مجلس قيادات المدينة المستقبلية يستعرض ملامح مدن الغد

دبي في 24 سبتمبر  2025 استعرض مجلس قيادات المدينة المستقبلية، ضمن فعاليات ملتقى محمد بن راشد للقادة، تصورات بناء مدن المستقبل في العقود المقبلة، وناقش سبل تطوير البنية التحتية والتنقل المبتكر والابتكار الحضري بوصفها ركائز رئيسة لتعزيز جودة الحياة، وبحث تصورات عمرانية قادرة على الصمود في وجه التحديات المستقبلية مثل التغير المناخي، واستنزاف الموارد، والضغط على البنية التحتية، والازدحام السكاني، والتحولات الديموغرافية.. واضعاً الإنسان في صميم عملية التخطيط مع مراعاة التغيرات المناخية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية المتسارعة.

وترأس المجلس معالي مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات في دبي بحضور نخبة من قيادات العمل الحكومي في دبي وخبراء تخطيط حضري عالميين، حيث أكد المشاركون في المجلس أن تصميم مدن المستقبل يتطلب تبني فكر مرن يوازن بين الكثافة السكانية العالية وجودة الحياة، ويضع الإنسان في قلب عملية التخطيط الحضري لمدن المستقبل، مع مراعاة التغيرات المناخية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية المتسارعة.

وقال معالي مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات في دبي، خلال كلمته الافتتاحية لمجلس قيادات المدينة المستقبلية، إن ملتقى محمد بن راشد للقادة يشكل فرصة مثالية للحوار وتبادل الرؤى والأفكار لمناقشة سبل تعزيز البنية التحتية الذكية للمدن المستقبلية، مشدداً على أهمية تبادل المعرفة وتوظيف الابتكار والتكنولوجيا في رسم ملامح مستقبل حضري مستدام ومتطور، يعكس رؤية دبي الرائدة عالمياً في مجالات النقل والخدمات الحضرية.

وأوضح معاليه أن الملتقى يوفر فرصة ثمينة للقادة لاستلهام أفكار ورؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” في إعداد الجيل القادم من القادة وتعزيز ثقافة القيادة الفاعلة، مشيراً إلى أن هذا التجمع يعكس التزام القيادة بتطوير قدرات الجيل القادم من قيادات دبي لمواجهة تحديات المستقبل.

وأكد معالي مطر الطاير، أن دبي تمثل اليوم نموذجاً رائداً لمدينـة المستقبل، تقود فيها التحولات النوعية، قيادة استثنــائيـة تستشرف المستقبل بفكرٍ متجددٍ، وتتبنّــــــى أفكـــاراً جريئة ومبتكرة وغير مسبوقة، لتكون في موقع متقدم على مدن العالم بسنوات، مؤكداً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قاد في بدايات القرن الحادي والعشرين، تحولات قفزت بالمدينة نحو المستقبل وركّزت على غاية رئيسة، هي: “سعادة الإنسان وتحسين جودة حياته”، وبرز ذلك في خطة دبـي الحضرية 2040، وأجندة دبــي الاقتصادية D33، والخطة الشاملة لتطوير منطقة حتا، وأجندة دبـي الاجتماعية 33، وإستراتيجية جودة الحياة فـي دبـي 2033.

وأشار معاليه، إلى أن دبي نجحت في تصميم وبناء مدن المستقبل، والتي تتمحور حول الإنسان، وتتميز بالجمع بين الاقتصاد، التكنولوجيا، البيئة، والبنية التحتية فـي إطار واحد متكامل، والاستثمار في البنية التحتية، باعتباره المحرك الرئيس للاقتصاد، حيث حظيت هيئة الطرق والمواصلات بدعم لامحدود، تجسد فـي استثمارات تجاوزت 150 مليـار درهم فـي مشاريع الطرق وتطوير منظومة عالمية فـي النقل والمواصلات، وتبني مشاريع عملاقة غير مسبوقة، مثل مترو دبـي الذي نقل منذ تشغيله فـي 2009 أكثر من 2.6 مليـار راكب حتى اليوم، كما تتمحور مدن المستقبل في التركيز على جودة الحياة والعنـاصر الجمالية، واستشراف المستقبل بعشرات السنين إلـى الأمام، موضحاً أن الهيئة في إطار جهودها لتعزيز الريادة العالمية لإمارة دبي، تواصل العمل علـى تطوير أنظمة النقل الذكية والبنية التحتية الرقمية، وتعزيز حلول الطاقة النظيفة والتنقل الأخضر، وإطلاق مشاريع نوعية لتعزيز جودة حياة الإنسان وصنع المستقبل، مثل: الـــــمخطط العـــــام لــــشبكة المشاة “دبي ووك”، والتاكسي الجوي ومركبات الأجرة ذاتية القيـادة.

