“نحن الاحتواء” يؤكد أن الصحة النفسية ركيزة أساسية لضمان جودة التعليم والاندماج الاجتماعي

نحن الاحتواء

أكد خبراء وأخصائيون نفسيون أن الصحة النفسية تمثل حقاً أساسياً لكل إنسان ولا تقل أهمية عن أي حق آخر، وأن صونها ضرورة لضمان جودة التعليم والرعاية الصحية والاندماج الاجتماعي، خصوصاً للأشخاص ذوي الإعاقة ، وجاء ذلك خلال جلسة حوارية في المؤتمر العالمي 2025 “نحن الاحتواء” بالشارقة .

مشاركة دولية واسعة

وعقدت في اليوم الثاني من المؤتمر العالمي 2025 “نحن الاحتواء”، جلسة حوارية بعنوان “الصحة النفسية حق لا اختيار” ، والذي تستضيفه الشارقة حتى 17 سبتمبر الجاري في مركز إكسبو الشارقة، بمشاركة واسعة من أكثر من 115 دولة.
وشارك في الجلسة كل من سارة الأميري، وأماني شكر، وولاء الريفي، أخصائيات نفسيات وإرشاد سلوكي من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، إلى جانب كاثي دانكن، الخبيرة في تعديل السلوك، حيث استعرضت المتحدثات أبرز التحديات المرتبطة بالسلامة النفسية، ودور الأسر والمؤسسات التعليمية والمجتمعية في توفير بيئة تحترم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتدعم نموهم الأكاديمي والاجتماعي.

تحديات نفسية وتأثيرها على التعليم

وأوضحت سارة الأميري أن العديد من الطلاب من الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية يواجهون اضطرابات مثل القلق والاكتئاب وضعف الثقة بالنفس، ما ينعكس سلباً على أدائهم الأكاديمي وسلوكهم الاجتماعي. وأشارت إلى أن الدراسات تؤكد أن 70% من الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد يعانون اضطراباً نفسياً واحداً على الأقل، فيما يواجه 40% منهم اضطرابين أو أكثر، ما يجعل التدخلات العلاجية والسلوكية ضرورة ملحّة. وأكدت أن العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات دعم السلوك الإيجابي تمثل أدوات محورية لتعزيز القيم الأخلاقية وتطوير شخصية متوازنة قادرة على مواجهة التحديات.

دور الأسرة والمجتمع

من جانبها، أكدت أماني شكر أن السلامة النفسية ليست رفاهية، بل ضرورة لصون كرامة الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان حقوقهم في التعليم والصحة والترفيه. وبينت أن شبكات الدعم الأسري والمجتمعي تلعب دوراً محورياً في تعزيز الصحة النفسية، عبر بيئة قائمة على الاحترام والمساندة والتوعية.

وأوضحت أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تقدم نماذج متقدمة في هذا المجال، منها توفير الأدوات الرياضية المعدلة لتمكين الطلاب من التميز في الرياضات التي يحبونها، وهو ما يحد من السلوك العدواني ويعزز التفاعلات الاجتماعية الإيجابية.

ثقافة إيجابية وتمكين ذاتي

أما كاثي دانكن فركّزت على أهمية بناء ثقافة إيجابية في المجتمع تقوم على قوة العلاقات والثقة المتبادلة، معتبرة أن الإفراط في الحماية والاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة قد يحرمهم فرص التعلم والاعتماد على الذات. وأكدت أن تمكينهم يحتاج إلى بيئة تعليمية قائمة على الرعاية والاحترام والاختيار، بما يعزز استقلاليتهم ويكرس حضورهم كشركاء فاعلين في المجتمع.

قصص نجاح وتجارب واقعية

بدورها، استعرضت ولاء الريفي مبادرات تحفيزية مثل برنامج “أنا بطل قصتي” الذي يوظف القصة في بناء القيم وتنمية الشخصية ومهارات التعبير واللغة لدى الطلاب. كما شهدت الجلسة مشاركة أولياء أمور عرضوا تجاربهم مع أبنائهم.

يُذكر أن المؤتمر، الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بالشراكة مع منظمة الاحتواء الشامل الدولية، يشهد مشاركة 74 دولة، و160 مؤسسة، ويشكل منصة عالمية لمناقشة أفضل الممارسات في مجال حقوق ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى