ملتقى محمد بن راشد للقادة يستعرض أحدث توجهات التخطيط الحضري المتمحور حول الإنسان

دبي في 24 سبتمبر 2025 ناقشت جلسة “خارطة مدن المستقبل.. من الرؤية إلى التطبيق”، ضمن فعاليات ملتقى محمد بن راشد للقادة، أحدث توجهات التخطيط الحضري المتمحور حول الإنسان، وأبرز الأساليب التي تعتمد على البيانات الذكية والتقنيات الحديثة في تحويل المدن إلى بيئات أكثر مرونة وملاءمة للعيش.
واستعرض أمبيرتو فوجيلاندو، رئيس الأبحاث والشراكات في مختبر “المدن القابلة للاستشعار” التابع لمعهد “ماساتشوستس للتكنولوجيا”، رؤيته خلال الجلسة، حول كيفية الانتقال من التصورات النظرية إلى التطبيق العملي في بناء مدن أكثر استدامة وكفاءة، وإعادة صياغة أسس التخطيط العمراني بما يضع الإنسان في محور تصميم المدن.
وأوضح أمبيرتو فوجيلاندو، خلال الجلسة التي شارك فيها عدد من مسؤولي حكومة دبي المعنيين بالتخطيط العمراني والبنية التحتية، وقادة الأعمال والمستثمرين، أن نجاح المدن لا يُقاس فقط ببنيتها التحتية، بل بقدرتها على تقليل التعقيدات اليومية وتحسين تدفق الحركة وتعزيز السلامة العامة.
وتناول أبرز المحاور المتعلقة بإعادة صياغة مفهوم الكثافة والتنقل والاستدامة، إلى جانب تصميم حضري يوازن بين الجمال والإبداع والتجربة الإنسانية.
وقال أمبيرتو فوجيلاندو: “المدن الناجحة هي تلك التي تستطيع الاستفادة من البيانات في اتخاذ قرارات لتطوير مشاريع ملموسة يستطيع أن يشعر بها السكان في حياتهم اليومية، بدءاً من توقيت الإشارات المرورية وصولاً إلى سياسات التشجيع على المشي”.
وأضاف أن دبي تعد نموذجاً رائداً في هذا المجال، إذ تمكنت من تسخير البيانات والتقنيات الذكية لتطوير حلول حضرية تعزز جودة الحياة، وتُبسط تجربة العيش والعمل والتنقل، مؤكداً أن هذا النهج يجعل من دبي مركزاً عالمياً قادراً على تحويل الرؤية المستقبلية إلى واقع حقيقي ملموس.
وأشار إلى أن دبي تواصل ترسيخ مكانتها كإحدى أكثر مدن العالم تطوراً، من خلال تبني إستراتيجيات عملية تجعل من الإنسان محور البنية التحتية، ما يجعلها نموذجاً عالمياً ملهماً في صياغة مشهد حضري يجمع بين الحداثة والروح الإنسانية، ويكرّس الثقافة والهوية والابتكار في آن واحد.
ولفت إلى أن أهم أولويات التخطيط الحضري تكمن في إيجاد حلول سريعة وفعّالة تقلل من الازدحامات اليومية التي يواجهها السكان، مثل تحسين تدفق حركة المرور، وتنظيم الأرصفة، وجدولة الخدمات اللوجستية.
وأضاف: يجب أن يتبنى صناع القرار نهجاً تدريجياً في التوسع يعزز من استدامة المدن ومرونتها.
واستعرض أمبيرتو فوجيلاندو خلال الجلسة عدداً من التجارب العالمية والأبحاث التطبيقية التي توضح كيف يمكن لقياس الأثر المباشر للتحسينات الصغيرة في المجال العام، مثل زيادة الرقعة الخضراء، وتعزيز ممرات المشي وإضافة مسارات للدراجات وتطوير آليات ووسائل الإرشاد في الشوارع، أن ينعكس إيجاباً على سلامة السكان، وتنشيط الحركة التجارية، مؤكداً أن هذه التفاصيل الصغيرة هي ما يصنع الفارق في حياة المجتمعات. وام