«قصر الحصن».. منارة تراثية تخلد تراث أبوظبي ومسيرتها التنموية
قصر الحصن
• أعرق صرح تاريخي في أبوظبي .. وساهم في تحولها من قلعة ساحلية إلى عاصمة حديثة
• شاهد على توقيع معاهدات وقرارات تأسيسية مهمة وكان مقراً لاجتماعات الحكام
•يضم قطع أثرية وزخارف إسلامية يعود تاريخها إلى 6000 سنة قبل الميلاد
• بني في القرن ال18 .. وجدرانه مبنية من المرجان وأحجار البحر
يمثل قصر الحصن أحد أبرز الرموز التاريخية والثقافية في العاصمة أبوظبي، حيث يُعد أول مبنى شُيّد في الإمارة و يجسّد هذا الصرح التاريخي معاني الشموخ والأصالة، ويحمل في جدرانه قصة نشأة المدينة وتطورها فهو واحدا من أهم رموز الهوية الوطنية الإماراتية .
يقع القصر في قلب العاصمة، ويُجسّد فصولًا من تاريخ الإمارة، بدءًا من نشأتها كقرية صغيرة للصيد واللؤلؤ، إلى تحوّلها لمدينة عصرية كبرى.
من برج للمراقبة شُيّد في القرن الثامن عشر، إلى معلم وطني نابض بالهوية الإماراتية، ظل قصر الحصن شاهدًا حيًا على تحولات المكان والإنسان، ورمزًا للتراث الذي نفخر به ونسلّمه للأجيال القادمة.
تاريخ يعود إلى القرن 18
تم بناء قصر الحصن في القرن الثامن عشر كبرج مراقبة للدفاع عن مصدر المياه العذبة في الجزيرة ولمراقبة الطرق التجارية الساحلية وحماية المجتمعات المتنامية على الجزيرة ، ومع مرور الوقت، توسع المبنى ليصبح مقرًا لحكام أبوظبي لأكثر من 170 عامًا.
وقد شهد القصر تطورات سياسية واقتصادية كبرى، بما فيها توقيع معاهدات، وقرارات تأسيسية مهمة في تاريخ الاتحاد.
أعرق صرح تاريخي في أبوظبي
يُعد قصر الحصن أعرق صرح تاريخي في مدينة أبوظبي،
والشاهد الحي على محطات تاريخها العريق وارثا لتاريخها وتراثها.
وتحول القصر إلى متحف وطني في العام 2018، حيث يبرز كرمز وطني يعكس تطور أبوظبي من منطقةٍ لاستقرار القبائل إلى واحدة من أروع المدن العالمية الحديثة، مقدماً مجموعة من القطع الأثرية والمواد الأرشيفية، التي يعود تاريخها إلى 6000 سنة قبل الميلاد.
جدران القصر.. تروي عبق التاريخ
جدران القصر مبنية من المرجان وأحجار البحر والجص، ومطليّة باللون الأبيض الذي يعكس أشعة الشمس. في الداخل، تجد غرفًا وأروقة كانت يومًا ما مركز القرار السياسي، ومساحات عائلية تُشعرك بدفء الحياة الإماراتية القديمة.
كل زاوية هنا تحكي قصة: صور نادرة، أدوات تراثية، أسلحة تقليدية، وملابس قديمة تعيدك إلى أجواء القرون الماضية. كان المشي بين المعروضات كأنه رحلة عبر الزمن، ترى فيها كيف تحولت أبوظبي من واحة بسيطة إلى مدينة عالمية.
الزخارف واللمسات الأصيلة
ما يلفت النظر هو البساطة الفاخرة في التصميم، النقوش الخشبية على الأبواب، المشغولات المعدنية، ومجالس مفروشة بالسجاد اليدوي والوسائد العربية. لم يكن القصر مجرد مكان للحكم، بل بيتًا يحتضن الناس والضيوف، ومرآة لقيم الكرم والشجاعة.
