“الوطني الاتحادي” يستضيف اجتماعا لرؤساء المجالس التشريعية الخليجية مع رئيسة البرلمان الأوروبي

أبوظبي في 23 يونيو. 2025. استضاف المجلس الوطني الاتحادي، برئاسة معالي صقر غباش، رئيس المجلس، رئيس الاجتماع الدوري الثامن عشر لأصحاب المعالي والسعادة رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اجتماعا اليوم بمشاركة أصحاب المعالي والسعادة رؤساء المجالس التشريعية الخليجية، مع معالي روبيرتا ميتسولا رئيسة البرلمان الأوروبي، في قصر الإمارات بأبوظبي.
شارك في الاجتماع معالي السيد أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب في مملكة البحرين، ومعالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية، وسعادة الشيخ خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى في سلطنة عمان، وسعادة يوسف بن علي الخاطر رئيس لجنة الداخلية والخارجية في مجلس الشورى بدولة قطر، ومعالي جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقال معالي صقر غباش في كلمة افتتح فيها أعمال الاجتماع إن هذا اللقاء يمثلُ محطةً نوعيةً في مسارِ العلاقاتِ البرلمانيةِ الخليجيةِ – الأوروبيةِ، ويجسدُ إدراكًا مشتركًا لأهميةِ تعميقِ الحوارِ المؤسسيِّ، وتوسيعِ مساحاتِ التنسيقِ، وترسيخِ قنواتِ التشاورِ بين مؤسساتِنا البرلمانيةِ التي هي اليومَ أداةً أساسيةً في بناءِ جسورِ التفاهمِ بين الشعوبِ الخليجيةِ والأوروبيةِ.
وأكد معاليه أن العلاقات بين دولِ الخليجِ العربيةِ وأوروبا تمتد عبر مراحلَ مختلفةٍ من التاريخِ، واتخذتْ صيغاً متعددةً من التلاقي الماديِّ والإنسانيِّ والحضاريِّ الذي بدأ أولاً من بواباتِ التجارةِ والملاحةِ والمعرفةِ، ليصلَ في عصرِنا الحديثِ إلى شراكاتٍ اقتصاديةٍ، وأمنيةٍ، وسياسيةٍ، وتبادلٍ ثقافيٍّ واجتماعيٍّ، تعكسُ بمجموعِها ثمرةَ وعيٍ مشتركٍ، وتقديرًا حقيقيًّا لما لكلِّ طرفٍ من وزنٍ وتأثيرٍ في محيطِه الإقليميِّ والدوليِّ.
وأضاف أن مسارُ العلاقاتِ الخليجيةِ – الأوروبيةِ اتخذ منحًى أكثرَ وضوحاً وعمقاً مع تأسيسِ مجلسِ التعاونِ لدولِ الخليجِ العربيةِ الذي اتجهتْ دولُهُ إلى ترسيخِ علاقاتِها مع الاتحادِ الأوروبيِّ باعتبارِه مكوِّناً رئيساً في النظامِ الدوليِّ، ومصدرا للتجربةِ المؤسسيةِ المتقدمة وفي الاتجاهِ المقابلِ، أدركتْ أوروبا أن الخليجَ العربيَّ صاحبُ رؤيةٍ معتدلةٍ في السياسةِ الدوليةِ، وفاعلٌ أساسيٌّ في معادلاتِ الاستقرارِ الإقليمي والعالمي.
وأكد أنه ِوكما هو المسارُ الذي تتبناه بقيةُ دولِ الخليجِ العربيةِ، تتجلى الرؤيةُ الإماراتيةُ التي اختطّها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”ُ، في تعزيزِ أواصرِ العلاقةِ الخليجيةِ – الأوروبيةِ استنادًا إلى منظورٍ واقعيٍّ يدمجُ بين البُعدِ الجيوسياسيِّ والخيارِ التنمويِّ، ويرتكزُ إلى الاستثمارِ في الاستقرارِ المستدامِ.
وأشار معاليه إلى أنه وانطلاقاً من القيمِ المشتركةِ التي نؤمنُ بها نحنُ الخليجيون والأوروبيون والتي تستندُ إلى مبدأِ أنّ السلامَ العادلَ هو الأساسُ الوحيدُ للأمنِ الدائم، فإنّنا نُجددُ تأكيدَنا على ضرورةِ تحقيقِ تسويةٍ سياسيةٍ تضمنُ الحقوقَ الوطنيةَ المشروعةَ للشعب الفلسطينيِ، وفي مقدمتهِا إقامةِ دولته المستقلةِ وعاصمتهِا القدسِ الشرقية، وفقًا للمرجعياتِ الدوليةِ وقراراتِ الأممِ المتحدةِ، ومبادرةِ السلامِ العربية ونؤكدُ أيضا على ضرورةِ أنْ يتحملَ المجتمعُ الدوليُ مسؤوليتَه الأخلاقيةِ والقانونيةِ في وضعِ حدٍ للمعاناةِ الإنسانيةِ التي يشهدُها قطاعُ غزة، والعملِ على تحقيقِ وقفِ إطلاقِ النار، وضمانِ حمايةِ المدنيين، وتمكينِ الجهودِ الإنسانيةِ من أداءِ مهامِها في ابصالِ المساعداتِ الإنسانيةِ والإغاثيةِ لأهلِ غزة.
