الاتحاد الأوروبي يبحث بمشاركة الأمم المتحدة مقاربة لإدارة الهجرة

بروكسل في 22 يوليو 2025
يناقش وزراء الشؤون الداخلية والعدل في الاتحاد الأوروبي، اليوم، في كوبنهاجن، على هامش رئاسة الدنمارك لمجلس الاتحاد التي تستمر حتى نهاية ديسمبر، موضوع إنشاء مراكز خارج الاتحاد لمعالجة طلبات اللجوء أو استقبال المرفوضين، ضمن مساعي التكتل الأوروبي لمنع تدفق المهاجرين، وكيفية جعل هذه الحلول “قانونية دولياً” بمشاركة مفوضين من المفوضية الأوروبية، على رأسهم رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين.
ويشارك في الاجتماع مفوضون من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، لعرض رسائلهم حول إدارة هذه المراكز وحمايتها قانونياً.
ويناقَش الوزراء تعزيز إدارة الحدود الخارجية للاتحاد وتطبيق مبادرات تسهيل عودة المرفوضين، بما يشمل المدن الطوعية الآمنة ضمن إستراتيجية “حلول مبتكرة”، ويركزون على الاتفاق على نصوص عناصر مثل “الدول الثالثة الآمنة” و”القائمة السريعة لدول المنشأ”، وإصلاح إجراءات العودة ضمن اتفاق الميثاق، وذلك تمهيداً لتفعيله عام 2026.
ويتوقع أن يحقق الوزراء تقدما سياسيا ملموسا لكنه محدود دستوريًا؛ إذ يرجح الخروج ببيان سياسي داعم لمبدأ معالجة الهجرة خارج الاتحاد، لكن دون الاتفاق النهائي حول تأسيس وتفعيل مراكز إيواء المهاجرين خارجياً.
ويعتبر وجود المشاركة الرسمية المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة محاولة لتعزيز الشرعية القانونية والسياسية، وهي خطوة مهمة تمهد لتعاون أكثر تنظيمًا لاحقًا.
ويشهد الاتحاد الأوروبي العديد من الانقسامات الداخلية؛ إذ تدعم دول مثل فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، مقاربة “مراكز خارج الاتحاد”، لكن شرطها الأساسي هو إشراك الأمم المتحدة لضمان التوافق القانوني الدولي، في حين تخشى دول أخرى التحديات القانونية والإنسانية، فضلا عن انتقاد المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، التي تعتبر أن هذه الخطط قد تنتهك اتفاقيات مثل اتفاقية جنيف وتعرض اللاجئين لمخاطر دون ضمانات كافية، فيما تقبل دول العبور مثل اليونان ومالطا تطبيق الإجراءات شرط توفر دعم مالي وبرامج إعادة توزيع واضحة لتحمل العبء.
ويعد اللقاء خطوة حيوية ضمن رئاسة الدنمارك، التي جعلت “حلول مبتكرة للهجرة” من أولوياتها، لكن أي حلول ملموسة ستبقى رهينة القدرة على تجاوز العقبات القانونية وبلورة اتفاق على مشاركة دول ثالثة فاعلة. وام.