حاكم الشارقة ينال وسام الرئيس الفخري لجامعة إكستر ويزيح الستار عن مشروع مبنى القاسمي

الشارقة في 25 يوليو 2025
نال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يوم أمس “الخميس” بحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة الجامعة الأميركية في الشارقة، وسام الرئيس الفخري لجامعة إكستر الذي تقدمه الجامعة لأول مرة في تاريخها.
جاء ذلك خلال زيارة صاحب السمو حاكم الشارقة إلى جامعة إكستر تخللها تسلمْ سموه الوسام من السير مايكل باربر، الرئيس الفخري للجامعة وإزاحة الستار عن مشروع مبنى القاسمي الذي سيتم تشييده في الجامعة بمبادرة من سموه وعن ركن مؤلفات سموه في مكتبة معهد الدراسات العربية والإسلامية، وتوقيع اتفاقية تعاون بين مجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي وجامعة إكستر.
يأتي منح صاحب السمو حاكم الشارقة وسام الرئيس الفخري لجامعة إكستر تكريماً لإسهامات سموه المتميزة في التعليم والبحث العلمي، بالإضافة إلى علاقة سموه المتميزة مع جامعة إكستر، كما يعتبر سموه رائداً في التنمية الثقافية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية، ولعب دورا هاما في تعزيز التفاعل الثقافي والحوار بين الدول والحضارات على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
وقال سموه خلال كلمته في حفل التكريم الذي أقيم في قاعة ريد بجامعة إكستر :” يسعدني كثيراً أن أعود اليوم إلى جامعة إكستر، هذه المؤسسة المرموقة التي احتضنتني كطالب قبل أكثر من أربعين عاماً، والتي ظلت منذ ذلك الحين متجذرة بعمق في رحلتي الأكاديمية وذاكرتي”.
وعبر سموه عن امتنانه على التعاون الوثيق والمثمر مع جامعة إكستر على مدى العقود الماضية وقال سموه :” أقف أمامكم بامتنان عميق للطريق المثمر الذي سرناه معاً، ذلك الطريق الذي جمعنا في المعرفة والشراكة والأهداف المشتركة، وأشعر بفخر خاص تجاه التعاون الدائم الذي استمر بين جامعة إكستر وإمارة الشارقة على مدى العقود الأربعة الماضية، ولم يقتصر هذا التعاون على صموده أمام اختبار الزمن فحسب، بل تطوّر أيضاً ليصبح نموذجاً للتميز الأكاديمي، وفي طليعة هذا الإنجاز يقف معهد الدراسات العربية والإسلامية، وهو مركز متميز يحتضن وحدة وثائق العالم العربي، والمجموعة الإماراتية، واللتين تمثلان معاً إسهاماً حيوياً في حفظ ودراسة تراثنا الثقافي”.
وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى الشراكات الأكاديمية مع جامعة إكستر وقال: ” على مرّ السنين، أدى هذا التعاون بيننا إلى تطوير العديد من الشراكات الأكاديمية الناجحة عبر الجامعات في إمارة الشارقة، ففي جامعة خورفكان يُسهم برنامج العلوم البحرية المشترك مع جامعة إكستر في تطوير دراسات النظم البيئية الساحلية والبحرية، وفي جامعة الذيد هناك تعاون في مجال الجيولوجيا وعلوم البيئة، والتي تسهم في تشكيل أساس أكاديمي قوي في دراسات علوم الأرض لطلبة الجامعة، وفي الوقت نفسه قدمت أكاديمية الشارقة للتعليم برامج مبتكرة في مجال الاحتياجات التعليمية الخاصة، مستفيدة من الخبرة الأكاديمية الطويلة لجامعة إكستر وتجربتها العريقة في التعليم الشامل “.
وأوضح سموه أن هذه المبادرات تعكس الرؤية المشتركة للاستثمار في الإنسان والمعرفة، وهي رؤية تواصل التوسّع، والدليل على ذلك هو مشروع مبنى القاسمي في معهد الدراسات العربية والإسلامية بالجامعة، الذي أزيح الستار عنه اليوم ليعكس الالتزام المشترك ببناء بيئات أكاديمية مُلهمة للأجيال القادمة.
ووجه سموه الشكر والتقدير إلى قيادة جامعة إكستر وأعضاء الهيئة التدريسية والشركاء فيها على تكريمه الخاص، وعلى تفانيهم المستمر في خدمة التعليم والبحث والتعاون العالمي، داعياً إلى مواصلة بناء جسور الفهم والاكتشاف والتقدم معاً.
وأشادت الدكتورة ليزا روبرتس، رئيسة جامعة إكستر في كلمتها خلال الحفل برؤية صاحب السمو حاكم الشارقة وقيادته ودعمه للتعليم، لافتةً إلى امتداد تأثير سموه إلى المرافق التعليمية التي أسهم بإنشائها والشراكات التي عززها مع الجامعة، وإلهامه للكثير من العلماء والطلاب.
