أبوظبي

“التعليم العالي” تفتح باب التسجيل لبرنامج الابتعاث للطلبة المواطنين لربيع 2026

أبوظبي في 23 أكتوبر 2025

فتحت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي باب التسجيل لبرنامج الابتعاث للطلبة المواطنين لربيع 2026، حتى 7 نوفمبر المقبل.

يعد البرنامج أحد الأدوات الاستراتيجية التي تعكس التزام الدولة بالاستثمار في رأس المال البشري، باعتباره محرك مسيرة التنمية الشاملة المستدامة، وركيزة لتأكيد مكانة دولة الإمارات مركزا عالميا للعلم والمعرفة.

وقال سعادة الدكتور فيصل العلي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع عمليات التعليم العالي بالإنابة إن برنامج الابتعاث يمثل أكثر من مجرد إمكانية الحصول على شهادة علمية من جامعات خارج الدولة ليصبح مشروعا وطنيا استراتيجيا لصناعة قادة الغد، وإعداد جيل من الشباب الإماراتي القادر على الارتقاء بسوق العمل الوطني، وتعزيز تنافسيته العالمية ووصفه بأنه فرصة للتبادل الثقافي والتواصل الحضاري بين الشباب الإماراتي ونظرائهم من جميع أنحاء العالم.

ووصل عدد الطلبة المبتعثين الجدد خلال العام الحالي إلى 184 طالباً وطالبة، يدرسون في أكثر من 60 جامعة مصنفة ضمن أفضل المراتب عالمياً.

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، بلغ عدد خريجي البرنامج 1388 طالباً وطالبة، أنهوا دراستهم ضمن مختلف المراحل الجامعية، في أكثر من 200 جامعة موزعة على ما يزيد عن 25 دولة، ولا تقتصر هذه الجامعات على توفير بيئة تعليمية متقدمة فحسب، بل تفتح أمام الطلبة آفاقاً واسعة للمشاركة في أبحاث رائدة والتفاعل مع مجتمعات أكاديمية متكاملة.

ويركز برنامج الابتعاث على تخصصات ترتبط ارتباطاً مباشراً بالأولويات الوطنية واحتياجات سوق العمل، مثل (الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، والهندسة المتقدمة، والطاقة المتجددة، والعلوم الطبية والصحية) ويشمل أيضا مجالات إدارة الأعمال والاقتصاد والعلوم الاجتماعية، التي تدعم بناء مجتمع معرفي متقدم.

وتُبرز هذه الأرقام التوجه النوعي للبرنامج الذي يركز على الجودة الأكاديمية، باعتبارها معياراً للنجاح.

ويواصل البرنامج توجيه الطلبة نحو التخصصات المستقبلية التي ستقود التحولات الاقتصادية والاجتماعية في العقود المقبلة، وتعزز دور الدولة في مجالات الاقتصاد المعرفي، والحياد المناخي، والتحول الرقمي.

وتحرص وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على أن يكون الابتعاث رافعة مباشرة لسوق العمل الوطني، ولهذا أبرمت شراكات استراتيجية مع مؤسسات وطنية رائدة داخل الدولة تمتد إلى قطاعات حيوية مثل (الطاقة، والطيران، والصناعات الثقيلة، والموارد البشرية) وبموجبها يحصل المبتعثون بعد تخرجهم على فرص توظيف مباشرة أو مسارات تدريبية مؤهلة في جهات عدة منها (هيئة كهرباء ومياه دبي، ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية، وطيران الإمارات، وطيران الاتحاد، والإمارات العالمية للألمنيوم، ووزارة الموارد البشرية والتوطين، وجامعة الإمارات العربية المتحدة).

وأشادت الوزارة بحرص القطاعات الاقتصادية الوطنية على دعم وتعزيز البرنامج، لافتة إلى أن نهاية رحلة الابتعاث والحصول على المؤهل الأكاديمي بداية مسار مهني ناجح ومتميز للطالب، يسهم عبره في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، معتبرة التعاون مع قطاعات التوظيف جسراً يربط بين قاعات الدراسة ومواقع العمل والإنتاج.

وعلى امتداد السنوات والعقود الماضية، أثبت الطلبة الإماراتيون المبتعثون قدرتهم على أن يكونوا خير سفراء للعلم والمعرفة، وقدموا قصص نجاح ملهمة داخل الوطن وخارجه.

وبرزت من بينهم نماذج مشرفة علمياً وأكاديمياً مثل نور آل علي، طالبة الماجستير في طب الجينوم بجامعة ملبورن، التي مثلت الإمارات في محافل دولية وأسهمت في أبحاث متقدمة تعزز مكانة الدولة في مجال العلوم الصحية، وزهرة سلمان الباحثة في مجال العلوم البيئية العالمية في جامعة كيوتو اليابانية؛ فيما يقدم منصور علي الكعبي، المتخصص في العلوم الاكتوارية والاقتصاد نموذجاً آخر لشاب إماراتي اختار مساراً مهنياً نوعياً في القطاع الخاص، حيث يسخر خبراته لدعم نمو أحد أبرز القطاعات الحيوية المستقبلية.

وتجسد هذه النماذج، وغيرها الكثير، القيمة الحقيقية لبرنامج الابتعاث باعتباره استثماراً وطنياً مستداماً، يسهم بتخريج كوادر بشرية مؤهلة، تحمل معها المعرفة العالمية والخبرة العملية، وتضع بصمتها في مسيرة التنمية الشاملة للدولة.

ويأتي التطوير المتواصل لبرنامج الابتعاث ضمن منظومة تحولية أشمل تقودها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بهدف تعزيز تنافسية الدولة وتأكيد دور التعليم ركيزة للاقتصاد المعرفي، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية “نحن الإمارات 2031” ومئوية الإمارات 2071، من خلال إعداد جيل قادر على قيادة المستقبل، ومؤهل للتعامل مع المتغيرات العالمية وتسخير التكنولوجيا والابتكار لصالح الوطن.

وتواصل الوزارة تطوير سياسات الابتعاث وتحديثها، بما يتماشى مع المتغيرات العالمية، على اعتبار أن الابتعاث في جوهره مسؤولية وطنية، هدفه ليس فقط تمكين الطلبة من التعلم، بل تزويدهم بالأدوات اللازمة ليصبحوا قادة ومبتكرين ومؤثرين في مستقبل الوطن. وام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى