خبراء : الإمارات تشهد “حوكمة الذكاء الاصطناعي” بشكل مؤسسي

دبي في 23 أبريل 2025 أكد خبراء ومشاركون بـ”مهرجان الذكاء الاصطناعي”أن دولة الإمارات لم تعد تتعامل مع الذكاء الاصطناعي بوصفه مجرد تجربة أو مشروع بحثي وإنما باعتباره “نظام تشغيل” متكاملا يعيد تشكيل القطاعين العام والخاص معاً .
فمن جانبه قال بارميندر بهاتيا، الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في جنرال إلكتريك للرعاية الصحية ” GE Healthcare” إن تقنيات الذكاء الاصطناعي تشكّل تحولاً نوعياً في قطاع الرعاية الصحية، وتسهم بشكل مباشر في تحسين جودة الخدمات وتسريع وتيرة التشخيص والعلاج، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تمضي بخطى متقدمة في تبني هذا التوجه عبر بنية رقمية متطورة ورؤية استراتيجية واضحة.
وقال في تصريحات على هامش مشاركته في “مهرجان الذكاء الاصطناعي” في دبي إن الإمارات تتبنى نهج الذكاء الاصطناعي وتعمل على تسريع عملية التحول الرقمي للمستشفيات، لا سيما في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة.
وأكد أن دولة الإمارات تُعد من أوائل الدول في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، مشيراً إلى أن بعض تقنيات “جنرال إلكتريك للرعاية الصحية” تم تطبيقها بنجاح داخل الدولة، ما يعكس البيئة الجاذبة والمحفزة على الابتكار في الإمارات.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد مفهوم نظري، بل أصبح جزءاً أساسياً من الأنظمة الطبية الحديثة منوها إلى أن “جنرال إلكتريك للرعاية الصحية” تمتلك أكبر عدد من الأجهزة الطبية المعتمدة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية والمدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
من جانبه أكد روب فان ديل، الشريك ورئيس قسم التحول الرقمي والتحليلات في شركة كيرني لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، أن ما يحدث في الإمارات هو “حوكمة الذكاء الاصطناعي” بشكل مؤسسي ومتكامل.
وقال إن دولة الإمارات كانت أول دولة في العالم تُعيّن وزيراً للذكاء الاصطناعي عام 2017، ومنذ ذلك الحين تم دمج السياسات الحكومية مع الإجراءات العملية، لافتاً إلى افتتاح جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وهي أول جامعة متخصصة بالذكاء الاصطناعي في العالم، ونموذج فالكون 40B مفتوح المصدر يُعد من أبرز نماذج اللغة الكبيرة على مستوى العالم لعام 2024.
وأكد أن القطاع الخاص العالمي استجاب سريعاً لهذا التوجه حيث استثمرت “مايكروسوفت” 1.5 مليار دولار في G42، إلى جانب إنشاء صندوق مشترك للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية بقيمة مليار دولار، مع تزايد مشاركة صناديق رأس المال المحلية والمكاتب العائلية، وتحول صناديق الثروة السيادية من الهيدروكربونات نحو الشركات الناشئة عالية الحوسبة.
وأضاف أن دولة الإمارات طبّقت بالفعل استخدامات عملية للذكاء الاصطناعي على أرض الواقع، مثل شبكات المرور الذكية في المدن، وأنظمة الأشعة الطبية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والرافعات الذاتية التشغيل في الموانئ، مؤكداً أن هذه التطبيقات ليست مشاريع تجريبية، بل أدوات فعالة ضمن منظومة العمل اليومية.
وفيما يتعلق بالاستثمارات، أوضح روب فان ديل أن الذكاء الاصطناعي انتقل من كونه بنداً في موازنات البحث والتطوير إلى أحد الأساسات التي تسهم في رسم ملامح مستقبل الاقتصاد الوطني.
وفيما يخص الأبحاث، أشار إلى أحدث دراسات “كيرني” التي أظهرت أن الإمارات تتبع نماذج ناجحة تجمع بين التكنولوجيا ونمط الحياة، وهو ما عزز من قدرتها على استقطاب المواهب في الذكاء الاصطناعي بنسبة 35%، وجذب ضعف الاستثمارات في رأس المال الجريء، لافتاً إلى أن “حرم دبي للذكاء الاصطناعي” يجسد هذه الرؤية من خلال دمج البحث العلمي بمساحات العمل المتطورة. . وام