وتناولت روبرتس في كلمتها نموذج العمل الذي أرساه صاحب السمو حاكم الشارقة في كافة جامعات ومؤسسات التعليم العالي في إمارة الشارقة وتأثيره الإيجابي الكبير على التعليم وأثره في الارتقاء بالمجتمعات على مختلف المستويات.
واستعرضت العلاقات التاريخية التي تربط صاحب السمو حاكم الشارقة بالجامعة منذ ثمانينيات القرن الماضي والتي أثمرت برامج ومشروعات علمية متميزة ظهرت ثمارها في التعاون الكبير بين جامعات إمارة الشارقة التي أنشأها ورعاها سموه، وبين جامعة إكستر التي تفخر كثيراً بهذه العلاقات المثمرة والطموحة وتتطلع إلى تطويرها في المستقبل.
وألقت مارثا هولدن خريجة معهد الدراسات العربية والإسلامية كلمة بالنيابة عن طلبة وخريجي المعهدة أعربت فيها عن خالص شكرها وتقديرها لصاحب السمو حاكم الشارقة على دعمه الذي كان له أثر كبير في مسيرتها التعليمية وتعرفها على ثقافات مختلفة وفهم الفروق بين اللهجات ما فتح لها آفاقاً جديدة وساعدها على التعمق في اللغة العربية .
ووصفت تجربتها في الجامعة بأنها كانت ملهمة جعلتها تواصل اهتمامها باللغة العربية بشكل أكبر حتى بعد التخرج مشيدة في هذا الصدد بدعم سموه لها ولزملائها.
تخلل حفل التكريم عرض فني قدمته مجموعة من طلبة جامعة إكستر، ومادة مرئية تناولت العلاقة الوطيدة بين صاحب السمو حاكم الشارقة وجامعة إكستر منذ دراسته فيها وتخرجه منها في العام 1985، واستمرار التفاعل العلمي والأكاديمي والشراكات مع الجامعة حتى اليوم الذي يشهد منح سموه وسام الرئيس الفخري لجامعة إكستر.
وتسلم سموه هدية تذكارية قدمتها المستشارة آن جوبسون عمدة مدينة إكستر تقديراً لزيارة سموه ودعمه المستمر لجامعة إكستر.
وأزاح صاحب السمو حاكم الشارقة خلال زيارته الستار عن مشروع مبنى القاسمي الذي سينشأ بمبادرة كريمة من سموه بمعهد الدراسات العربية والإسلامية الذي سبق أن بادر سموه بإنشائه في جامعة إكستر عام 2001 دعماً للباحثين والطلبة وتوفير مصادر العلم والوثائق التاريخية والمراجع في معهد متخصص للدراسات العربية والإسلامية يمكنهم من إجراء الدراسات وتوثيقها.
وتعرف سموه والحضور خلال عدة عروض مرئية على تفاصيل مشروع مبنى القاسمي، تضمنت الرؤية البصرية المعمارية للمبنى والتي تقوم على أن يمثل المبنى ملتقى علميا مميزا للطلبة والدارسين ويعكس الحضارة والإنتاج العلمي العربي والإسلامي، ويقوم على شكل هندسي بديع يشكل إضافة حقيقية للجامعة، وتتوزع فيه المساحات الخضراء بعناية وكذلك الأماكن التي توفّر ملتقيات للنقاش والتواصل بين رواد المبنى، كما شملت العروض مرافق المبنى المكون من قاعات وفصول وحدائق ومكاتب وأماكن الدراسة، والخدمات التي ستقدم للزوار والقراء والباحثين.
وشملت العروض التعريف بأبرز النتائج العلمية للأبحاث التي أجريت بدعم من معهد الدراسات العربية والإسلامية وبالمشاركة مع الجهات في عدد من الدول وذلك ضمن التعاون العلمي في الدراسات العلمية المختلفة مثل الآثار والوجود الإنساني وغيرها.
كما أزاح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي خلال زيارته لمكتبة معهد الدراسات العربية والإسلامية الستار عن ركن مؤلفات سموه في المكتبة والذي يضم مجموعة كاملة من مؤلفاته التي أهداها إلى جامعة إكستر بالإضافة إلى نسخة فاخرة من المعجم التاريخي للغة العربية.
وقد تنوعت مؤلفات صاحب السمو حاكم الشارقة وبلغ عددها 118 مؤلفاً في مختلف حقول المعرفة، وفي كل مؤلف تنعكس رؤية ثاقبة وفكر مستنير تدلل على عمق ثقافته ورسوخ إيمانه، كما ترجمت مؤلفات سموه إلى أكثر من 20 لغة أجنبية حية، وهي الإنجليزية، الفرنسية، الصينية، الإيطالية، الهندية، الروسية، الإسبانية، الألمانية، البرتغالية، المالايالم، المارتية، الأوردو، البنغالية، البولندية، الهولندية، الرومانية، الفارسية، التركية، الصومالية.
وتتميز مؤلفات سموه بالعمق البحثي والدقة الأكاديمية وتعكس اهتمامه الكبير بتاريخ الخليج العربي، لا سيما الشارقة والخليج في العصر الحديث، ويستند سموه في التحقيق العلمي إلى الوثائق الأصلية المحفوظة في الأرشيفات العالمية.
