فائزون.. جائزة صناع الأمل 2025 مبادرة إنسانية تحدث فرقًا حقيقيًا

دبي في 23 فبراير 2025. أكد الفائزون بجائزة “صناع الأمل 2025” التزامهم الراسخ بخدمة القضايا الإنسانية والاجتماعية، مشيرين إلى أهمية المبادرة في تسليط الضوء على الأعمال الخيرية والإسهام في إحداث تغيير ملموس في المجتمعات.
وتوج بالجائزة لهذا العام أحمد زينون من المغرب، والسيدة خديجة القرطي، المعروفة بـ”أم مريضات المغرب”، وسمر نديم، مؤسسة دار “زهرة مصر” لرعاية كبار السن بلا مأوى، عن إنجازاتهم في دعم الفئات الأكثر احتياجًا.
وأكد أحمد زينون أن التزامه بدعم الأطفال المصابين بمرض جفاف الجلد المصطبغ، المعروف بـ”أطفال القمر”، نابع من إيمانه العميق بحقهم في حياة طبيعية رغم التحديات الصحية التي تواجههم، مشددًا على ضرورة توفير بيئة آمنة تمكنهم من ممارسة حياتهم اليومية دون قيود.
وأوضح في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام” على هامش حفل تكريم “صناع الأمل” 2025، الذي أقيم في “كوكا كولا أرينا” بدبي، أن مبادرته تهدف إلى حماية هؤلاء الأطفال من مخاطر التعرض لأشعة الشمس، التي تشكل تهديدًا مباشرًا لحياتهم، مشيرًا إلى أن الحماية لا تقتصر على الخارج فقط، بل تشمل منازلهم أيضًا، حيث يجب تأمينهم من الأشعة الصادرة عن الأجهزة الإلكترونية والمصابيح.
وأضاف أن الحلول الوقائية التي يقدمها تهدف إلى تمكين الأطفال من الذهاب إلى المدرسة، والتنقل بحرية، والاستمتاع بطفولتهم دون خوف، كاشفًا عن رعايته حاليًا لـ 180 حالة من أطفال القمر، وعن خططه لإنشاء مركز متخصص لإيوائهم وتوفير بيئة آمنة تناسب احتياجاتهم الصحية.
وتحدث زينون عن بداية قصته مع هؤلاء الأطفال، مشيرًا إلى أنه تأثر بشدة عندما شاهد صورة لطفلة فقدت ملامحها بالكامل بسبب المرض، ما دفعه إلى تكريس جهوده لخدمتهم، موضحًا أن التحدي لم يكن طبيًا فحسب، بل امتد ليشمل مواجهة التنمر المجتمعي، وتوعية الناس بحالة هؤلاء الأطفال، وحشد الدعم لتوفير المعدات التي تحميهم.
وأشاد بالقائمين على مبادرة “صناع الأمل”، وبالدور الريادي للإمارات في دعم المشاريع الإنسانية، وقال “هذا التكريم ليس لي فقط، بل لكل من يؤمن بالأمل والعمل الخيري”.
من جانبها ، أعربت السيدة خديجة القرطي، المعروفة بـ”أم مريضات المغرب”، عن شكرها وامتنانها لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، بعد فوزها بجائزة “صناع الأمل 2025” وحصولها على مكافأة مالية قدرها مليون درهم، مؤكدة أن هذا التكريم يعزز من عزمها على مواصلة العمل الخيري، وهو ليس لها فقط، بل لكل من يؤمن بالأمل والعمل الخيري.
وقالت القرطي إنه منذ عام 2009، فتحت أبواب منزلها في العاصمة المغربية الرباط لاستقبال النساء المصابات بالسرطان، حيث تستقبل يوميًا حوالي 30 مريضة من مختلف أنحاء المغرب.
وأوضحت أن المبادرة استقبلت حتى الآن أكثر من 10,000 امرأة، موفرةً لهن الإقامة لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع، بالإضافة إلى الطعام، والأدوية، والدعم النفسي.
وأضافت أنه رغم محدودية الإمكانات، تستمر في تقديم خدماتها مجانًا، معتمدةً على تبرعات المحسنين والجهود الذاتية، مؤكدةً أن مبلغ الجائزة سيساهم في توسيع المشروع لاستقبال أعداد أكبر من المريضات، وتوفير كل ما يحتجن إليه خلال مرحلة العلاج.
واختتمت القرطي حديثها بالدعوة إلى تعزيز ثقافة العمل الخيري والتطوعي، مشددةً على أن الهدف الأسمى هو إدخال البسمة على وجوه المريضات وتقديم الدعم اللازم لهن في مواجهة تحديات المرض.
من جانبها، أوضحت سمر نديم أن مسيرتها في العمل الخيري بدأت من خلال تقديم المساعدة للأسر المتعففة منذ طفولتها، حيث كانت تشارك في أعمال تطوعية تشمل تنظيف منازل الجيران ورعاية كبار السن، مشيرةً إلى أنها لم تكن تتوقع يومًا أن تجد نفسها منخرطة في إنقاذ السيدات المشردات.
وتحدثت نديم عن نقطة التحول في مسيرتها، حيث صادفت رجلًا مسنًا بلا مأوى في الشارع، فقامت بمساعدته وإيداعه في إحدى دور الرعاية، وكان هذا اللقاء دافعًا قويًا للتفكير في أوضاع السيدات المسنات اللاتي يعانين من التشرد.
وأضافت أن تواصلها مع وزارة التضامن الاجتماعي أسهم في تشجيعها على تأسيس دار متخصصة لرعاية هذه الفئة، وبفضل ذلك، أسست دار “زهرة مصر”، التي تمكنت منذ انطلاقتها من إنقاذ ورعاية ما يقارب 100 سيدة بلا مأوى.
وأشارت إلى أن دار “زهرة مصر” ليست مجرد مأوى، بل تسعى إلى تقديم حياة كريمة للسيدات المقيمات بها من خلال برامج إعادة تأهيل ودمجهن في المجتمع، موضحةً أن بعضًا منهن تم إعادة تأهيلهن وإرجاعهن إلى أسرهن بعد فقدان الاتصال نتيجة أمراض مثل الزهايمر، بينما توفيت أخريات، في حين ما زال البعض الآخر تحت رعاية الدار.
وأعربت عن طموحها في توسيع نطاق عملها عبر إنشاء مقر دائم للدار، يتسع لعدد أكبر من السيدات المحتاجات ويوفر خدمات متكاملة، مؤكدةً أن ما تقوم به يعد رسالة إنسانية نبيلة تهدف إلى تقديم الدعم والرعاية للفئات الأكثر احتياجًا، داعيةً الجميع إلى المشاركة الفاعلة في دعم هذا العمل الخيري.
واختتمت نديم حديثها بتوجيه الشكر لمبادرة “صناع الأمل”، مشيدةً بجهودها المستمرة في تسليط الضوء على الأعمال الإنسانية والخيرية، ومتمنيةً أن تُحتذى هذه المبادرات في مختلف المجتمعات.
واختارت لجنة تحكيم مبادرة “صناع الأمل”، التي تضم نخبة من أصحاب التخصصات والكفاءات، المتأهلين إلى المرحلة النهائية استنادًا إلى التأثير الإيجابي الذي حققه أصحاب هذه المبادرات في مجتمعاتهم، حيث عملت اللجنة على تقييم كل ترشيح وفق معايير محددة تشمل موضوع المبادرة والتحديات المرتبطة بها، ودورها في إحداث تغيير حقيقي وملموس. وام