فريدة الحوسني: الإمارات تقود جهود الوصول إلى عالم خال من الملاريا

أبوظبي في 24 أبريل 2025

تتصدر دولة الإمارات قائمة الدول التي تدعم جهود الحد من انتشار الملاريا على المستوى العالمي؛ إذ تشكل مبادراتها الإنسانية ومساهماتها المالية عوامل رئيسية لتسريع الخطوات نحو الوصول إلى عالم خال نهائيا من هذا المرض.
وفي الوقت الذي تحتفي به الإمارات بمرور 28 عاما على عدم تسجيل أي حالة إصابة فعليا داخلها منذ 1997، ومرور 18 عاما على إشهارها دولة خالية تماما من الملاريا، فإن المرض تسبب بوفاة 597 ألف شخص حول العالم في العام 2023، وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية.
وبمناسبة اليوم العالمي للملاريا، الذي يصادف 25 أبريل من كل عام، أكدت الدكتورة فريدة الحوسني نائب الرئيس التنفيذي للمعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية “غلايد” الذي يعمل تحت إشراف مؤسسة إرث زايد الإنساني، أن الملاريا لا تزال تشكل تحديا عالميا حيث تشير التقديرات إلى حدوث 263 مليون إصابة حول العالم في عام 2023، وعلى الرغم من أن أكثر الحالات تتركز في القارة الأفريقية إلا أن المرض ينتشر في العديد من المناطق الأخرى.
وأوضحت الدكتورة الحوسني، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، أن “غلايد” يمثل جزءًا من إرث ومبادرات دولة الإمارات في مكافحة الأمراض المعدية حول العالم، والتي تحظى برعاية ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، حيث يركز المعهد على دعم الأبحاث والابتكار لتوجيه الجهود العالمية من خلال السياسات والدراسات والبحوث التي تدعم استئصال الأمراض المعدية مثل الملاريا وداء الفيلي والعمى النهري وشلل الأطفال، إضافة إلى الإسهام في بناء وتعزيز القدرات البشرية لاسيما في الدول التي تعاني من تلك الأمراض.
وأشارت إلى أن “غلايد” يعمل بالتعاون مع الكثير من المؤسسات العالمية على إيجاد طرق مختلفة وتسخير التكنولوجيا المتقدمة، لتطوير برامج استئصال الأمراض المعدية حول العالم، كما يتعاون في هذا الإطار مع وزارات الصحة والجامعات والمعاهد والمؤسسات المجتمعية في العديد من الدول.
وشددت الدكتورة فريدة على أهمية تضافر الجهود الدولية في تفعيل مواجهة الملاريا، حيث لا تزال الكثير من الدول تعاني من النقص في الموارد البشرية والأبحاث التي تخدم جانب العلاج أو الوقاية أو التخلص من مسببات هذا المرض.
وشكل معهد “غلايد” منذ تأسيسه عام 2019 إضافة حاسمة إلى قطاع الصحة العالمي، وساهمت جهوده في تسريع القضاء على الأمراض المعدية، وعلى مدى 6 سنوات، أطلق “غلايـد” عشرات البرامج في نحو 30 دولة خدمة لهذا الهدف.
وكانت مبادرة بلوغ الميل الأخير، المبادرة الصحية العالمية التي يدعمها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، قد أعلنت في أبريل 2024 عن تقديم 55 مليون درهم إلى “غلايد”، وهي المنحة الثانية منذ إطلاق المعهد.
وتكرس الإمارات خبراتها وعطاءها للحد من انتشار مرض الملاريا ومساعدة العديد من البلدان على التصدي له، فيما تشيد المنظمات الصحية الدولية بالدعم الإماراتي للجهود العالمية لمكافحة الملاريا، ومنها دعم منظمة “لا ملاريا بعد اليوم” ومبادرة “بلوغ الميل الأخير”، فضلا عن مبادراتها الإنسانية خلال الأعوام الماضية لتعزيز البرامج الصحية والعلاجية للتحالف العالمي للقاحات والتحصين “GAVI” وبرنامج “شراكة دحر الملاريا”.
وشهدت الإمارات في عام 2020 إطلاق مبادرة “التنبؤ بمستقبل صحي” من أجل تسريع وتيرة التقدم في مكافحة الأمراض الفتاكة التي تنتقل بواسطة البعوض ومنها الملاريا، وفي يناير 2022 أطلقت المبادرة المعهد الجديد للملاريا والحلول المناخية “IMACS”، وهو معهد عالمي يعنى بمكافحة الملاريا في مواجهة تغير المناخ وتقلبات الطقس.
وفي يناير 2023 أعلنت كل من مبادرة “بلوغ الميل الأخير” ومنظمة “لا ملاريا بعد اليوم” و”جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي”، توسيع مبادرتها المعنية بالمناخ والصحة العالمية “التنبؤ بمستقبل صحي”، من خلال دعمها بمنحة جديدة لمدة ثلاث سنوات بمبلغ 5 ملايين دولار أميركي.
محليا.. تطبق الإمارات عبر وزارة الصحة ووقاية المجتمع، إستراتيجية فعالة في تحصين المجتمع من الأمراض السارية والمعدية عبر النظام الصحي الوقائي وبرنامج الترصد الوبائي لاكتشاف الحالات الوافدة إلى الدولة ومعالجتها.
وتواصل الوزارة بالتعاون مع الجهات الصحية المحلية المحافظة على الدولة خالية من مرض الملاريا، عبر التنفيذ المحكم لخطة ما بعد الإشهار عبر تعزيز الاكتشاف المبكر وعلاج الحالات الوافدة، ومواصلة تأهيل وتدريب القوى العاملة في جميع مجالات المكافحة وتعزيز أنشطة مكافحة البعوض الناقل للمرض. وام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى