المؤتمر الدولي للأخوة الإنسانية يصدر إعلان جاكرتا

جاكارتا في 30 يوليو 2025 شدد المؤتمر الدولي للأخوة الإنسانية على الاستناد إلى مبادئ الكرامة والعدالة والرحمة والتعايش استلهاما من وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك الصادرة في عام 2019.

و اكد المؤتمر في إعلان جاكرتا حول الأخوة الإنسانية الذي اصدره في ختام أعماله في العاصمة الإندونيسية علي أن الأخوة الإنسانية ليست فكرة نظرية مجردة بل ضرورة معيشية تتطلب منا مسؤولية جماعية وشجاعة أخلاقية وجهدًا مشتركًا يقوم علي الالتزام الثابت ببناء عالم يتّحد في إطار الأخوة الإنسانية .
وتعهد المشاركون في المؤتمر الذي نظمته اللجنة العليا للأخوة الإنسانية في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع جامعة الإسلام الدولية الإندونيسية على مدى يومين بعنوان ” تعزيز الأخوة الإنسانية في سياق الاضطرابات العالمية: نحو حضارة أكثر سلاماً وازدهاراً” بترسيخ روح الأخوة في جميع المجتمعات و السياسات و المؤسسات و إقامة شراكات مستدامة بين الحكومات والمجتمع المدني والجامعات والمؤسسات الدينية ووسائل الإعلام والقطاع الخاص لدعم السلام والكرامة والتعايش و تعزيز إدماج مبادئ الأخوة الإنسانية في التشريعات الوطنية والسياسات متعددة الأطراف، بما في ذلك دبلوماسية المناخ، وأطر الهجرة، والمساعدات الإنمائية، والتواصل الإعلامي، والعمل الإنساني، لضمان أن تكون الأخوة الإنسانية ليست مجرد قيمة، بل إطارًا موجّهًا للحكم العالمي و الوقوف صفًا واحدًا ضد الحروب، وضمان الوصول إلى العدالة والتعليم والرعاية الصحية والفرص لجميع المجتمعات، ولا سيما للأقليات والفئات المهمشة.
حضر المؤتمر سعادة السفير الدكتور خالد الغيث الأمين العام للجنة الدولية للأخوة الإنسانية، وسعادة عبدالله سالم الظاهري سفير الدولة لدي جمهورية إندونيسيا و السفير غير المقيم لدي جمهورية تيمور الشرقية الديمقراطية، و سعادة الدكتور سلطان محمد النعيمي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، والبروفيسور جمهري مقروف رئيس جامعة الإسلام الدولية الإندونيسية وكبار المسؤولين والشخصيات و جمع من المدعوين .
و تعهد المؤتمر في ختام إعلان جاكرتا للأخوة الإنسانية بالاجتماع دوريًا لمتابعة التقدم المحرز و جدد التزامه الجماعي بالأهداف المعلنه خاصة و ان الإعلان نداء للعمل، وميثاق للضمير، نحو مستقبل يُحتضن فيه كل إنسان كأخ أو أخت، وتُعاش فيه الوحدة واقعًا لا مجرد أمنية.

و أكد سعادة السفير الدكتور خالد الغيث، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، على أهمية بناء حلول عملية ترتكز على القيم المشتركة، وقال ان إعلان جاكرتا للأخوة الإنسانية ليس مجرد بادرة رمزية، بل خطوة ملموسة نحو تعزيز الأخوة الإنسانية في عالم تُهدد فيه الصراعات والانقسامات إنسانيتنا المشتركة مؤكدا على ترجمة المُثل العليا إلى أفعال.
و تقدم سعادته بالشكر والتقدير للحكومة الإندونيسية وجامعة الإسلام الدولية علي ما قدموه من دعم للمؤتمر ولكل من شارك وساهم في تحقيقه للأهداف السامية التي انعقد من اجلها، مشددا على أهمية الاستمرار في العمل على تحقيق رسالته،
من جانبه أكد البروفيسور جمهري مقروف رئيس الجامعة الإسلامية الدولية، على أهمية إعلان جاكرتا للأخوة الإنسانية، قائلا إنه علامةً تاريخيّة فارقةً، ليس فقط للجامعة الإسلامية الدولية، بل للسعي العالمي نحو السلام”.
وأضاف أن الجامعة و من خلال مشاركتها في المؤتمر تؤكد التزامها بضمان ألا تقتصر قيم الرحمة والعدالة والتضامن على قاعات النقاش بل أن تُنقل إلى الفصول الدراسية والمجتمعات المحلية ومجالات صنع القرار.
وأشاد سعادة الدكتور سلطان محمد النعيمي مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بإعلان جاكرتا الذي صدر في ختام المؤتمر موضحا أن فكرة الأخوة الإنسانية تدعو إلى تجديد الالتزام بالتضامن والتعايش السلمي بين الناس من جميع الخلفيات.
و اكد النعيمي أن المؤتمر اكتسب زخمًا عالميًا باستلهام وثيقة الأخوة الإنسانيّة من أجل السلام العالمي والعيش المشترك التي اعتمدها في أبوطبي البابا الراحل فرنسيس والإمام الأكبر أحمد الطيب في العام 2019 مشيرا إلى أن التعاون بين المركز و اللجنة الدولية للأخوة الإنسانية يؤكد علي الالتزام المشترك بتعزيز فهم أعمق للأخوة الإنسانية.

وتناول المؤتمر الذي عقد بمشاركة 15 متحدثا و متخصصاً وباحثاً من العديد من الجامعات و مراكز و مؤسسات البحث العلمي حول العالم من خلال ندوات وجلسات نقاشية ومحاضرات مواضيع جوهرية تتعلق بالأخوة الإنسانية و ترسيخه كمفهوم يدعو إلي تجديد الالتزام بالتضامن والتعايش السلمي بين جميع البشر ومن جميع الخلفيات والإثنيات.

وأتاح المؤتمر الفرصة لمختلف وجهات النظر لوضع حلول واستراتيجيات مبتكرة لترسيخ الأخوة الإنسانية وتعزيزها عبر أربع جلسات نقاشية رئيسية تحدث فيها باحثون ومفكرون و خبراء بارزون شرحوا فيها كيفية تطبيق مبدأ الأخوة الإنسانية الذي من خلاله ستتمكن فيه البشرية من مواجهة التحديات العالمية المُلحة
و كان اليوم الثاني و الاخير من المؤتمر قد شهد ثلاث جلسات حوارية ناقشت الجلسة الأولى منه محور الحقوق والعدالة الاجتماعية – بناء أطر للوئام العالمي
أما الجلسة الثانية فتناولت محور دور الإعلام في تجسير الهوة – مكافحة التضليل الإعلامي وتعزيز الأخوة الإنسانية.
أما الجلسة الثالثة و الأخيرة فناقشت محور تغير المناخ، والأزمات العالمية، والعدالة البيئية – جهود تعاونية من أجل حياة مستدامة. وام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى