مهرجان أبوظبي يقدّم عرضا عالميا جمع ثلاثة فنانين إماراتيين في قصر كنسينغتون بلندن

أبوظبي في 9 يونيو. 2025. قدّم مهرجان أبوظبي بالتعاون مع صندوق السلام والازدهار، حفلاً استثنائياً جمع للمرة الأولى ثلاثة فنانين إماراتيين مع فنانين عالميين على مسرح قصر كنسينغتون في لندن ضمن برنامج “المهرجان في الخارج”.

ويعتبر الحفل محطة مفصلية جديدة في مسيرة المهرجان نحو ترسيخ حضور الإمارات الثقافي على الساحة الدولية، وتأكيد رسالته في بناء القدرات وتعزيز التعاون العالمي من خلال الموسيقى.

وجاء هذا الإنتاج المشترك تتويجاً لبرنامج الإقامة الفنية المكثفة الذي امتد لثلاثة أسابيع في المملكة المتحدة، بدعم من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وبالتعاون مع صندوق السلام والازدهار، حيث خضع الفنانون المشاركون لسلسلة من التدريبات والورش والحوارات الفنية تحت إشراف نخبة من كبار المربين الموسيقيين في عدد من أهم المسارح البريطانية.

وقدّم الحفل نتاج هذا التفاعل الفني البنّاء، بمزيج إبداعي جمع بين التقاليد الموسيقية الإماراتية والتأثيرات العالمية، في تأكيد على أهمية التبادل الثقافي في صناعة الحوارات الفنية وإلهام أشكال جديدة من الإبداع المعاصر.

وشكّل العرض العالمي الأول للعمل الموسيقي “أطلال الزمن” المحور الرئيسي للأمسية، وهو مؤلَّف جديد بتكليف حصري من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وضعه المؤلف الإماراتي البارز إيهاب درويش، المعروف بإيصال الهوية الثقافية لدولة الإمارات إلى الجمهور العالمي من خلال الموسيقى.

وتضمّن البرنامج أداءً مميزًا للميزو – سوبرانو فاطمة الهاشمي، التي قدّمت روائع من أعمال سان سانس وموزارت وجول ستاين، إلى جانب الباريتون أحمد الحوسني، الذي أبدع في تقديم مختارات من أعمال دي كورتيز وبيزيه، بمشاركة نخبة من الموسيقيين الدوليين من صندوق السلام والازدهار.

وقاد الحفل توبي بيرسر، المدير الفني لصندوق السلام والازدهار، في عرضٍ سلّط الضوء على المواهب الإماراتية المتنامية وإسهامها النوعي في المشهد الإبداعي العالمي. وجاء الحفل امتدادًا لنجاح مبادرة “الفنون في السفارات” الرائدة في الدبلوماسية الثقافية، التي ينظمها مهرجان أبوظبي، والتي أُقيمت بتاريخ 22 مايو في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في لندن.

وشارك الفنانون الإماراتيون الثلاثة في جلسة حوارية استعرضوا خلالها مسيراتهم الفنية وتأملاتهم الملهمة في مفاهيم التراث، والهوية، والابتكار، والاكتشاف، وهي روايات تسهم اليوم في رسم ملامح مستقبل الموسيقى.

وجددت الجلسة التأكيد على الدور المحوري للفنون كمنصة لتعزيز الحوار، وترسيخ التفاهم، وتوطيد الروابط الثقافية بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة.

وأشارت سعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، إلى أنّ حفل قصر كنسينغتون برعاية وحضور صاحب السمو الملكي الأمير ريتشارد دوق غلوستر، بالشراكة مع صندوق السلام والازدهار، ضمن برنامج مهرجان أبوظبي في الخارج، يُمثّل بداية فصل جديد في العلاقات الثقافية بين الإمارات والمملكة المتحدة.

وقالت “يُقدّم هذا العرض العالمي الأول المؤلف الموسيقي إيهاب درويش، والميتزو سوبرانو فاطمة الهاشمي والباريتون أحمد الحوسني، في إطار رؤيتنا لتعزيز التبادل المعرفي وحوار الثقافات وتقديم المنجز الفني والموسيقي الإماراتي عالمياً، ترسيخاً لمكانة الدولة حاضنة للإبداع ووجهة للمبدعين”.

وأضافت أنه بالتزامن مع هذا الإنتاج التاريخي المشترك، قدّمنا مبادرة الدبلوماسية الثقافية الرائدة “الفنون في السفارات” في سنتها الرابعة حيث نظّمنا الندوة الحوارية بمشاركة الفنانين درويش، والهاشمي والحوسني، وإدارة صانعة الأفلام نور كانو، سعياً منا لإبراز مسيرتهم وتجاربهم في التأليف والموسيقى.

وأكدت أن الثقافة ترفد عمق وقوة العلاقات الدبلوماسية وتزيدها زخماً، والفنون هي الجسر الذي يوحدنا، ويخلق روابط تجتاز الحدود، لذا، فإنَّ تقديمنا الفنانين الإماراتيين ضمن برنامج الإقامة الفنية في المملكة المتحدة، يترك للفن نفسه دوراً في قيادة هذا الدرب، في واحدةٍ من العديد من الشراكات الناجحة التي عقدتها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون مع المؤسسات الثقافية البريطانية لأكثر من عقدين، والتي بُنيت على أسس التعاون والصداقة الراسخة بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات.

من جانبه، أكد رجائي خوري، مؤسس صندوق السلام والازدهار، تميز الحفل في قصر كينسينغتون، مشيرًا إلى أنه أول تعاون بين الصندوق ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون وقال ” لم يكن هذا التعاون الأول بين فناني دولة الإمارات وفناني صندوق السلام والازدهار فحسب، بل شهد أيضًا العرض العالمي الأول لتأليف موسيقي من إبداع إيهاب درويش خُصّص لهذه المناسبة. لقد أدهشني كيف أن فكرة بسيطة بدأت كمزيج موسيقي بين الأوبرا والموسيقى العربية، تحولت إلى علامة ثقافية فريدة تجمع جمهورها وفنانيها”.

وأضاف أنه في السابق، كان اختيار الأعمال الموسيقية يرتكز غالبًا على احتياجات وأهداف الحفلات، أما حفل قصر كينسينغتون فهو منصة لستة فنانين في مراحل مختلفة من مسيرتهم المهنية، ومن خلفيات وأنماط موسيقية متنوعة، دون وجود أجندة فنية محددة سوى تقديم الموسيقى بأفضل ما لديهم من قدرة.

من خلال لغة الموسيقى العالمية، تُوحّد الشراكة بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون وصندوق السلام والازدهار رؤيتهما في تحفيز الإبداع العالمي وتعزيز الحضور الإماراتي على الساحة الدولية، كما تسهم بدور حيوي في التعريف بالفنانين الإماراتيين وتمكينهم، ودعم تطورهم المهني، وتوسيع حضورهم أمام جماهير جديدة ومتنوعة حول العالم.

ويشكّل حفل قصر كنسينغتون ومبادرة “الفنون في السفارات” في المملكة المتحدة فصلًا جديدًا في مسيرة طويلة من التبادل الثقافي والاحترام المتبادل بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون والمملكة المتحدة فمنذ عام 2007، أطلقت المجموعة برامج تعاون واسعة ودعمتها، مستلهمة إرث ورؤية القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،”طيب الله ثراه” التي لا تزال تشكّل نبراسًا لرسالة المهرجان في تعزيز التبادل الثقافي وبناء الجسور بين الشعوب. وام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى