الأرشيف والمكتبة الوطنية يطلق مبادرة «ذاكرة الدبلوماسية» لتوثيق المحطات التاريخية للعلاقات الإماراتية مع الدول الصديقة والشقيقة
نظَّم الأرشيف والمكتبة الوطنية، بالتعاون مع سفارة جمهورية سنغافورة لدى دولة الإمارات، احتفالاً بمناسبة مرور 40 عاماً على بدء العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية سنغافورة الصديقة.
ويندرج الاحتفال ضمن مبادرة «ذاكرة الدبلوماسية» ليسلِّط الضوء على عُمق العلاقات المميّزة بين البلدين الصديقين، وعلى جهود القيادتين الحكيمتين لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، إلى جانب توطيد أواصر الشراكة بين الأرشيف والمكتبة الوطنية في البلدين.
افتتح الاحتفال سعادة الدكتور عبدالله ماجد آل علي، المدير العام للأرشيف والمكتبة الوطنية، بكلمة قال فيها: «شهدت العقود الأربعة الماضية تعاوناً بنّاءً ورؤى مشتركة في مجالات متعددة بين دولة الإمارات وجمهورية سنغافورة؛ من الاقتصاد والتجارة إلى التكنولوجيا والابتكار، ومن التعليم إلى الطاقة والاستدامة، وتمثِّل العلاقات بين البلدين نموذجاً للتفاهم المتبادل والعمل المشترك لما فيه خيرُ الشعبين الصديقين، ويعتز الأرشيف والمكتبة الوطنية بالوثائق الشاهدة على ذلك؛ إذ إنها توثِّق محطاتٍ بارزةً في تاريخ هذه العلاقات المميّزة».
وأضاف سعادته: «يعود الفضل في النجاح الذي تتميَّز به علاقات البلدين إلى الرؤية الحكيمة للقيادة في كلا البلدين، التي أولت أهميةً كبرى لبناء الثقة وتعزيز التعاون، وإلى القطاعين الرسمي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني، ويعمل الأرشيف والمكتبة الوطنية على مدِّ جسور التعاونِ مع الأرشيف والمكتبة الوطنية في سنغافورة لتبادل الخبرات وتوسيع آفاق الشراكة، لاسيما في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأرشفة والمكتبات الحديثة».
وأعرب سعادة كمال آر فاسواني، سفير جمهورية سنغافورة لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، في كلمته عن تقديره للأرشيف والمكتبة الوطنية لتنظيم الاحتفال والاحتفاء بقصة الشراكة بين البلدين، مشيراً إلى أنَّ معرض الصور يروي مسيرة مشتركة من الماضي إلى الحاضر، وأن الكتب تتناول موضوعات التاريخ والثقافة والفنون، وهي مساهمة متواضعة لتعميق المعرفة وتعزيز الروابط الإنسانية بين الشعبين.
وأضاف سعادته: «لقد واجهت دولة الإمارات وسنغافورة تجارب متشابهة في العديد من المجالات، ما أسهم في ترسيخ شراكة وعلاقة قوية ومتعددة الأبعاد عزَّزت الشراكة الشاملة، وأتطلَّع إلى شراكة الإماراتيين مع نظرائهم السنغافوريين في مزيدٍ من البرامج التدريبية المتطورة».
وأكَّد سعادته أنَّ العلاقات الإماراتية السنغافورية تجاوزت نطاق التعاون الثنائي لتشمل التعاون متعدِّد الأطراف، وهذا ما يُبرهن على أنَّ قصة سنغافورة ودولة الإمارات قصة حية ومتجدِّدة ومتنامية، تمتد اليوم إلى مجالات متنوّعة تشمل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.
وأُقيمَ الاحتفال في أكاديمية أنور قرقاش في أبوظبي، وشهد تبادل سعادة المدير العام للأرشيف والمكتبة الوطنية وسعادة السفير السنغافوري الإصدارات والكتب القيمة، وشمل جولة في معرض الصور والوثائق التاريخية الذي نظَّمه الأرشيف والمكتبة الوطنية، والذي يرصد محطات مهمة في تاريخ علاقات الصداقة بين البلدين. وتصدَّرت المعرض الصفحة الأولى من صحيفة الاتحاد الصادرة في 15 فبراير 1985، والتي نشرت خبراً في رأس الصفحة عن تلقّي الوالد المؤسِّس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، رسالة من رئيس وزراء سنغافورة.
واستعرض المشاركون والحضور أهمَّ وأبرز إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية التي توثِّق محطات مهمة في تاريخ الإمارات وتراثها، والكتب والمطبوعات الثقافية السنغافورية التي تعكس الإرث الحضاري والمعرفي.