وقال معالي صقر غباش “ في السياق ذاته، نتابعُ بقلقٍ بالغٍ تصاعدَ التوترِ بين إيران وإسرائيل الذي يُنذرُ بتداعياتٍ مدمرةٍ قد تتجاوزُ حدودَ الإقليمِ لتُهددَ الأمنَ الدولي برمّتِه” لافتا إلى أن دولة الإمارات أعربت عن قلقِها البالغِ من استهدافِ المنشآتِ النوويةِ الإيرانيةِ وأكدتْ أنَ الحوارَ والدبلوماسيةَ والمسؤوليةَ الجماعيةَ هي السبيلُ الوحيدُ لتحقيقِ الأمنِ والاستقرار ودعتْ إلى ضرورةِ أنْ يتحملَ المجتمعُ الدولي ومجلسُ الأمن مسؤولياتهِما في وضعِ حدٍ لهذهِ التوتراتِ التي تتطلبُ مقاربةً شاملةً ومسؤولةَ ترتكزُ على العدالةِ وتستفيدُ من دروسِ التاريخ.
ودعا معالي رئيس المجلس إلى تعزيزِ العلاقةِ البرلمانيةِ الخليجيةِ – الأوروبيةِ باعتبارِها ركيزةً مكملةً للعلاقاتِ الاقتصاديةِ -السياسيةِ من جهة، ورافعةً لترسيخِ أواصرِ التفاهمِ الإستراتيجيِّ بين الجانبينِ لبناءِ حاضرٍ ومستقبلٍ أكثرِ استقراراً وتوازناً على المستويينِ الإقليمي والدولي، من جهةٍ أخرى.
من جانبها أعربت معالي روبيرتا ميتسولا رئيسة البرلمان الأوروبي في كلمة لها عن شكرها لدولة الإمارات، على حفاوة الاستقبال والانفتاح والالتزام في استضافة هذا الاجتماع التاريخي وقالت “ نجتمع في وقت لا تزال الأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط مقلقة للغاية وأود أن أثني على التزاماتكم الملموسة تجاه السلام والاستقرار في المنطقة وخارجها، لقد استضافت دولكم مفاوضات لوقف إطلاق النار في عدد من النزاعات، ونحن شركاء في محاربة الهجمات الإرهابية والقرصنة البحرية واختيار طريق الدبلوماسية، وفي هذا السياق، فإن الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون ضرورية وإستراتيجية”.
وأضافت أن البرلمان الأوروبي وعلى مدى ما يقارب 50 عامًا، حافظ على علاقات ثنائية قوية مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفي العامين الماضيين شهدت علاقاتنا تطورا من حيث الحجم والانخراط السياسي، ولدينا اليوم سجل حافل من التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون، سواء على المستوى المؤسسي، أو بين الدول الأعضاء، أو من خلال مبادرات مثل “التحالف العالمي من أجل حل الدولتين”.
وأشارت إلى أنه تم الاتفاق في الإمارات على آلية للتعاون المشترك وهي خطوة مهمة نحو شراكة إستراتيجية بين برلمانات دول المجلس والبرلمان الأوروبي والفضل في هذه الديناميكية يعود إلى القمة الأولى بين قادة دول الاتحاد الأوروبي وقادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت العام الماضي.
وأكدت أن البرلمان الأوروبي يريد تعميق الشراكة مع مجلس التعاون، والارتقاء بالحوار إلى مستوى جديد من خلال بعد برلماني حقيقي مشددة على التزام البرلمان الأوروبي السياسي الثابت بتعميق العلاقات بين الجانبين، واستعداده لتنظيم مؤتمر برلماني مشترك بين الجانبين، وذلك قبيل القمة الثانية المرتقبة بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي في عام 2026.
والقى معالي جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، كلمة أعرب فيها عن شكره لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” لما يوليه من دعم للعمل الخليجي المشترك واستضافة الإمارات لهذا الاجتماع، كما ثمن لمعالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي، دعوته لعقد هذا الاجتماع، مؤكدا أهمية تواصل الزيارات بين كبار مسؤولي الجانبين الأمر الذي يعكس حرص دول مجلس التعاون الخليجي ودول الاتحاد الأوروبي على الدفع بهذه العلاقات إلى آفاق ارحب. وام