وتضمن المجلس مداخلات أكدت أن المدن الحديثة الناجحة هي التي تنجح في وضع الإنسان في قلب معادلتها التنموية، وركزت على تعزيز المرونة، وضمان العدالة في توزيع الموارد، وبناء أحياء حضرية أكثر شمولية.

وأكدت الحوارات أن مجلس قيادات المدينة المستقبلية يشكل منصة إستراتيجية لاستكشاف أدوات جديدة تسمح بصياغة نماذج مدن أكثر قدرة على التكيّف مع المتغيرات وإدارة الموارد بكفاءة عالية.

وأشارت إلى أن دبي تمثل اليوم نموذجاً حياً لتطوير مفاهيم مدن المستقبل، بفضل ما حققته من قفزات نوعية في بناء بنية تحتية رقمية ومادية متطورة، وتبنيها لإستراتيجيات استباقية تدمج بين الابتكار والاستدامة في مختلف القطاعات.

واختتم مجلس قيادات المدينة المستقبلية بورشة تفاعلية بالتعاون مع شركة Gehl، استعرض خلالها المشاركون تجربة تصميم أحياء حضرية أولية واختبارها أمام سيناريوهات مفاجئة تحاكي أزمات واقعية محتملة، مثل التحولات الديموغرافية الحادة، والانقطاعات التقنية واسعة النطاق، والكوارث المناخية المفاجئة.

وتم خلال الورشة تجربة ما يشبه «اختبار البقاء الحضري» الذي استند إلى بيانات آنية وفرضيات متغيرة، تتطلب اتخاذ قرارات فورية حول توزيع الموارد، وتصميم البنية التحتية، وإدارة الخدمات في مدينة افتراضية متخيلة للعام 2040.

وأكد المشاركون في الورشة أن مواجهة هذه التحديات تتطلب إظهار أعلى درجات المرونة وسرعة التكيّف، وإعادة صياغة السياسات والخدمات لتتناسب مع مواجهة التحديات في الوقت الفعلي.

وقد أتاحت هذه التجربة إدراك الأثر المباشر للقرارات العمرانية، وحفّزت التفكير النقدي والتعاوني، وحوّلت التحديات المفاجئة إلى فرص ابتكار لبناء مدن أكثر مرونة وقدرة على الصمود.

وتعد “Gehl” شركة دنماركية رائدة في التخطيط العمراني والتصميم الحضري، وهي معروفة عالميًا بتركيزها على تصميم المدن من منظور الإنسان، بحيث تكون أكثر ملاءمة للمشاة وراكبي الدراجات وتحقق جودة حياة عالية.

وقادت الشركة مشاريع بارزة لتحويل مساحات حضرية كبرى في العديد من المدن مثل كوبنهاغن، ونيويورك (تايمز سكوير)، وملبورن، وتعمل على وضع استراتيجيات المدن المستقبلية مع التركيز على الاستدامة، والصحة العامة، والمساحات العامة التفاعلية، كما تتعاون الشركة مع الحكومات والمؤسسات الكبرى على تصميم ورش عمل وعمليات المشاركة المجتمعية لابتكار حلول حضرية جديدة.

ويعد مجلس قيادات المدينة المستقبلية أحد المجالس المتنوعة ضمن ملتقى محمد بن راشد للقادة، إلى جانب مجلس قيادات دبي التكنولوجية والرقمية ومجلس قيادات الهوية الثقافية والإعلامية، ومجلس قيادات التكامل المجتمعي، ومجلس قيادات اقتصاد دبي، التي تهدف جميعها إلى تعزيز التعاون وتبادل الرؤى بين صُنّاع القرار والخبراء، ورسم مسارات مستقبلية لإمارة دبي على مختلف الأصعدة. وام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى