عبدالله البسطي: ثلاث محطات في مسيرة محمد بن راشد ترسم ملامح دبي

أكد عبدالله محمد البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، خلال جلسة حوارية ضمن ملتقى محمد بن راشد للقادة بعنوان “كيفية تحقيق رؤية الشيخ محمد بن راشد بأن تكون دبي أفضل مدينة في العالم، أن مسيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تمثل نموذجاً متفرداً في القيادة وصناعة المستقبل، حيث قامت على ثلاث محطات رئيسية شكلت ملامح التحول في دبي، ورسخت مكانتها العالمية.
وأوضح البسطي أن المحطة الأولى بدأت عام 1968، عندما تولى صاحب السمو قيادة الشرطة والأمن العام في دبي، وهو المنصب الذي أظهر من خلاله انضباطاً عسكرياً رفيعاً وقدرة على اتخاذ القرار، إلى جانب حب متأصل للتطوير.
وأضاف، أن هذه المرحلة كانت اللبنة الأولى لبناء جهاز أمني يُعد اليوم من بين الأفضل عالمياً، مؤكداً أن ما تحقق من أمن واستقرار في دبي لم يأتِ مصادفة بل كان نتيجة رؤية بعيدة المدى بدأت منذ تلك السنوات المبكرة. كما أشار إلى أن سموه تولى في تلك الفترة ملفات وطنية مهمة مثل ملف الطيران، حيث ذكر في كتابه كيف واجه تحديات مرتبطة بمطار دبي، وهو ما عكس مبكراً حرصه على ربط دبي بالعالم وفتح آفاق جديدة للتنمية.
تميز
أما المحطة الثانية، فكانت عام 1995 حين أصبح سموه ولي عهد دبي، وهي مرحلة مفصلية قدم فيها فكراً إدارياً مختلفاً عن السائد. وأوضح البسطي أن سمو الشيخ محمد بن راشد أطلق برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، أول برنامج في العالم يقيس مستوى التميز والجودة في الجهات الحكومية، وهو ما غرس ثقافة التميز والجودة في القطاع الحكومي كما هي موجودة في القطاع الخاص.
وأضاف، أن سموه كان يؤكد دوماً على ضرورة التعلم من سرعة الإنجاز وجودة الأداء في القطاع الخاص، وتحويل هذه التجارب إلى منظومة حكومية رشيقة.
كما قاد سموه إنشاء الحكومة الإلكترونية عام 1999، وأسس المجلس التنفيذي عام 2003 ليكون مظلة لجميع الجهات الحكومية، فضلاً عن تأسيس مناطق متخصصة مثل مركز دبي المالي العالمي ومدينة دبي للإنترنت، التي مهدت لتحول دبي إلى مركز عالمي في الاقتصاد الرقمي والقطاعات المتقدمة.
ركائز
وأشار البسطي إلى أن المحطة الثالثة بدأت عام 2006 مع تولي سموه مقاليد الحكم في دبي، حيث وضع فلسفة متكاملة لإدارة الحكومة تقوم على 3 ركائز: مؤسسات متخصصة تعمل وفق معايير عالمية يقودها خبراء، وتشريعات مرنة تمنح دبي القدرة على مواكبة التحولات، واستراتيجيات متكاملة تصنع رؤية واضحة للمستقبل. وضرب أمثلة بإنشاء هيئة الطرق والمواصلات، ومؤسسة الأوقاف، ومؤسسة دبي الرقمية، ومركز محمد بن راشد للفضاء، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية، وغيرها من المؤسسات التي غيرت شكل العمل الحكومي في الإمارة.
وأكد أن هدف سموه كان إبجاد مؤسسات قوية يقودها متخصصون يتحدثون بلغة مهنية دقيقة، وهو ما جعل دبي تملك اليوم منظومة حكومية من بين الأكثر كفاءة على مستوى العالم.
وأضاف البسطي، أن فلسفة التخطيط الاستراتيجي الشامل التي أرسى قواعدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، منذ عام 2007، مع إطلاق أول خطة استراتيجية شاملة لدبي، رسخت مفهوم التكامل بين الجهات الحكومية. وتواصلت هذه المسيرة مع خطة دبي الاستراتيجية 2015، ثم خطة 2021 التي ركزت على الإنسان، وصولاً إلى خطة دبي 2033 التي تمثل اليوم مظلة للأجندة الاقتصادية والاجتماعية، والمتكاملة مع خطة دبي الحضرية. وأوضح أن هذه الخطط مدعومة باستراتيجيات قطاعية مثل استراتيجية التعليم، والطاقة النظيفة، وتطوير القطاع العقاري، والمرونة المؤسسية، بما يجعل من دبي مدينة متكاملة البنية والتوجهات.
وشدد البسطي على أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد تقوم على أن المدن تُبنى للإنسان، وأن الغاية الأسمى للعمل الحكومي هي سعادة الناس.
وأشار إلى أن هذا التوجه ترجم عملياً منذ أكثر من 20 عاماً بإطلاق مبادرة لقياس رضا المتعاملين مع الخدمات الحكومية، والتي ارتفعت من 63% آنذاك إلى أكثر من 93% اليوم، في إنجاز عالمي يعكس نجاح نموذج دبي الحكومي في كسب ثقة الناس وتعزيز جودة الحياة.