“شباب فلج المعلا” يطلق برنامجًا لإعادة تصنيع السيارات الكلاسيكية

أم القيوين في 22 فبراير 2025
أطلق مركز شباب فلج المعلا، التابع للمؤسسة الاتحادية للشباب، برنامج “تعلم ميكانيكا السيارات الكلاسيكية”، وهو مشروع تعليمي عملي يستهدف تطوير مهارات الشباب الإماراتي في مجال إعادة تصنيع وترميم السيارات الكلاسيكية، مع التركيز على مبادئ الاستدامة والحد من الهدر البيئي.
ويوفر البرنامج الذي ينفذ بالتعاون مع مركز فلج المعلا للسيارات الكلاسيكية، ويستمر حتى نهاية فبراير الجاري، فرصة متميزة لتوظيف الابتكار الهندسي في تحويل السيارات القديمة إلى مركبات أكثر كفاءة، مما يسهم في تعزيز سوق ترميم السيارات الكلاسيكية وتوفير فرص جديدة للشباب المهتمين بهذا المجال.
ويركز البرنامج على إعادة تصنيع سيارتين جديدتين ذات دفع رباعي باستخدام هياكل وقطع غيار سيارتي لاند روفر موديل 1964 و1965، وذلك عبر تقنيات إعادة التدوير الهندسي بدلاً من إنتاج سيارات جديدة من الصفر، وهي المنهجية التي تجمع بين الحفاظ على التراث الميكانيكي والاستدامة البيئية، إلى جانب تعزيز المعرفة التقنية بين الشباب.
وثمن خليفة عبيد الغفلي رئيس مركز فلج المعلا للسيارات الكلاسيكية والمشرف العام على تنفيذ البرنامج، التزام المؤسسة الاتحادية للشباب الدائم بدعم المواهب الشابة وتعزيز مهاراتهم في القطاعات الحيوية، مما يسهم في تطوير الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار، مشيرا إلى أن البرنامج يمثل نموذجًا لإمكانية إعادة تدوير المركبات بطرق مستدامة، ويفتح آفاقًا جديدة في مجال ترميم السيارات الكلاسيكية.
وقال إن البرنامج ليس مجرد تجربة تعليمية، بل هو انطلاقة نحو مستقبل مستدام ومبتكر، حيث يواصل الشباب الإماراتي الإبداع وتقديم حلول عملية تسهم في تطوير القطاعات الصناعية بأساليب صديقة للبيئة.
وأضاف أن المشاركين في البرنامج يخضعون لتدريبات عملية مكثفة، تبدأ بتفكيك السيارتين إلى أجزائهما الأساسية، حيث يتم تقييم كل مكون لمعرفة مدى إمكانية إعادة استخدامه أو تطويره، وبعدها، ينتقل المشاركون إلى إعادة التجميع، حيث يتم ترميم الأجزاء الميكانيكية واستبدال أو إعادة تصنيع بعض المكونات مثل المحرك، نظام التعليق، وتركيب الإطارات، لضمان كفاءة الأداء مع الحفاظ على الهوية الكلاسيكية للسيارات.
وأوضح أن البرنامج يعتمد على تقنيات هندسية مستدامة ومتطورة لتحسين الأداء، مثل تعديل المحرك ليصبح أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، وإضافة أنظمة كهربائية جديدة، إلى جانب تحسين أنظمة الفرامل وتعزيز متانة الهيكل، كما يتم العمل على إعادة تصميم الهيكل بالكامل باستخدام أجزاء من السيارتين القديمتين، مما يسفر عن إنتاج هيكلين جديدين يتميزان بالقوة والصلابة، مع دمج بعض التقنيات الحديثة لزيادة الأمان والكفاءة التشغيلية.
وأكد الغفلي أنه بعد الانتهاء من عملية التصنيع، تخضع جميع السيارات لاختبارات دقيقة على الطرق الوعرة للتأكد من كفاءتها وأدائها، مع إجراء أي تعديلات نهائية تضمن أعلى مستويات الجودة .
ونجح برنامج “تعلم ميكانيكا السيارات الكلاسيكية”، في استقطاب شريحة واسعة من الشباب، نظرا لما يجمعه من شغف بالتكنولوجيا الحديثة وتراث ميكانيكي عريق، فضلا عن مساهمته في فتح آفاق مهنية واعدة قائمة على الريادة والابتكار.
وأعرب عدد من الشباب المشاركين في البرنامج، عن تقديرهم الكبير لهذه المبادرة التي وفرت لهم فرصة استثنائية لصقل مهاراتهم في مجال إعادة تصنيع وترميم السيارات الكلاسيكية، مؤكدين أن مثل هذه البرامج تفتح لهم أبوابًا جديدة في سوق العمل، خاصة في هذا المجال الذي يشهد اهتمامًا متزايداً خلال السنوات الأخيرة.
وقال الشاب أحمد نبيل الحجاجي، إن المشاركة في هذا البرنامج فتحت أمامه هو وزملائه آفاقًا جديدة في عالم هندسة السيارات، من خلال تعلم تقنيات متقدمة في ترميم وإعادة تصنيع السيارات الكلاسيكية، مثمنا دعم المؤسسة الاتحادية للشباب التي أتاحت لهم فرصة تحويل شغفهم بالميكانيكا إلى مهارة حقيقية يمكن الاستفادة منها في المستقبل.
من جانبه، أكد الشاب راشد مطر الكتبي، أن البرنامج لم يقتصر فقط على الجانب التقني، بل ساعدهم أيضًا على تطوير التفكير الابتكاري في إيجاد حلول عملية لجعل السيارات الكلاسيكية أكثر كفاءة واستدامة، مضيفا أن هذه التجربة عززت لديهم مفهوم الابتكار الهندسي وربطته بالاستدامة، وهو ما يجسد رؤية دولة الإمارات في تعزيز الاقتصاد الأخضر. وام.