“قضاء أبوظبي” تستعرض مبادرات تأهيلية وتجارب ملهمة لنزلاء مراكز الإصلاح في يوم النزيل العالمي

أبو ظبي في 18 يوليو 2025
نظمت دائرة القضاء في أبوظبي، فعاليات احتفالية بمناسبة يوم النزيل العالمي، تماشياً مع جهودها المتواصلة لترسيخ مفهوم العدالة الإصلاحية وتسليط الضوء على المبادرات النوعية لتأهيل نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل وتهيئتهم للعودة الإيجابية إلى المجتمع، وذلك بحضور عدد من الشركاء الاستراتيجيين والجهات الداعمة لبرامج إعادة التأهيل.
وبهذه المناسبة، أكد سعادة المستشار يوسف سعيد العبري، وكيل دائرة القضاء في أبوظبي، أن الاحتفال بيوم النزيل العالمي يجسد التزام الدائرة برؤية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رئيس دائرة القضاء في أبوظبي، الرامية إلى تعزيز دور مراكز الإصلاح كمحطات لبناء الإنسان وتوفير بيئة إصلاحية تدعم إعداد النزيل لاستئناف حياته المجتمعية بوعي ومسؤولية.
وأشار إلى تركيز دائرة القضاء على تنفيذ برامج تأهيلية متكاملة تراعي الجوانب النفسية والاجتماعية والمهارية للنزلاء، بما يسهم في بناء شخصياتهم ويحفز قدرتهم على الاندماج الفعال في المجتمع والاستمرار في مسار إيجابي بعد انتهاء فترة محكوميتهم.
إلى ذلك، بدأت فعالية الاحتفال الرسمي في المقر الرئيس لدائرة القضاء، بعرض فيلم وثائقي استعرض تجارب واقعية لعدد من النزلاء، مسلطا الضوء على مساراتهم داخل مراكز الإصلاح والتأهيل، وقصص النجاح التي تحققت بفضل البرامج التأهيلية المتكاملة، ما يعكس الأثر العميق لهذه المبادرات في إعادة بناء شخصية النزيل وتحفيزه على التغيير الإيجابي.
وشهد الحفل استعراضا لمجموعة من المبادرات والمشاريع التي تم إطلاقها منذ بداية عام 2025 بالشراكة مع هيئة المساهمات المجتمعية- معاً، وجمعية حياة للرعاية اللاحقة، من أبرزها: الاستوديو الإبداعي الرقمي لتدريب النزلاء على مهارات متقدمة في التصميم الجرافيكي والمونتاج، فضلا عن رعاية مركز الفنون التشكيلية، وتنظيم دورات تدريبية في البرمجة لإكسابهم مهارات تقنية ورقمية متقدمة.
وتضمنت المبادرات التأهيلية أيضا، تنفيذ برنامج تحفيظ القرآن الكريم الذي استفاد منه أكثر من 500 نزيل ونزيلة، إضافة إلى إطلاق مشروع حقيبة السفر، الذي يزود النزلاء بالمستلزمات الأساسية قبل الإفراج عنهم لتسهيل بدء حياتهم الجديدة.
كما جرى تسليط الضوء على مساهمات صندوق الفرج الذي قدم مساعدات مالية بقيمة 1.2 مليون درهم للإفراج عن نزلاء متعثرين مالياً خلال النصف الأول من العام الجاري، إلى جانب مبادرات كليات التقنية العليا في تقديم برامج تأهيلية لسوق العمل استفاد منها 70 نزيلاً، وكذلك مبادرات الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، التي قدمت محاضرات دينية ومسابقات قرآنية لأكثر من 600 نزيل ونزيلة.
وسبقت الاحتفالية الرسمية، تنظيم فعاليات داخلية في مركزي الإصلاح والتأهيل في الوثبة والعين، شملت عروضا فنية ومسرحية، مسابقات ثقافية، وتكريم خريجي برنامج التأهيل لسوق العمل والنزلاء المتفوقين دراسياً، إضافة إلى تقديم مشاركات إبداعية وقصص نجاح للنزلاء، تجسد حجم التحول الإيجابي الذي أحدثته برامج التأهيل.
وفي ختام الحفل، كرمت دائرة القضاء عددا من الشركاء والمؤسسات الداعمة لمشاريع التأهيل، وهم: الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية في وزارة الداخلية، هيئة المساهمات المجتمعية- معاً، جمعية حياة للرعاية اللاحقة، صندوق الفرج، كليات التقنية العليا، المركز الوطني للتأهيل، هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، والهلال الأحمر الإماراتي.
وقد أعربت الجهات المكرمة عن اعتزازها بالشراكة البناءة مع دائرة القضاء، مؤكدين التزامهم بمواصلة العمل المشترك في سبيل تطوير برامج فعالة تُحدث فرقا حقيقيا في حياة النزلاء، وتفتح آفاقاً جديدة أمامهم نحو حياة مستقرة.