مشاركون في ملتقى الوقاية من المخدرات: الرقابة الوالدية خط الدفاع الأول ضد الترويج الإلكتروني

أبوظبي في 29 يونيو 2025 أكد المشاركون في ملتقى “الوقاية من المخدرات 2025” أهمية الدور المحوري للرقابة الوالدية في حماية الأبناء من مخاطر الترويج الإلكتروني للمخدرات، مشيرين إلى أن الإفراط في استخدام التكنولوجيا الحديثة وإساءة توظيفها قد يؤدي إلى سلوكيات هدامة تؤثر سلباً على صحة الفرد والمجتمع.
جاء ذلك خلال ورشة تفاعلية عقدها الملتقى بعنوان “دور التقنية في التوعية السلوكية”، وذلك في غاليريا مول بجزيرة المارية، ضمن ختام فعالياته.
وحذّر المشاركون من أن الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية والتقنيات الحديثة يُسهم في إضعاف المهارات الاجتماعية لدى الأبناء، ويؤدي إلى العزلة والانغماس في الواقع الافتراضي، مما يرفع من معدلات القلق والاكتئاب، ويجعلهم أكثر عرضة للوقوع في شباك مروّجي المخدرات، الذين يستخدمون أساليب متطورة مثل التسويق الإلكتروني عبر منصات التواصل الاجتماعي للوصول إلى فئات مجتمعية أوسع.
ودعت الورشة أولياء الأمور إلى تعزيز التوازن في حياة أبنائهم بين استخدام التكنولوجيا وممارسة أنشطة ترفيهية واجتماعية تدعم نموهم الصحي، إلى جانب اختيار الأصدقاء بعناية، بما يسهم في بناء بيئة داعمة تحصّنهم من المخاطر السلوكية والانجراف نحو تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية.
وفي تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”، أكدت لمياء أحمد الزعابي، المتحدث الرسمي، رئيس قسم الوقاية من المخدرات في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية بوزارة الداخلية، أن التطور التكنولوجي أصبح من متطلبات العصر الحديث، ومن الضروري تشجيع الأبناء على اكتساب المهارات الرقمية والذكاء الاصطناعي لمواكبة المستقبل، لكن التحدي يكمن في الاستخدام الواعي والإيجابي للتقنية.
وأوضحت الزعابي أن الملتقى، منذ انطلاقه، حرص على تنظيم ورش تفاعلية وجلسات نقاشية بحضور أولياء الأمور وأبنائهم، بهدف تقديم استشارات عملية تساعد الأسر على المتابعة والمراقبة السليمة لاستخدام التكنولوجيا، خاصة مع انتشار الأجهزة الحديثة عالية الجودة من دون إدراك كاف للآثار الجانبية السلبية على الصحة الجسدية والنفسية.
ولفتت إلى أن هناك عددا من الأسر بدأت فعليا بتثقيف نفسها ذاتيا من خلال دورات تدريبية عبر الإنترنت، خاصة بعد التوجه الحديث إلى تعليم الطلبة للذكاء الإصطناعي.
وأكدت الزعابي أن أحد المحاور الرئيسية في ورشة اليوم هو “التنبؤ بالمخاطر قبل وقوعها”، مشددة على خطورة الألعاب الإلكترونية التي تستحوذ على وقت الأطفال لساعات طويلة، وتُستغل أحياناً من قبل ضعاف النفوس للتأثير عليهم.
ودعت إلى مواكبة الأهل للتطورات التكنولوجية الحديثة والاطلاع على تقنيات الإغلاق والتدقيق والمتابعة لتلك الألعاب، مشيرة إلى أن بعض حالات الإدمان بدأت من خلال الترويج الإلكتروني، مما يجعل التدخل المبكر من الأسرة أمرا حاسما في الوقاية وأم.