمعي وتنمية حب القراءة لدى مختلف فئات المجتمع، مشيرة إلى أن هذه المشاركة تُعد الرابعة على التوالي للدار في هذا الحدث الثقافي الرائد على مستوى المنطقة، مما يعكس حرص الدار على التواجد الفاعل في هذا المحفل الهام.

وأوضحت البادي أن تأسيس دار “حدائق الفكر” في ولاية البريمي بسلطنة عُمان جاء انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية المجتمعية، وبالتعاون مع شريكتها نصراء بنت علي المعمري، بهدف نشر المعرفة وتوسيع آفاق الفكر وتحفيز أفراد المجتمع، ولا سيما الشباب، على تبني عادة القراءة والمطالعة، والمساهمة في بناء وعي ثقافي مستدام في المجتمع العُماني.

وأضافت : شهد جناحنا بالأمس توقيع كتاب جديد للدكتورة عائشة المعمري، أول طبيبة طوارئ إماراتية، بعنوان “هذا أنا”، وهو الإصدار الثاني لها بالتعاون مع دار حدائق الفكر، كما قمنا أيضاً بتدشين إصدار جديد للدكتورة سعيدة المرزوقي يوم أمس.

وتتنوع إصدارات الدار لتشمل مجالات التنمية البشرية، والدين، وكتب الأطفال التربوية، بالإضافة إلى دواوين الشعر والأعمال الأدبية المتنوعة، ما يجعل جناح الدار محطة غنية ومحفزة لزوار المعرض من الباحثين عن محتوى ثقافي متنوع يلبي مختلف الاهتمامات.

وأشارت البادي إلى أن فوز دار “حدائق الفكر” بجائزة الاستدامة في الدورة السابقة من المعرض لم يكن مجرد إنجاز نفخر به، بل كان محطة ملهمة عززت عزم فريق العمل على الاستمرار في رسالته الثقافية النبيلة وتوسيع نطاق تأثيره الإيجابي في المجتمع، مؤكدة أن هذه الجائزة القيمة تعد شهادة تقدير لالتزام الدار بمبادئ الاستدامة ودافعاً قوياً لمواصلة الابتكار والتجديد في المشهد الثقافي المحلي والإقليمي.
ويُعد مركز حدائق الفكر للثقافة والخدمات أحد المبادرات المجتمعية الرائدة في سلطنة عُمان، حيث بدأ مسيرته كمكتبة صغيرة لبيع الكتب في ولاية البريمي، ليتحول لاحقا إلى مركز ثقافي نشط يقدم باقة متنوعة من الأنشطة والبرامج الثقافية، تشمل جلسات قراءة ممتعة للأطفال، وأمسيات أدبية ثرية، وورش عمل تدريبية متنوعة موجهة لكافة فئات المجتمع العماني.
وتسعى دار “حدائق الفكر”، من خلال مشاركاتها الفاعلة في معارض الكتب الإقليمية والدولية، إلى دعم الكاتب العماني المبدع وتمكين الحراك الثقافي المحلي عبر توفير منصات عالمية مرموقة مثل معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يشكل مساحة حيوية للتبادل الخلاق للمعرفة والتجارب بين النخب الثقافية ودور النشر من مختلف أنحاء العالم.
واختتمت البادي تصريحها بالتأكيد على أن الثقافة تشكّل حجر الأساس لأي عملية تنمية شاملة ومستدامة، معتبرة أن دار “حدائق الفكر” تمثل نموذجاً عمانياً ملهماً في مجال العمل الثقافي المستدام ومرآة عاكسة لجهود المجتمع العماني في بناء مستقبل مشرق وقارئ وواع. . وام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى