اختتام فعاليات “الحوارات العالمية حول الغذاء” في أبوظبي بمشاركة نخبة من الخبراء المحليين والدوليين
أبوظبي في 22 أكتوبر 2025: اختتمت فعاليات “الحوارات العالمية حول الغذاء” ضمن الدورة الثانية من “الأسبوع العالمي للغذاء”، حيث تضمنت أكثر من 22 كلمة رئيسية، وجلسات نقاشية متخصصة، وعروض تقديمية، وحوارات غير رسمية، بمشاركة 30 خبيراً محلياً ودولياً في قطاع الغذاء والمشروبات. وقد سلطت هذه الجلسات الضوء على أبرز الاتجاهات التي تشكّل مستقبل الغذاء، بما في ذلك الأمن الغذائي، ونظم الغذاء المرنة، والابتكار، والتكنولوجيا، وأفضل الممارسات العالمية.
ومن أبرز محطات اليومين كلمات افتتاحية هامة ألقاها كل من سعادة الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك ، وزيرة التغير المناخي والبيئة، وسعادة الدكتور عبدالله حميد الجروان، رئيس دائرة الطاقة بأبوظبي، وسعادة الدكتور طارق أحمد العامري، المدير العام بالإنابة لهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، وسعادة ظافر القاسمي، الرئيس التنفيذي لمجموعة “سِلال”، والدكتور أحمد مختار، ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في الإمارات.
وفي الكلمة الافتتاحية، أشار الدكتور أحمد مختار إلى أن العالم يقف اليوم عند مفترق طرق، حيث يواجه القطاع الزراعي تحديات متعددة بسبب التغير المناخي، والنزاعات، وتقلب الفصول، واضطرابات سلاسل الإمداد. وأكد أن دولة الإمارات أثبتت أن الابتكار يمكن أن يدفع عجلة التنمية الزراعية حتى في الأراضي الصحراوية، من خلال تبني أفضل الممارسات الزراعية وبناء شراكات دولية فعّالة تسهم في تحقيق الأمن الغذائي.
وشهدت الجلسة النقاشية “الزراعة في الخطوط الأمامية: تطبيق الزراعة الذكية مناخياً الآن” تجمع خبراء بارزين استعرضوا الدور الحاسم للابتكار والتكنولوجيا في تعزيز إنتاجية المحاصيل وكفاءة الموارد. كما أكدوا ضرورة التغيير في العقليات والممارسات والتنظيمات لضمان استفادة المزارعين، خاصة صغار المنتجين، من التقنيات الحديثة مثل المحاصيل المقاومة للجفاف والزراعة في بيئات محكمة التحكم، مع التركيز على مواجهة تحديات ندرة المياه، وقلة الأراضي الصالحة للزراعة، وظروف المناخ القاسية.
وقدم خميس الشامسي، مدير برنامج الخدمة الوطنية البديلة في “أدافسا”، عرضاً تفصيلياً حول تاريخ البرنامج وإنجازاته، مع التركيز على الأمن الغذائي والاستدامة خلال جلسة حوارية غير رسمية. واستعرضت الجلسة تجربة “أدافسا” في التخطيط للأزمات الغذائية، واستراتيجيات تعزيز نظم الأمن الغذائي، مع إبراز الدور المحوري للهيئة، كما ناقشت آليات تطبيق البرنامج واعتبرت الأمن الغذائي قضية إنسانية تؤثر على السكان عالمياً.
كما أدار الشيخ محمد عبدولين جلسة حوارية استكشفت تجربة “أدافسا” في التخطيط للأزمات واستراتيجيات تعزيز نظم الأمن الغذائي، مؤكداً الدور الأساسي للهيئة في هذا المجال، مع التركيز على التنفيذ وأهمية الأمن الغذائي كقضية عالمية ذات بعد إنساني.
وشهدت جلسة نقاشية أخرى بعنوان “اللعب على مستوى القوة: رأس المال الاستثماري مقابل الصناديق السيادية في استثمارات الأغذية الزراعية”، بإدارة الدكتور أحمد مختار من الفاو، مشاركة قادة استثماريين لمناقشة استراتيجيات تمويل تحويل نظم الغذاء العالمية. وقد تم التركيز على مقارنة تأثير الصناديق السيادية مقابل رأس المال الاستثماري، واستعراض أفضل الممارسات في الابتكار الغذائي، وأهمية التكنولوجيا الحيوية والتخطيط طويل الأمد لتعزيز مرونة القطاع وتحقيق الأمن الغذائي.
