أبوظبي

الأسبوع العالمي للغذاء يستعرض ابتكارات الأمن الغذائي

أبوظبي في 21 أكتوبر  2025  يواصل الأسبوع العالمي للغذاء في نسخته الثانية، تسليط الضوء على الحلول المبتكرة التي تعزز الأمن الغذائي، والتي تنظمها مجموعة أدنيك بالشراكة مع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية ومكتب أبوظبي للاستثمار.

وتجمع المبادرة نُخبّة من العارضين وروّاد الصناعة وخبراء التغذية، لاستعراض أحدث التطورات في مجال البروتينات البديلة، بما في ذلك الابتكارات التقنية والمنتجات المستدامة التي تسهم في تعزيز الأمن الغذائي العالمي، وتفتح آفاقًا جديدة للاستثمار والتعاون في هذا القطاع الحيوي.

وفي إطار فعاليات مبادرة البروتينات البديلة، شكّلت حلقات النقاش منصة فكرية لاستكشاف أحد أبرز المواضيع الناشئة في قطاع الأغذية، إذ جمعت الجلسة الافتتاحية التي حملت عنوان “التنويع لتقليل المخاطر: أجندة الغذاء لدولة الإمارات العربية المتحدة” نخبة من الأصوات البارزة في مجالات الأمن الغذائي والابتكار، وشهدت مشاركة شخصيات قيادية من مختلف الجهات، من بينهم الشيخ الدكتور ماجد سلطان القاسمي، الرئيس التنفيذي لشركة سوما ماتر، وجوزيف شميدهوبر، نائب مدير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، إلى جانب الدكتور عارف كلنتر، مستشار المدير العام في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، والدكتور شمال محمد، الرئيس التنفيذي لـواحة الابتكار.

وقدّم المشاركون رؤى متعمقة حول التحديات التي تواجه دولة الإمارات في بناء منظومة غذائية مرنة، والفرص المتاحة لتطوير بدائل البروتين كجزء من استراتيجية تنويع مصادر الغذاء وتقليل الاعتماد على الواردات، وتجلّت في النقاشات ملامح نهج الإمارات المتطور نحو تحقيق أمن غذائي مستدام، يجمع بين الابتكار والتخطيط الاستراتيجي.

واستعرض الشيخ الدكتور ماجد سلطان القاسمي ملامح الاستراتيجية المُحدثة لدولة الإمارات في مجال استدامة الغذاء، والتي تُعد جزءًا من الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، وتهدف هذه الرؤية الطموحة إلى وضع الإمارات ضمن قائمة الدول الرائدة عالميًا في الأمن الغذائي، من خلال تبني التقنيات الحديثة وتعزيز الإنتاج المحلي.

وأكد الشيخ القاسمي على الدور الحيوي الذي تلعبه التكنولوجيا في مختلف مراحل النظام الغذائي، بدءًا من الإنتاج ووصولًا إلى التوزيع، مشددًا على أهمية بناء بيئة متكاملة تجمع بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية، لضمان نظام غذائي قادر على مواجهة التحديات والصدمات، مشيراً إلى التزام الدولة بدعم حلول البروتين البديلة، لا سيما من المصادر النباتية، كخطوة استراتيجية نحو تنويع مصادر الغذاء وتقليل الأثر البيئي.

وقدّم جوزيف شميدهوبر، نائب مدير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، رؤية دولية داعمة للنقاش، مؤكدًا أن استراتيجيات الأمن الغذائي يجب أن تُصمم بما يتناسب مع الظروف الفريدة لكل دولة، مستعرضاً نماذج ناجحة مثل استثمارات سنغافورة في الزراعة المتقدمة، ونموذج هولندا الذي يجمع بين البحث العلمي والابتكار والتجارة الاستراتيجية.

وشدد على أن الأمن الغذائي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بـالأمن الوطني، وفقاً لما ورد في استراتيجية الإمارات 2030، مشيرًا إلى أن الإمارات تمتلك فرصة كبيرة للاستفادة من تجارب الدول التي نجحت في تنويع أنظمتها الغذائية، بما يعزز قدرتها على بناء مستقبل غذائي مستدام وآمن.

فيما شدد الدكتور شمال محمد، الرئيس التنفيذي لواحة الابتكار، على أهمية تعزيز الإنتاج الغذائي المحلي وتطوير البنية التحتية الزراعية، مشيرًا إلى الجهود المبذولة لإنشاء مرافق زراعية متقدمة في مدينة العين، مؤكداً أن مواجهة التحديات البيئية الفريدة لدولة الإمارات لا تتطلب إنتاجًا محليًا شاملًا، بل تستدعي الاستفادة من الشراكات الدولية والابتكار التقني لإيجاد حلول فعّالة من حيث التكلفة والكفاءة والاستدامة.

وأوضح أن البحث والتطوير يمثلان حجر الأساس لهذا النهج، إذ يُمكّنان الدولة من التكيف والازدهار رغم المناخ الصحراوي والموارد الطبيعية المحدودة، مما يعزز قدرتها على بناء منظومة غذائية مرنة ومستدامة.

وتناول الدكتور عارف كلنتر، مستشار المدير العام في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، دور الابتكار عبر سلسلة القيمة الغذائية، من العمليات إلى المبيعات والاستثمار، مسلطاً الضوء على ضرورة الاستثمار الموجّه في بدائل البروتين، مشيرًا إلى أهمية التعلم من التجارب السابقة لفهم أسباب تعثر بعض المبادرات.

وحدد ثلاث ركائز أساسية لتوسيع نطاق حلول البروتين البديلة أولها الصحة، وثانيها سلوك المستهلك، وأخيراً تقبل السوق، مؤكداً أن وجود سوق مرن هو شرط أساسي قبل التوسع، وأن فهم السياق المحلي هو مفتاح الابتكار الناجح.

واستعرض العارضون مجموعة متنوعة من بدائل البروتين، شملت البروتينات النباتية والمخمرة والمزروعة، مقدّمين حلولًا مستدامة وصديقة للبيئة تعزز الأمن الغذائي. وقد برزت شركة “ستوتش للأغذية” ضمن المشاركين، إذ قدمت عينات ومعلومات قيّمة حول منتجاتها من اللحوم النباتية المنتجة محليًا في الإمارات، فيما قدمت شركة “بليفر للحوم”، الرائدة عالميًا في مجال اللحوم المزروعة، رؤيتها المبتكرة لإنتاج اللحوم مباشرة من الخلايا الحيوانية باستخدام تقنيات زراعة الخلايا المتقدمة، إذ توفر هذه التقنية إنتاج لحوم آمنة، ومغذية، ومستدامة دون الحاجة إلى تربية الحيوانات التقليدية، مما يُبرز إمكانات اللحوم المزروعة في إحداث تحول جذري في النظم الغذائية والمساهمة في بناء مستقبل أكثر صحة واستدامة لكوكب الأرض.

ويستمر أسبوع الغذاء العالمي حتى 23 أكتوبر، مقدمًا منصة شاملة لعرض أحدث الابتكارات في صناعة الأغذية. وام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى