خبراء يرجحون استخدام الذكاء الاصطناعي بالهجوم الإلكتروني على المطارات الأوروبية
بروكسل في 24 سبتمبر 2025
رجح خبراء في مجال الذكاء الاصطناعي، استخدام هذه التقنية في الهجوم الإلكتروني الذي استهدف شركة “Collins Aerospace” المزودة لأنظمة تسجيل الركاب وصعود الطائرات، وأدى إلى عطل واسع النطاق منذ عطلة نهاية الأسبوع الماضي في عدة مطارات أوروبية رئيسية، لا يزال بعضها ومن بينها بروكسل ودبلن ولندن وبرلين، يعاني منه حتى اليوم الأربعاء.
وأدى الهجوم إلى شلل في أنظمة تسجيل الحقائب وبطاقات الصعود، ما تسبب في إلغاء وتأخير آلاف الرحلات، تاركًا آلاف المسافرين عالقين.
وأكدت وكالة الاتحاد الأوروبي للأمن السيبراني “ENISA” أن الهجوم اعتمد على برنامج فدية يقوم بتشفير البيانات وابتزاز المؤسسات لدفع مبالغ مالية مقابل استعادتها، ولم تحدد حتى اللحظة، الجهة المسؤولة عن العملية، بينما تواصل السلطات الأوروبية التحقيق وسط تبادل للمعلومات بين أجهزة الاستجابة الوطنية للأزمات السيبرانية.
وحذر الخبير في الذكاء الاصطناعي كريستيان بيري، الرئيس التنفيذي لشركة “Undetectable AI”، من أن منفذي الهجوم استغلوا تقنيات الذكاء الاصطناعي لاختراق أنظمة المطارات، موضحًا أن هذه الأدوات قادرة على مسح أنظمة ضخمة خلال دقائق واكتشاف الثغرات بسرعة قياسية، بل ومحاكاة سلوك المستخدمين العاديين لتجنب رصدها.
وأضاف: “هذا الهجوم مؤشر على تغير قواعد اللعبة في مجال الأمن السيبراني، ولن يكون الأخير على الأرجح”.
كما حذّر الخبراء من إمكانية استهداف قطاعات أخرى حيوية مثل النقل العام والمستشفيات والبنوك وحتى خدمات الطوارئ بنفس الأسلوب، مشددين على ضرورة تطوير أنظمة قادرة على كشف الأنشطة المشبوهة للذكاء الاصطناعي كما يتم تفتيش الأمتعة في المطارات.
ورغم خطورة الموقف، رأى الخبير بيري في تصريحات صحفية في بروكسل اليوم، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يشكل أيضًا أداة دفاعية فعّالة، إذ يمكن تدريبه على رصد الأنماط غير المألوفة والتصدي للهجمات في مراحلها الأولى.
وعلى المستوى الأوروبي، تعمل وكالة، “اينيزا ENISA” الأوروبية ضمن إطار توجيه الاتحاد الأوروبي “NIS2” الجديد الذي يفرض على الشركات تعزيز أمن سلاسل التوريد ومشاركة الممارسات الجيدة لمواجهة المخاطر المتزايدة.
وأوصت مطارات مثل بروكسل، المسافرين بالتأكد من حالة الرحلات قبل التوجه إليها والحضور مبكرًا “ساعتان للرحلات داخل منطقة “شنغن” وثلاث ساعات للرحلات الأخرى”.
وفي ظل استمرار الاضطراب، لجأت شركات مثل خطوط بروكسل الجوية “Brussels Airlines” إلى تشجيع الركاب على تسجيل الوصول عبر الإنترنت، بينما اعتمدت شركات أخرى أنظمة بديلة للتخفيف من الآثار.
وفي الجانب القانوني، ذكرت منظمات حماية المستهلك، أن من حق الركاب المتضررين من إلغاء رحلاتهم، استرداد ثمن التذكرة أو الحصول على بديل مجاني، لكن من دون تعويض مالي نظرًا لأن الحادث يصنف كقوة قاهرة، بينما يتوجب على شركات الطيران في حال التأخير الطويل، تقديم المساعدة اللازمة، بما في ذلك الوجبات والإقامة الفندقية إذا لزم الأمر. وام.