وفي جلسة “تعزيز صحة الثروة الحيوانية والأمن الغذائي من خلال التعاون الدولي”، استعرض الخبراء أهمية التعاون العالمي بين المراكز المرجعية والمتعاونة لتعزيز صحة الثروة الحيوانية وضمان الأمن الغذائي. وتم التركيز على الإبل، ومناقشة تحسين مراقبة الأمراض وأهمية الشراكات العابرة للحدود، إلى جانب دور اللقاحات في مكافحة الفيروسات الحيوانية في دول مثل باكستان والسودان، مشددين على أن حماية الثروة الحيوانية أمر حيوي لنظم غذاء مرنة وآمنة عالمياً.
في اليوم الثاني من الفعاليات، قدم سامي لوطة، رئيس مجموعة مصنعي الأغذية والمشروبات في الإمارات، عرضاً رئيسياً ركّز على الحاجة الماسة لتعزيز سلاسل الإمداد المحلية والإقليمية في قطاع الغذاء والمشروبات بالإمارات. وأشاد بقيادة الإمارات وشراكات القطاعين العام والخاص في تعزيز مرونة الصناعة، مشدداً على دور فعاليات مثل “الأسبوع العالمي للغذاء” في توحيد أصحاب المصلحة، كما أشار إلى أن اتفاقيات CEPA أسهمت في زيادة الصادرات والاستثمارات. وتطرق إلى تحديات مثل اختلاف اللوائح، مؤكداً أن التعاون والقيادة القوية ضروريان للنمو المستدام والمرونة القطاعية.
وتطرقت سعادة الدكتورة فرح الزرعوني، مساعد وكيل الوزارة للمعايير والتنظيمات في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، خلال جلسة حوارية غير رسمية، إلى كيفية تأثير المعايير الموحدة والتقنيات الحديثة في قطاعي الغذاء والزراعة، مؤكدة الأثر التحويلي للتقنيات الناشئة بما فيها الزراعة الذكية والذكاء الاصطناعي على القطاع المحلي.
أما جلسة “من الطبق إلى الازدهار — دور قطاع الغذاء في الأمن الاقتصادي والوطني”، فقد أكدت على اعتبار الغذاء ركيزة أساسية للمرونة الوطنية، خاصة في الإمارات والمنطقة. واستعرض ينس ميشيل، الرئيس التنفيذي لمركز أبوظبي للغذاء، أهمية الاستثمار الذكي، وتحسين سلسلة القيمة الغذائية، وتطبيق التقنيات المبتكرة، ودور الحكومة، إلى جانب تحسين تقارير الأداء لتعزيز مرونة نظم الغذاء في مواجهة التحديات المتزايدة مثل التغير المناخي، وندرة المياه، والتصحر.
وفي جلسة خاصة نظمتها منظمة الأغذية والزراعة، قدم الدكتور أحمد مختار عرضاً شاملاً حول الأمن الغذائي والتغذية على المستوى الإقليمي، مستعرضاً مؤشرات الأمن الغذائي العالمية والإقليمية، وارتفاع تكلفة الغذاء الصحي، وتأثير الأزمات الاقتصادية والنزاعات على الحصول على التغذية الكافية. كما ناقش التحديات المالية التي تواجه الحكومات والمنظمات الدولية في الحفاظ على سلاسل الإمداد الغذائية، موضحاً أهمية الحلول الاستراتيجية المبتكرة، والتمويل الإبداعي، والشراكات الدولية لتعزيز القدرات الوطنية والإقليمية لضمان الغذاء الصحي والمستدام.
وأكدت النقاشات على الاعتماد الكبير للمنطقة على الواردات الغذائية والحاجة إلى التوازن بين الاعتماد على الاستيراد وزيادة الإنتاج المحلي والتصدير الإقليمي، مع دعم رواد الأعمال الشباب الملمين بالتقنية كعنصر أساسي لتحويل نظم الغذاء المستقبلية. كما شددت على أهمية الشفافية والكفاءة والاستدامة في القطاع.
من خلال جمع القادة والخبراء وصانعي التغيير من مختلف أنحاء العالم، نجحت “الحوارات العالمية حول الغذاء” في تعزيز حوار مثمر ووضع أسس لحلول عملية، لتستمر هذه النقاشات في دفع الجهود نحو تحقيق الأمن الغذائي العالمي للأجيال القادمة. ناس نيوز