معهد الشارقة للتراث يفتتح مؤتمر “التراث الشعبي بعيون الآخر “

الشارقة في 2 يوليو 2025 انطلقت اليوم بمعهد الشارقة للتراث أعمال مؤتمر التراث الثاني تحت شعار “التراث الشعبي بعيون الآخر” وذلك في مركز التراث العربي التابع للمعهد بالمدينة الجامعية في الشارقة.

حضر المؤتمر الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس المعهد وأبوبكر الكندي مدير المعهد إلى جانب نخبة من الباحثين والخبراء والأكاديميين من داخل الدولة وخارجها يمثلون أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية إضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية.

ويستمر المؤتمر على مدى يومين ويتضمن أكثر من 40 مشاركة علمية من خبراء وأكاديميين يناقشون خلالها تجليات التراث الشعبي كما رآها الآخر من خلال أوراق بحثية وجلسات حوارية وورش عمل متخصصة.

وقال الدكتور عبدالعزيز المسلم إن النسخة الثانية من المؤتمر جاءت تحت شعار (التراث الشعبي بعيون الآخر) وهو عنوان يحمّلنا مسؤولية التأمل في الكيفية التي نُظر بها إلى تراثنا من قبل الآخر عبر القرون سواء من خلال كتابات الرحالة أو دراسات المستشرقين أو الوثائق الأجنبية المختلفة.

وأضاف أن هذا المؤتمر لا يهدف فقط إلى استعراض تلك الرؤى بل يسعى إلى تفكيكها وتحليلها وإعادة قراءتها من منظور علمي ناقد يسائل ويوازن بين ما أنصف وما أغفل ويبحث في السياقات التي وُلدت منها هذه الصور الذهنية.

وأكد أن التراث الشعبي يشكّل جسرًا للحوار الإنساني ومنصة لتقاطع الثقافات، لافتا الى أن التراث ليس ماضٍ ساكن بل هو حيّ في وجدان الشعوب ومصدر من مصادر الفهم العميق للذات والآخر معًا ومن خلال هذه الفعالية نعيد تقديم تراثنا الشعبي بوصفه مادة للتفكير والتفاعل والانفتاح.

وأعرب المسلم عن تقديره لرعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة للمؤتمر تعكس إيمانًا راسخًا بأهمية صون الذاكرة الجماعية وتعزيز الحوار الثقافي مع العالم وترسيخ الشارقة كمرجعية دولية في قضايا التراث والتعدد الثقافي.

وأضاف المسلم لقد أولت الشارقة بقيادة صاحب السمو حاكم الشارقة أهمية كبرى للترجمة كجسر حضاري ومعرفي ومنصة لتبادل الرؤى الثقافية بين الشعوب واليوم نستعرض كيف تم تناول تراثنا الشعبي في كتابات المستشرقين والدراسات الأكاديمية والأعمال الفنية لنفهم كيف تشكّلت صورة التراث العربي في وعي الآخر ونعيد تقديمها بوعي علمي متجدد يعزز من مكانة ثقافتنا في العالم.

بدوره أكد أبوبكر الكندي أن تنظيم هذا المؤتمر يأتي ضمن جهود معهد الشارقة للتراث المستمرة في تعزيز التفاعل الثقافي والمعرفي حول التراث الشعبي العربي وإبراز حضوره في وعي الآخر وتطوير أدوات صونه وتوثيقه حيث يعكس المؤتمر التزام المعهد بدعم البحث العلمي والشراكات الثقافية الدولية التي تساهم في حماية التراث ونقله للأجيال القادمة كما يؤكد حرص الشارقة على أن تكون منصة عالمية للحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة.

وأكد الدكتور سيف البدواوي شخصية المؤتمر لهذا العام أن الحفاظ على التراث يمثل دعامة أساسية للهوية الوطنية قائلاً إن التراث يقوي انتماءنا للوطن ويمنحنا دافعًا للعمل والبذل والعطاء فهو ليس مجرد ماضٍ يُروى بل هو دروس وعبر تُضيء طريقنا للمستقبل.

وقال الدكتور منى بونعامة مدير إدارة المحتوى والنشر في المعهد ومنسق المؤتمر إن مؤتمر التراث يعبّر بجلاء عن توجهات معهد الشارقة للتراث الرامية إلى تحقيق الفارق على المستويين العلمي والتراثي عبر طرح موضوعات تكشف عن المشتركات الثقافية التي تجمع تراث العالم.

وأضاف أن الدورة الجديدة تسلط الضوء على صورة الشرق في مرآة الغرب من خلال قراءة معمّقة للمدونات الرحلية الغربية وما تحمله من تصوّرات وأحكام بهدف تعزيز الحوار والتفاهم مع الآخر لا من باب الفرض بل عبر جسور التواصل الثقافي.

وأكد أن المؤتمر يسهم في ترسيخ مكانة الشارقة كمركز معرفي لحوار الحضارات ويعكس وعيًا متجددًا بأهمية الاستشراف الثقافي في بناء العلاقات بين الشعوب كما يُعد منصة فكرية لاستكشاف تمثّلات الهوية في الوعي الغربي وفرصة لتصحيح الصور النمطية بمقاربات علمية دقيقة وأم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى