الكفاءات النسائية الإماراتية.. دور رائد في البحث والتطوير بقطاع الطاقة النووية
أبوظبي في 27 أغسطس 2025
تواصل الكفاءات النسائية الإماراتية المساهمة على نحو ملحوظ في مسيرة تميز قطاع الطاقة النووية في دولة الإمارات العربية المتحدة ، من خلال حضورها في أكثر المجالات تقدماً في قطاع الطاقة النووية: البحث والتطوير والابتكار. و منذ تأسيسها، حرصت شركة الإمارات للطاقة النووية على تطوير الكفاءات الإماراتية في قطاع الطاقة النووية، لضمان التميز في التشغيل الآمن لمحطات براكة طيلة العقود الستة المقبلة على الأقل، ومن بين هذه الكفاءات برز الدور المهم للمرأة الإماراتية في مختلف مجالات وتخصصات الطاقة النووية، سواء في فرق تشغيل المفاعلات والمجالات الهندسية المرتبطة بالطاقة النووية، علاوة على الأطر التي ترسخ المكانة الريادية للبرنامج النووي السلمي الإماراتي فيما يخص تمكين النساء، وهو ما ظهر جلياً في توليها أدواراً قيادية في مجلس براكة للشباب، وفرع براكة في منظمة المرأة في الطاقة النووية، وكذلك فرع الشرق الأوسط في المنظمة الدولية نفسها، علاوة على الفرع الإماراتي في الجمعية النووية الأمريكية.
ولأن مسيرة التميز لا تقف عند حد، تواصل الكفاءات النسائية الإماراتية المتخصصة في قطاع الطاقة النووية القيام بدورها في مجالات البحث والتطوير والابتكار في هذا القطاع الحيوي، والتي أصبحت ضرورة قصوى في ظل النهضة الكبيرة التي يشهدها هذا القطاع حول العالم بهدف تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة النظيفة بشكل مستدام.
وفي ظل الابتكارات المتسارعة التي يشهدها قطاع الطاقة النووية حول العالم، ولا سيما في مجالات المفاعلات المصغرة والتقنيات المتقدمة للمفاعلات، اتخذت شركة الإمارات للطاقة النووية نهجاً استباقياً في ذلك، لترسيخ المكانة الريادية للبرنامج النووي السلمي الإماراتي، كما تقول حمده البلوشي، مدير تقنية المفاعلات المتقدمة، التي تضيف قائلة إن المفاعلات المصغرة والجيل القادم من المفاعلات المتقدمة تبشر بمرحلة جديدة تعزز النهضة التي يشهدها قطاع الطاقة النووية حول العالم سواء من ناحية تعزيز السلامة وخفض التكلفة والأهم زيادة مرونة وسهولة الاستخدام، وهو ما يسهم على نحو كبير في تلبية الطلب المتزايد بشكل كبير على الطاقة نتيجة التوسع في استخدامات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.
وأشارت إلى أن شركة الإمارات للطاقة النووية أسست فريقاً متخصصاً في البحث والتطوير منذ مدة طويلة، وتدرس وتستكشف فرص تطوير هذه التقنيات بالشراكة مع الشركات الكبيرة المتخصصة في هذا القطاع على الصعيد العالمي.
ولا تقتصر مجالات البحث والتطوير والابتكار في قطاع الطاقة النووية على تقنيات المفاعلات المتقدمة، إذ تتسع لتشمل علوم المواد والذكاء الاصطناعي والهندسة، والتي تهدف جميعها لزيادة الكفاءة والسلامة في هذ القطاع، وبحسب سلامة لمنصوري، أخصائي برنامج البحث والتطوير، فإن فريق البحث والتطوير في شركة الإمارات للطاقة النووية يواصل إجراء الأبحاث والدراسات في مجالات كيميائة وفيزيائية، بالشراكة مع جامعات محلية، لتطوير تقنيات ترفع من مستوى كفاءة معدات الطاقة النووية، وتحافظ في نفس الوقت على البيئة البحرية القريبة من محطات براكة.
وأضافت ان السلامة هي الأولوية القصوى في قطاع الطاقة النووية، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي والروبوتات في تعزيز السلامة في محطات براكة أمر بالغ الأهمية، ولا سيما أن محطات براكة هي رقمية بالكامل، وأصبحت نموذجا عالمياً.
وما كان هذا الحضور المتميز للمرأة الإماراتية في قطاع الطاقة النووية ليتحقق لولا توجيهات القيادة الرشيدة، وحرص شركة الإمارات للطاقة النووية على إعداد البرامج الكفيلة بتنفيذ هذه التوجيهات، وترى ميرة البلوشي، أخصائي أول برنامج البحث والتطوير في شركة الإمارات للطاقة النووية، أن الدور الملحوظ للكفاءات النسائية الإماراتية في مجالات البحث والتطوير والابتكار في شركة الإمارات للطاقة النووية يعود إلى الفرص التي توفرها الشركة، إضافة إلى تزايد أعداد النساء اللواتي يلتحقن بالتعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، حيث تفضي برامج التدريب المتواصلة إلى قيام الكفاءات النسائية بأدوار مهمة في مجالات الابتكار سواء فيما يخص تصاميم المفاعلات أو أبحاث السلامة، أو تطوير برامج وأدوات إدارة المخلفات النووية والحماية من الإشعاع.
وبهذه الجهود الدؤوبة، تقدم الكفاءات النسائية الإماراتية مرة أخرى نموذجاً متميزاً للنساء حول العالم، لتحفيزهن على زيادة مساهماتهن في مجالات البحث والتطوير، بهدف استثمار الإمكانيات الكبيرة للطاقة النووية من أجل تلبية الطلب المتزايد على الطاقة وضمان أمنها، والمساهمة في تحقيق الأهداف المناخية العالمية، إلى جانب تشجيع المزيد من النساء على المشاركة في النهضة الواسعة التي يشهدها قطاع الطاقة النووية حول العالم، والتي تتطلب كفاءات نسائية متخصصة في البحث والتطوير والابتكار، لدعم هذا القطاع ومواجهة التحديات المستقبلية بمجموعة واسعة من الأفكار والحلول. وام.