هالة بدري: المرأة تشكل 60 % من كوادر “دبي للثقافة”

أكدت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي، أن المرأة الإماراتية لعبت دوراً محورياً في ترسيخ الهوية الثقافية للدولة، ليس فقط من خلال حفظها للموروث ونقله للأجيال، وإنما عبر حضورها الفاعل في ميادين الثقافة والفنون والتعليم والإعلام، مشيرة إلى أن الهوية الثقافية الإماراتية قائمة على 5 ركائز أساسية تمثل روح المجتمع وأصالته وانفتاحه على المستقبل.

 

وأوضحت خلال كلمتها في جلسة “مسيرة المرأة الإماراتية في الإرث الثقافي” ضمن فعاليات منتدى المرأة الإماراتية، أن أولى الركائز تتمثل في اللغة العربية والتراث بشقيه المادي وغير المادي، الذي يشمل المواقع الأثرية والمقتنيات والعادات والتقاليد والأهازيج والأشعار.

 

وأضافت، أن القيم الاجتماعية تمثل المرتكز الثاني للهوية، حيث أسست تعاليم الإسلام لمجتمع يتسم بالصبر والكرم وحسن الضيافة، فيما تتجسد الركيزة الثالثة في الهوية البصرية المتمثلة في الرموز الوطنية مثل النخلة والصقر وألوان العلم والطراز المعماري.

 

وبيّنت أن الركيزة الرابعة تتمثل في الهوية المهنية المتجذرة في الحرف اليدوية والمهن التقليدية كالغوص والتجارة والصيد، بينما يشكل الدور التاريخي للقيادة الرشيدة المرتكز الخامس، إذ ركزت منذ عهد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على بناء الإنسان وغرس قيم الابتكار والتفاؤل وثقافة اللامستحيل.

 

وأشارت بدري إلى أن الأمهات والجدات كنّ عبر التاريخ الحافظات الحقيقيات للذاكرة الشعبية، وهنّ أول من نقل الثقافة والقيم للأبناء، مؤكدة أن هذا الدور شكل الجسر الذي يصل الماضي بالحاضر، ورسخ قيم الانتماء والاعتزاز بالجذور. وقالت: “الأم هي أول معلمة للثقافة، والجدات حافظات الذاكرة الشعبية وقصص الملاحم، وهنّ من غرسن القيم الأساسية في الأجيال”.

 

وأضافت أن القيادات النسائية الإماراتية اليوم وسّعن هذا الدور من البيت إلى المجتمع والوطن، وأسهمن عبر الثقافة والفنون والتعليم والإعلام في إبراز الهوية الوطنية للعالم بصورة معاصرة تحافظ على أصالتها وتدفعها نحو المستقبل، مشيرة إلى أن هناك كاتبات ومخرجات وفنانات إماراتيات قدمن أعمالاً إبداعية أسهمت في توثيق الموروث وتجديد حضوره.

 

وعلى صعيد المؤسسات، لفتت بدري إلى أن المرأة تشكل أكثر من 60% من كوادر هيئة الثقافة والفنون في دبي، ومنهن 80% في مواقع القيادة العليا، فيما تتجاوز نسبة النساء العاملات في قطاع الفنون والآداب والتصميم 75%، وأكثر من 50% في قطاع المتاحف. وأكدت أن هذه الأرقام ليست مجرد نسب، بل انعكست في إنجازات نوعية، مثل الفوز باستضافة منتدى المدن الثقافية العالمية لأول مرة في المنطقة، واستضافة المؤتمر العالمي للمتاحف 2025، إضافة إلى مشاريع بارزة مثل إعادة تأهيل متحف حصن الفهيدي ومتاحف دبي التاريخية بقيادة مهندسات إماراتيات.

 

وختمت بدري بالتأكيد على أن المرأة الإماراتية لم تكتفِ بأن تكون حافظة للموروث، بل أصبحت أيضاً صانعة لمستقبله، تواصل البناء على إرث الأمهات والجدات، وتضيف إليه إبداعاً وابتكاراً يليق بمكانة دولة الإمارات كحاضنة للثقافة والإبداع وملتقى للحضارات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى