أسامة العليمي: أجمّد الزمن بعدستي لأذكّر العالم بلحظات تستحقّ التأمل

أكد المصوّر الفوتوغرافي أسامة العليمي أن التصوير هو أكثر من مجرد توثيق للحظات، بل هو وسيلة لاكتشاف الفرح من جديد واستكشاف جوهر الطبيعة. وأوضح أن كل صورة يلتقطها هي شهادة على الجمال، وارتباط عميق بين البشر والطبيعة، حيث يسعى من خلال عدسته إلى تجميد اللحظات التي تذكّرنا بقيمة الحياة وروعتها، وتعكس العطاء والبساطة التي تمنحنا إحساسًا بالارتباط الراسخ بالأرض.
جاء ذلك خلال خطابه الملهم ضمن فعاليات المهرجان الدولي للتصوير “اكسبوجر 2025″، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في منطقة الجادة، ويستمر حتى 26 فبراير الجاري، حيث يجمع نخبة من المصورين العالميين لمشاركة تجاربهم الملهمة في عالم التصوير الفوتوغرافي.
توثيق للمشاهد الصامتة
وتحدث العليمي عن رحلته في عالم التصوير، وكيف بدأ مغامرة مليئة بالحماس والإبداع والتحديات، موضحًا أنه استطاع تحقيق التوازن بين عمله كمهندس وشغفه بالتصوير. وأكد أنه تجاوز حدود الاستديوهات والصور اللامعة، ليغوص في أعماق التجربة الإنسانية والطبيعة، حيث يسعى لالتقاط لحظات تنبض بالحياة، وتوثق المشاهد الصامتة التي تروي قصصًا عن المرونة والصمود والأمل في أبسط التفاصيل. وقال: “كل صورة أكثر من مجرد لقطة، إنها اقتباس للحظة تُجسّد الفرح والجمال، وتُذكّرنا بثراء الحياة وقدرتها على إلهامنا”.
وتطرق إلى رحلته في تصوير المجتمعات الأصلية في إفريقيا، حيث استعرض صورًا لنساء ورجال يجسّدون القوة والكرامة والإصرار. وأشار إلى أن صور النساء الأفريقيات تُظهر “روحًا ملكيةً” تدمج بين القوة والحنان، بينما تُجسّد صور الرجال سمات الشجاعة والصلابة. وأضاف: “في أعينهم، أرى قصص التحدي الممزوجة بالمحبة، وهي تذكير بأن الروح البشرية قادرة على تخطي كل الصعاب”.
التصوير احتفال مستمرّ بكلّ لحظة
كما أشار إلى أن التصوير بالنسبة له هو احتفال مستمر بكل لحظة يلتقطها، مؤكدًا أن الصدف لعبت دورًا كبيرًا في دفعه نحو هذا المسار. وبيّن أن حبه للبشر والتفاصيل الدقيقة وجدا امتزاجهما الطبيعي في المشاهد التي يوثقها، حيث يرى في كل صورة أكثر من مجرد إطار بصري، بل لحظة محفورة في الزمن تحمل في طياتها ارتباطًا روحيًا عميقًا بين الإنسان والبيئة المحيطة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن التصوير هو وسيلة للتأمل والتواصل العميق مع العالم، حيث تتيح لنا كل صورة فرصة لفهم ثراء الحياة والانبهار بجمالها الخفي. وأعرب عن سعادته بمشاركة هذه اللحظات مع الجمهور، متمنيًا أن تلهمهم رؤيته لاكتشاف الحياة بطريقة مختلفة، ورؤية الجمال في كل تفصيل صغير يحيط بنا.