تلسكوب “فلاي آي” الأوروبي يبدأ رصد الكويكبات

صقلية في 10 يونيو 2025
بدأت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) تشغيل أول تلسكوب من نوع “Flyeye” (فلاي آي)، الذي اشتُق اسمه من تصميمه المُستلهم من عيون الحشرات، ويتميز باحتوائه على 16 قناة بصرية بدلا من قناة واحدة، ُكل منها مزودة بكاميرا خاصة، ما يتيح له مسح مساحة واسعة من السماء دفعة واحدة، تُقدَّر بحوالي 200 ضعف مساحة اكتمال القمر، ويُمكِّنه من رصد عدد كبير من الأجرام السماوية في وقت واحد مقارنة بالتلسكوبات التقليدية.
ويضم التلسكوب مرآة رئيسية بقطر متر واحد، وتتمتع قنواته الـ16 بالقدرة على رصد حتى الأجرام ضعيفة الإضاءة أو سريعة الحركة.
وبفضل حساسيته العالية ومجال رؤيته الواسع، يُعد هذا التلسكوب عنصرا أساسيا في نظام الإنذار المبكر ضد المخاطر الفضائية؛ إذ يقوم تلقائياً كل ليلة بتنفيذ مهمته التي تتمثل في رصد الكويكبات والمذنبات الجديدة القريبة من الأرض والتي قد تشكّل خطراً محتملاً عليها، دون الحاجة إلى تدخل المشغلين.
ويرسل التلسكوب جميع البيانات المكتشَفة إلى مركز التنسيق التابع لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، حيث يقوم المتخصصون بحساب مسارات هذه الأجرام بدقة، بينما يتم عند الضرورة، إرسال المعلومات إلى مركز الكواكب الصغيرة (Minor Planet Center) وهو قاعدة بيانات دولية تجمع معلومات جميع الأجسام المعروفة التي تقترب من الأرض.
وسيشكّل تلسكوب “Flyeye” جزءا من نظام رصد عالمي، وسيتم وفقا للخطة المستقبلية، إنشاء شبكة تضم أربعة تلسكوبات من هذا النوع، تُوزّع بشكل متوازن بين نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، وتعمل على زيادة دقة وانتظام عمليات الرصد الفلكي، وتقليل الاعتماد على الظروف الجوية، وتمكين الكشف المبكر عن الأجرام الخطرة.
ويُتيح التشخيص المبكر للتهديدات المحتملة مزيدا من الوقت للتحليل الدقيق واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة.
ومن المقرر نقل التلسكوب قريبا إلى مرصد مونتي موفارا في صقلية، لينضم إلى الشبكة العالمية للرصد الفلكي، التي تضم تلسكوب أطلس، ومنشأة زويكي العابرة، وتلسكوب فيرا روبين العملاق، الذي يجري إعداده للإطلاق. وستعمل هذه المنظومة الفلكية بشكل تكاملي لرصد الأجرام السماوية، بهدف حماية الأرض من المخاطر المحتملة. وام.