منتدى الرعاية الاجتماعية يختتم فعالياته

أبوظبي في 25 سبتمبر  2025  اختتمت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي أعمال النسخة الثانية من منتدى الرعاية الاجتماعية 2025، الذي عقد تحت شعار “الجاهزية المستقبلية في الرعاية الاجتماعية: الإنسان، الممارسة، والسياسة” بمشاركة واسعة من خبراء وصناع قرار ومؤسسات محلية وإقليمية ودولية.

 

بحث المنتدى سبل تطوير القطاع الاجتماعي واستشراف توجهاته المستقبلية، تماشياً مع رؤية أبوظبي الطموحة لترسيخ ريادتها في قيادة الحوار حول مستقبل السياسات والخدمات الاجتماعية، وتعزيز أطر التعاون الدولي وتعميق الشراكات العالمية لتحقيق منظومات متكاملة ومستدامة قادرة على تلبية احتياجات الأفراد والمجتمعات والارتقاء بجودة الحياة. و شكّل نقطة التقاء استثنائية جمعت نخبة من الخبراء وصنّاع القرار والممارسين من مختلف أنحاء العالم، حيث تلاقت التجارب وتكاملت الرؤى في بيئة حوارية ثرية وملهمة. وتنوّعت فعالياته بين جلسات رئيسية وحوارية وورش تدريبية وأوراق بحثية تناولت موضوعات محورية وأساسية في قطاع الرعاية الاجتماعية. وأسفرت النقاشات عن رؤى عملية وأفكار استراتيجية تساهم في إرساء سياسات شاملة وفعّالة، وتدعم تطوير منظومات قادرة على تلبية احتياجات الأفراد والمجتمعات. وأكدت مخرجاته على الدور الريادي لإمارة أبوظبي في قيادة جهود تطوير الرعاية الاجتماعية عالمياً، وترسيخ الابتكار كخيار استراتيجي يعزز رفاه الإنسان ويؤسس لمستقبل أكثر شمولاً واستدامة.

 

ونظّم منتدى الرعاية الاجتماعية 2025 على مدى يومين ما يزيد عن 20 جلسة حوارية وورشة تدريبية اشتملت على مناقشات معمقة وحوارات بنّاءة تناولت أبرز القضايا والتحديات العالمية والاتجاهات المستقبلية في الرعاية الاجتماعية، مستعرضاً نماذج وتجارب دولية تهدف إلى استشراف الحلول المبتكرة القابلة للتطبيق في بيئات العمل المختلفة.

 

وشهد حضور أكثر من 1500 زائر ومشارك من المهنيين والمتخصصين في مجال الرعاية الاجتماعية، الأمر الذي أتاح فرصة فريدة للتفاعل المباشر وتبادل الخبرات، وتعزيز الحوار بين مختلف الجهات الفاعلة. وشارك فيه أكثر من 50 متحدثاً من كبار القادة وصنّاع السياسات والخبراء الدوليين، إلى جانب حضور مكثّف من المؤسسات الحكومية والخاصة والأكاديمية، ما يبرز الدور الحيوي لقطاع الرعاية الاجتماعية في تعزيز التنمية المستدامة، ويعكس مكانة أبوظبي الرائدة على المستوى الدولي في صياغة السياسات وتبادل الخبرات في هذا المجال.

 

وضمن أعمال اليوم الثاني انطلقت سلسلة من الجلسات الحوارية والورش التدريبية التي تناولت موضوعات محورية ترسم ملامح مستقبل القطاع الاجتماعي. فقد افتُتحت الفعاليات بمقابلة مع الدكتورة سارة كارليك، خبيرة الحماية الرقمية، التي سلطت الضوء على أهمية إشراك الأطفال والشباب في تصميم حلول الحماية الرقمية عبر منهجيات تشاركية تجمع بين الابتكار التكنولوجي والبعد الإنساني لضمان بيئة رقمية أكثر أماناً.

 

وشهدت جلسة “صوت العاملين في الصفوف الأمامية” مشاركة نخبة من الأخصائيين الاجتماعيين الذين ناقشوا التحديات اليومية وضغوط العمل والوصمة المجتمعية، إلى جانب استعراض إنجازاتهم ودورهم في نقل الخبرات العملية لصياغة السياسات المستقبلية وتطوير برامج التدريب، بما يسهم في تطوير بيئة عمل أكثر دعماً واستدامة.

 

كما جاءت جلسة “الذكاء الاصطناعي والتحليلات في أبوظبي” لتبرز دور البيانات والتقنيات الحديثة في رفع كفاءة الخدمات الاجتماعية، حيث تناول المتحدثون كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز اتخاذ القرار وفق أفضل الممارسات العالمية. و استعرضت مجموعة من الأوراق البحثية موضوعات مهمة، مثل استراتيجيات تعزيز الصحة النفسية في المدارس، وتطوير المدن من خلال سياسات شمولية ريادية، بما يجمع بين البحث العلمي والتطبيق العملي لدعم منظومة الرعاية الاجتماعية. كما نظم المنتدى عدة ورش تدريبية، من بينها ورشة “حماية الطفل والكشف المبكر عن المخاطر” التي قدمت رؤى عملية حول التشخيص المبكر والتدخل الوقائي، وورشة “تحليل السلوك لتحسين السياسات” التي أوضحت دور العلوم السلوكية في تصميم برامج متقدمة تحقق أثراً ملموساً في المجتمع.

 

كما تطرقت جلسة “التطورات العالمية في سياسات الرعاية الاجتماعية” إلى التحديات التي تواجه الأنظمة عالمياً، مثل شيخوخة السكان وتزايد الطلب على الخدمات، مع مناقشة السياسات المتقدمة لمواكبة التحولات. وتضمنت الفعاليات أيضاًورشاً متخصصة لتعزيز الكفاءات المهنية، مثل ورشة “إدارة الحالات بناءً على فهم الصدمات النفسية” وورشة “دعم رفاهية الطفل والأسرة”، وجرى خلالهما استعراض سُبل تمكين الأخصائيين من أدوات عملية لتقديم دعم شامل يعزز جودة الحياة.

 

أما جلسة “دور البيانات في صياغة السياسات المستقبلية” فناقشت أهمية التحليلات التنبؤية وتكامل البيانات لتطوير سياسات أكثر ذكاءً واستجابة، في حين تناولت الجلسة التفاعلية “نماذج رعاية كبار السن” أبرز الممارسات العالمية التي تعزز اندماج هذه الفئة في المجتمع. واختُتمت جلسات اليوم الثاني بجلسة “الاستقطاب والحفاظ على الكفاءات” التي ناقشت استراتيجيات متطورة لضمان استدامة القوى العاملة في القطاع الاجتماعي، ويتم ذلك بجذب الكفاءات المميزة والحفاظ عليها من خلال تطوير بيئة عمل محفّزة ومستدامة.

 

واختتم المنتدى بكلمة لسعادة المهندس حمد الظاهري، وكيل دائرة تنمية المجتمع، أكد فيها أن المنتدى جسّد قصة نجاح جديدة في مسيرة أبوظبي الريادية، إذ شكّل منصة فكرية جمعت خبراء عالميين منمختلف أنحاء العالم لرسم خارطة طريق مبتكرة لمستقبل الرعاية الاجتماعية، ترتكز على جودة الحياة واستدامة الخدمات بما يواكب تطلعات رؤية أبوظبي التنموية. وام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى