هيئة أبوظبي للتراث تطلق أنشطة صيفية تراثية لتعزيز الهوية الوطنية لدى الطلبة

هيئة أبوظبي للتراث
أبوظبي، 23 يوليو 2025
أطلقت هيئة أبوظبي للتراث سلسلة من الأنشطة والبرامج الصيفية التي تُعد ركيزة أساسية في تعزيز الهوية الوطنية وتعميق ارتباط النشء ببيئتهم وثقافتهم الإماراتية الأصيلة، وتكتسب هذه الفعاليات أهمية خاصة كونها تسهم في بناء جيل واعٍ بأهمية تراثه، فخور بماضيه، ومؤمن بدوره في حفظ الموروث الثقافي ونقله للأجيال القادمة، بما يعكس روح عام المجتمع ويجسد القيم المشتركة التي تقوم عليها الهوية الوطنية.
وتنظم الهيئة هذه الأنشطة بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، ووزارة الثقافة والشباب، وكذلك مؤسسة التنمية الأسرية، وتشمل عدداً من مدن ومناطق إمارة أبوظبي، خلال شهر يوليو الجاري، مستهدفة طلبة مدارس ومشاركين من مختلف الفئات العمرية.
يأتي تنظيم هذه الأنشطة في إطار جهود الهيئة المستمرة لترسيخ التراث الإماراتي بوجدان الأجيال الناشئة، وذلك بهدف تعزيز المعرفة التراثية لدى الطلبة خلال عطلتهم الصيفية، وترسيخ مفاهيم الهوية والانتماء، واستثمار وقت الفراغ بما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع، من خلال برامج لا صفية تعليمية وتفاعلية تسلط الضوء على القيم والعادات الإماراتية بأساليب حديثة، كما تسهم في تفعيل دور المؤسسات الثقافية والتعليمية في خدمة المجتمع وتعزيز التلاحم المجتمعي بين الأجيال، وهو ما يتسق مع أهداف عام المجتمع.
وتضمنت الفعاليات ورشاً تراثية متنوعة مثل “سنع المجالس” و”سنع القهوة”، وورش الحرف اليدوية كالخوص والسدو، ونسج التلي، وقرض البرقع، إلى جانب الألعاب الشعبية، وجلسات “الخراريف”، والمسابقات التوعوية، وآداب الأداء الشعبي مثل اليولة والعيالة، التي لاقت تفاعلاً واسعاً من الطلبة والمشاركين.
وانطلقت أولى المحطات بمنطقة الوثبة بأبوظبي عبر تنظيم ورش أسبوعية في مؤسسة التنمية الأسرية، ركزت على الضيافة الإماراتية وتقديم القهوة وشرح رمزيتها في الكرم والجود، بالإضافة إلى تعليم آداب استقبال الضيوف، بمشاركة الطلبة وأولياء الأمور، تعزيزاً للترابط الأسري والاجتماعي، وترسيخاً لقيم عام المجتمع.
وفي منطقة الظفرة، أطلقت الهيئة فعاليات المخيم التراثي الصيفي، الذي يضم باقة من الورش التعليمية المعززة للهوية الوطنية والهادفة لربط النشء بالتراث الإماراتي من خلال تجارب تراثية في فعاليات عدة تضمنت ورش تعليم “سنع المجالس” و”سنع القهوة” والألعاب الشعبية
ومجموعة من الحرف اليدوية التراثية، مثل السدو والخوص وقرض البرقع ونسج التلي، إلى جانب عدد من المسابقات التوعوية وفقرات الخراريف وتعليم فن اليولة.
كما نظّمت الهيئة في مدينتي أبوظبي والعين، برنامجاً تراثياً مكثفاً شمل ورشاً في تعليم “اليولة”، وسنع القهوة، والألعاب الشعبية، واستهدف الطلبة من مختلف الفئات العمرية، وأُقيم البرنامج في عدد من المدارس مثل الغزالي والباهية والقمة في أبوظبي، والجاهلي وأحمد بن زايد في العين، وسط تفاعل كبير من المشاركين، وتشجيع على تكرار هذه المبادرات مستقبلاً.
وتواصل الهيئة تنفيذ ورش تراثية متخصصة بالشراكة مع كلية الإمارات للتطوير التربوي في مدينة خليفة بأبوظبي، تستهدف الطلبة والمشرفين على البرامج التراثية في الكلية، وتشمل هذه الورش الحرف اليدوية مثل “الديين” و”الخوص”، في خطوة تعكس التزام الهيئة ببناء جيل راسخ في هويته، مرتبط بماضيه، ومؤهل لحمل الرسالة الثقافية إلى المستقبل.
وتؤكد هيئة أبوظبي للتراث أن هذه البرامج والفعاليات ستتواصل وتُوسّع مستقبلاً بالشراكة مع الجهات المعنية، بما يعزز من حضور التراث الإماراتي في المجتمع، ويُسهم في بناء وعي ثقافي مستدام لدى الأجيال الصاعدة، ويكرّس مكانة التراث كركيزة أساسية في تعزيز التلاحم المجتمعي، تماشياً مع مستهدفات عام المجتمع.