“الشارقة للراوي ” يؤكد ضرورة مواكبة الحداثة لصون التراث

الشارقة في 24 سبتمبر  2025 أكد سعادة الدكتورعبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة لفعاليات الدورة الخامسة والعشرين لملتقى الشارقة الدولي للراوي أن مواكبة الحداثة وملاحقة التطورات ضرورة ملحة لصون التراث ونقله للأجيال مشيراً إلى أن رحالة وسائل التواصل الاجتماعي باتوا أكثر إقناعاً وتأثيراً مما يجعل المزاوجة بين الأصالة والتقنيات الحديثة أمراً لا مفر منه.

 

جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي أقيمت تحت عنوان «الراوي في يوبيله الفضي من المحلية إلى العالمية» بمشاركة د.عائشة الحصان الشامسي مديرمركزالتراث العربي المنسق العام للملتقى وسط حضور جماهيري واسع من مثقفين وباحثين وطلاب جامعات وجمهور مهتم بالسرد والحكاية الشعبية.

 

وأوضح المسلم أن ملتقى الشارقة للراوي منذ انطلاقته قبل ربع قرن شكل جسراً للتواصل بين الثقافات من خلال استقطاب رواة من الخليج والعالم العربي ثم من دول أخرى ليغدو منصة معرفية رائدة تعنى بالتراث غير المادي مشيرا إلى جهود إمارة الشارقة في دعم الرواية الشعبية وتوثيقها مؤكداً أن الثقافة بكل عناصرها ومن ضمنها التراث تمثل قاعدة أساسية لمكانة الإمارة العالمية في كل المجالات لا سيما في الحقل الثقافي.

 

وتطرق إلى التحديات التي تواجه الرواة التقليديين أمام زخم منصات التواصل الاجتماعي لافتاً إلى أن بعض الرحالة الرقميين يتمتعون بجاذبية تقنع الجمهور رغم افتقارها للمصداقية أحياناً في حين يعجز الرواة الأصليون عن استثمار هذه الوسائل الحديثة لافتا إلى إن الذاكرة الشعبية مهددة بالنسيان إن لم تتجدد أدواتها داعياً إلى تفعيل الشراكات وتوظيف التقنيات الحديثة لتقديم التراث بأسلوب يلائم اهتمامات الأجيال الجديدة.

 

و أوضح أن الملتقى لم يكتفِ بدور المنصة الحوارية بل تحول إلى مشروع بحثي وتوثيقي متكامل عبر إصدارات علمية وموسوعات توثق الحكايات والرواة إضافة إلى تنظيم ورش ودورات تدريبية تسعى لإعداد جيلٍ جديدٍ من الحكواتيين موضحاً أن الملتقى لعب دوراً مهماً في إدخال مفاهيم التراث الشفهي ضمن حوارات اليونسكو حول صون التراث الثقافي غير المادي مما عزز مكانته الدولية.

 

كما تطرق للدعم الكبير الذي يحظى به الرواة محلياً إذ جرى تكريم الكثير منهم وتوفير الرعاية الاجتماعية والسكن لهم تقديراً لإسهاماتهم في حفظ الذاكرة الشعبية واعتبر المسلم أن شخصية الراوي لم تعد مجرد شاهد على الماضي بل باتت رمزاً حياً للهوية ويمكن أن تسهم في بناء خطاب ثقافي معاصر يوازن بين الأصالة والانفتاح.

 

من جانبها قالت د. عائشة الحصان الشامسي إن الإبداع في السرد والحكاية ليس حكراً على جنس دون آخر بل هو نتاج إنساني شامل مشيرة إلى أن المرأة اليوم باتت قادرة على خوض تجارب الرحلات وتوثيقها بما يواكب العصر موضحةً أن الحكايات الشعبية تتكرر بصور متشابهة في مختلف الثقافات ما يعكس وحدة التجربة الإنسانية .

 

وأكدت أن الترجمة تلعب دوراً محورياً في نقل الحكايات الشعبية إلى العالم شريطة أن يتولاها مترجمون يمتلكون شغفاً بالمادة التراثية حتى لا تفقد النصوص روحها الأصلية مشيرة إلى إن الملتقى أسهم بشكل ملموس في إدخال ثقافة الحكاية إلى المدارس والمؤسسات التربوية حيث أصبح بعض الرواة يزورون الفصول الدراسية لنقل الحكايات مباشرة إلى الناشئة في تجربة ثرية تعزز من ارتباط الجيل الجديد بتراثه.

 

وتوقفت الشامسي عند مستقبل الملتقى معتبرة أن الاستمرارية أمر ضروي مشيرةً إلى أهمية الاستفادة من استخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي في أرشفة الحكايات وتحليلها وصولاً إلى توظيف عناصر من الخيال العلمي في بعض العروض السردية التي تستقطب الشباب مع التأكيد على ضرورة التمسك بجوهر الحكاية التراثية الأصيلة. وام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى