“أبوظبي للثقافة” و”الصناعات الوطنية الفرنسية” توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الثقافي

باريس في 23 يوليو 2025
وقعت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون مذكرة تفاهم مع مؤسسة الصناعات الوطنية والحرف اليدوية التابعة لوزارة الثقافة الفرنسية، ضمن شراكة ثقافية إستراتيجية تعكس حرص دولة الإمارات وفرنسا على تعزيز التبادل الفني والمعرفي بين المؤسسات الثقافية في البلدين.
تهدف هذه الشراكة إلى إطلاق برامج ومبادرات تعليمية مشتركة تدعم المواهب الإبداعية الصاعدة، وتُسهم في تنمية مهارات الحرفيين وصون التراث والحفاظ على الحرف التقليدية وتطويرها بأساليب معاصرة تُعزز استدامتها وتوظيفها في المشهد الثقافي الراهن.
وقع مذكرة التفاهم بمقر وزارة الثقافة في باريس، سعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، وهيرفي لوموان، رئيس مؤسسة الصناعات الوطنية والحرف اليدوية، وذلك بحضور معالي رشيدة داتي وزيرة الثقافة الفرنسية.
وقالت معالي رشيدة داتي إن مذكرة التفاهم تمثّل مرحلة جديدة في مسار العلاقات بين فرنسا ودولة الإمارات، حيث تواصل الثقافة القيام بدور محوري في تعزيز هذا التعاون، كما تنسجم هذه الخطوة مع أهداف الانفتاح الدولي لمؤسسة الصناعات الوطنية والحرف اليدوية، باعتبارها مركزاً فريداً على مستوى العالم في مجال الحرف والفنون الزخرفية.
وأكدت أن هذه الشراكة، بما تتيحه من تلاقي للفنون والحرف اليدوية، ستُضفي بُعداً مهماً على علاقات التعاون الثقافي بين فرنسا ودولة الإمارات، وأبوظبي على وجه الخصوص.
وقالت سعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: من خلال شراكتنا مع مؤسسة الصناعات الوطنية والحرف اليدوية التابعة لوزارة الثقافة الفرنسية، نُرسي أسس تعاون مستدام، قائم على ثلاث ركائز محورية هي الإبداع والابتكار وحفظ التراث للأجيال، تجسيداً لاعتزازنا بهويتنا وجذورنا، ومواكبة العصر والحداثة معاً كالتزام مشترك بين دولة الإمارات وفرنسا.
وأضافت : نؤمن معا بأن الماضي هو الرابط الوثيق بيننا، والمستقبل هو الرسالة التي تجمعنا، ومن خلال مذكرة التفاهم، نأمل أن تدعم جهودنا المواهب الشابة، وتوسّع آفاقها، وتعزّز التميز في الحرف اليدوية.
بدوره، قال هيرفي لوموان، رئيس مؤسسة الصناعات الوطنية والحرف اليدوية: هذا الحوار غير المسبوق بين المؤسستين يجسد قناعة راسخة بأن مستقبل الفنون الزخرفية يكمن في التقاء التقاليد بالابتكار، وشراكتنا مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ستفتح آفاقاً واسعة للتجريب، حيث تتلاقى الحرفية التراثية مع الخيال المعاصر، بما يتيح ابتكار سرديات جديدة تنسج من الإبداع المشترك ونقل المعرفة وروح التجديد.
وقال سعادة نيكولا نيمتشينو، سفير جمهورية فرنسا لدى الإمارات، إن هذه الشراكة المتينة تقوم على قيم مشتركة تتمحور حول الإبداع والابتكار ونقل المعرفة، مؤكدا أنها تمثل انطلاقة فصل جديد ومهم في مسار العلاقات الوثيقة بين دولة الإمارات وفرنسا، باعتبار الثقافة والتعليم من أهم أدوات بناء الجسور وتعزيز التفاهم المشترك بين البلدين.
وأضاف سعادته: تشكل مذكرة التفاهم فرصة قيّمة للحرفيين والمصممين والمؤسسات في البلدين لتبادل المعارف، والاستفادة من الرصيد الحرفي الغني لدى الجانبين، ودعم التميز في مجالات الحرف اليدوية، بما يعزز مفاهيم الابتكار والاستدامة ويكرّس استمرارية هذا التراث الحي.
وتابع : تسهم مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، بالتعاون مع مؤسسة الصناعات الوطنية والحرف اليدوية التابعة لوزارة الثقافة الفرنسية، في بناء بيئة ثقافية تتلاقى فيها التقاليد مع الحداثة، وتتيح ازدهار الأفكار الجديدة، وسنعمل من خلال هذا التعاون مع دولة الإمارات على غرس أسس ملهمة لجيل جديد من الفنانين والحرفيين وصناع الثقافة.
وتجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا روابط ثقافية راسخة في مجالات الثقافة والفنون الإبداع وتراث إنساني عريق في الحرف التقليدية اليدوية، لا سيما في فنون الخزف والمنسوجات والتصميم.
وتأتي هذه الشراكة التاريخية بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومؤسسة الصناعات الوطنية والحرف اليدوية لتعميق هذا الإرث المشترك عبر تعزيز الحوار الثقافي، وربط الموروث الحرفي بالاتجاهات المعاصرة من خلال برامج إقامة فنية، ومعارض متخصصة، ومبادرات تعليمية تسهم في ترسيخ مفاهيم الابتكار والاستدامة.
وتجسّدت أولى مبادرات هذه الشراكة في الدعوة المفتوحة لتقديم طلبات الترشيح لمنحة الإقامة الإبداعية للحرفيين في باريس بالشراكة بين الجانبين، ما يمنح مصممي دولة الإمارات فرصة متميزة للتفاعل المباشر مع بيئة التصميم الفرنسية، والاستفادة من ورش العمل المتخصصة وأرشيفات التصميم الغنية.
ومن المقرر أن تنعقد لجنة التحكيم في أغسطس 2025 لاختيار المشارك الفائز، على أن تنطلق أول إقامة فنية في سبتمبر بالتزامن مع أسبوع باريس للتصميم.
وبالتوازي مع جهود التبادل الفني، تسعى الشراكة إلى استكشاف أساليب معاصرة في الحرف اليدوية تقوم على دمج التكنولوجيا بالممارسات المستدامة، مع التركيز على تطوير موارد تعليمية تلهم الأجيال الشابة وتسهم في الحفاظ على الفنون الزخرفية ونقلها كإرث حي تتوارثه الأجيال.
ويأتي هذا التعاون امتداداً لرسالة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ورؤيتها في تعزيز الاستثمار في الصناعات الثقافية والإبداعية وتحفيز الدبلوماسية الثقافية والشراكات الدولية في دولة الإمارات ومنها إلى العالم، مع توفير منصات إبداعية لإبراز التميّز الفني في مجال الصناعات التراثية التقليدية والحرف اليدوية. وام.