وتُعد مؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي نتاجاً لمسيرة فكرية وتاريخية طويلة، بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي، حين شعر سموه بالحاجة إلى تصحيح الروايات المغلوطة التي نشرتها القوى الاستعمارية، وأدت إلى تشويه تاريخ الخليج العربي، فكان كتابه الأول “أسطورة القرصنة في الخليج” عام 1985 بداية الانطلاقة لمشروع توثيقي شامل يستند إلى الوثائق الأصلية من الأرشيفات البريطانية والعثمانية والفرنسية، ومع مرور السنوات، توسعت مؤلفاته لتشمل جوانب متعددة من تاريخ الخليج.
كما كتب سموه سيرته الذاتية في عمل سردي بعنوان “سرد الذات”، بأسلوب يجمع بين التوثيق الشخصي والرؤية الوطنية، بينما نقل التاريخ إلى المسرح من خلال أكثر من عشرين مسرحية تعكس قضايا العرب وهويتهم الحضارية، وقد تطورت مؤلفاته مع الزمن من الردود التاريخية إلى الأعمال الأكاديمية والمسرحية، لتشكل في مجملها مشروعاً ثقافياً متكاملاً يجمع بين الحاكم المؤرخ والمفكر المبدع.
واطلع سموه خلال زيارة المكتبة على مجموعة من الوثائق والكتب والمصادر التاريخية الهامة والقيمة التي تحويها المكتبة ومن بينها الأطروحة التي قدمها سموه في العام 1985 لنيل درجة الدكتوراه في الفلسفة في التاريخ من جامعة إكستر بتقدير امتياز، والتي حملت عنوان “خرافة القرصنة العربية في الخليج العربي ما بين 1797م و1820م”.
وفي مبنى النورث كوت بالجامعة وقع صاحب السمو حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي، والدكتورة ليزا روبرتس رئيسة جامعة إكستر اتفاقية تعاون بين المجلس والجامعة لتنفيذ برنامج لتدريب القيادات في مؤسسات التعليم العالي بعنوان: “البوصلة القيادية: رسم مستقبل الحوكمة المسؤولة في الجامعات” وهو برنامج تدريبي متقدم وطموح للتحول في التعليم التنفيذي، صمم بشكل خاص لمجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي.
ويتماشى محتوى البرنامج مع خمسة أهداف رئيسة تتوافق مع أهداف مجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي، وهي:
تطوير القدرات القيادية الاستراتيجية، من خلال تزويد قادة الجامعات بالمهارات والرؤى اللازمة للقيادة بشجاعة ووضوح في مشهد التعليم العالي المتغير بسرعة وتعزيز الحوكمة المؤسسية، من خلال تشجيع الإدارة المسؤولة للموارد، واتخاذ القرار بشفافية، ومواءمة العمليات مع رسالة المؤسسة وقيمها و تعزيز ثقافة الشمولية والتميز، من خلال دعم تطوير بيئات أكاديمية شاملة قائمة على القيم، تضع رفاهية الموظفين ونجاح الطلبة ونزاهة البحث العلمي في مقدمة الأولويات إضافة إلى تعزيز مشاركة أصحاب المصلحة وتأثيرهم، وبناء القدرات اللازمة للتفاعل الفعّال مع أصحاب المصلحة الداخليين والخارجيين، وتعزيز المسؤوليات المدنية والاجتماعية والعالمية للجامعة وتشجيع الممارسة التأملية والتعاونية، من خلال خلق مساحة للتعلم بين الأقران، والتأمل النقدي، والحوار بين المؤسسات، بهدف إلهام الابتكار والقيادة المشتركة.
وجرى على هامش توقيع الاتفاقية بحث عدد من مجالات التعاون والاهتمام المشترك في الشأن التعليمي والأكاديمي، والنتائج المحققة من تعاون مؤسسات التعليم العالي في إمارة الشارقة مع جامعة إكستر.
حضر حفل التكريم إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من سعادة منصور بالهول الفلاسي سفير الدولة لدى المملكة المتحدة، والشيخ خالد بن سعود القاسمي نائب سفير الدولة لدى المملكة المتحدة، وعبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، والدكتور خليفة مصبح الطنيجي رئيس دائرة الزراعة والثروة الحيوانية، والدكتور منصور محمد بن نصار رئيس الدائرة القانونية لحكومة الشارقة، وأحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، والدكتورة محدثة الهاشمي رئيسة أكاديمية الشارقة للتعليم، وعدد من مسؤولي الجهات الحكومية ومؤسسات التعليم العالي في إمارة الشارقة.
وحضره من الجانب البريطاني كل من اللورد ديفيد فيرسدن ممثل صاحب الجلالة في مقاطعة ديفون، والمستشارة آن جوبسون عمدة مدينة إكستر، والسير مايكل باربر، الرئيس الفخري لجامعة إكستر، والدكتورة ليزا روبرتس رئيسة جامعة إكستر، وعدد من مسؤولي جامعة إكستر. وام.