صرح ثقافي شاهد على عراقة أبوظبي
خضع قصر الحصن لأعمال ترميم شاملة استمرت سنوات، بهدف الحفاظ على هويته المعمارية التقليدية وإتاحته للجمهور ، وأُعيد افتتاحه عام 2018 كموقع ثقافي مفتوح يضم:
– المبنى التاريخي (الحصن الداخلي والخارجي)
– المجمع الثقافي الذي يضم مسرحًا، مكتبة، ومعارض فنية.
– بيت الحرفيين: مساحة لإحياء الحرف الإماراتية التقليدية.
– مهرجان قصر الحصن: يجمع بين عروض الفنون الشعبية، الحرف التقليدية، والمأكولات التراثية، ما يُعزز التواصل بين الماضي والحاضر .
كما يُعد مركزًا للتعلم والتفاعل الثقافي، ويستقطب الزوار من داخل الدولة وخارجها، ويعزز فهمهم لتاريخ الإمارات العريق.
صرح يحكي قصة وطن
قصر الحصن ليس مجرد مبنى أثري، بل شاهد حي على مراحل تأسيس أبوظبي وتطورها ، ومركز نابض بالفن والمعرفة. وفي ظل اهتمام القيادة بالحفاظ على التراث، يظل القصر منارة ثقافية تربط الأجيال بجذورهم، وتُجسد اعتزاز الإمارات بماضيها المجيد.
رمزاً للهوية الوطنية
وخلال جولتك في قصر الحصن ، ستري الجدران العتيقة، ورائحة الماضي، والصور التي تحكي قصة الإمارة منذ بداياتها ، كل زاوية في المكان تعيد ذهنك الى تاريخ ومجد الأجداد في أرجاء القصر.
وتميز قصر الحصن بسمات عمرانية وجماليات متفردة. ومن بين ذلك تميزه بزخرفته الإسلامية الرائعة، وقد تحولت عمارته وأبراجه، بفضل ملامحها الجمالية النوعية، نموذجاً معماريّاً لبناء المساجد الحديثة في إمارة أبوظبي حاليّاً.
وعلى الرغم من تغيّر المعالم حوله، وارتفاع الأبنية والأبراج الحديثة حوله، لا يزال يقف صامداً يعلن أنّه مهد تاريخ المنطقة وعنوان العراقة والفخر والمجد.
منارة حضارية شاهدة على مسيرة أبوظبي التنموية
تولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، زمام الحكم فى الإمارة عام 1966، وقد شهدت إمارة أبوظبى خلال فترة حكمه قفزات نوعية وتطورات كبيرة، حيث تحولت إلى مدينة عالمية تمتلك كافة مقومات الازدهار. وقد تسارعت وتيرة التغيير فى الإمارة لتشمل إنشاء الطرق حولها وداخلها، وتطوير أبنية جديدة حول قصر الحصن، المعلم الثابت الذى لم يتغير عبر تاريخ أبوظبي. وقد انعكست رؤية الشيخ زايد فى تطوير دور هذا الصرح وترسيخ أهميته التاريخية، باعتباره رمزاً للإمارة ومركزا لإدارة شؤون الدولة وأرشيفا وطنيا ومعلما حضاريا.
مقراً لاجتماعات الحكام
يسرد قصر الحصن قصة قيام دولة الاتحاد واجتماعات القادة والقبائل، مسلطا الضوء على دور المجلس الاستشارى الوطنى، باعتباره محطة هامة فى رسم السياسات واستضافة الحوارات الأساسية التى سبقت قيام دولة الإمارات. وفى عام 1968، تم تشييد المجلس الاستشارى الوطنى خارج جدران الحصن، وهو المكان الذى كان يعقد فيه أهم الجلسات والاحتفالات بالمناسبات التاريخية عقب تأسيس دولة الاتحاد فى الثانى من ديسمبر عام 1971، حيث احتضن الاجتماعات الأولى للمجلس الوطنى الاتحادى لدولة الإمارات العربية المتحدة.
فعاليات ثقافية وأنشطة مخصصة للأطفال
وإلى جانب المعارض الدائمة، ينظم قصر الحصن برنامجا عاما على مدار العام تتخلله سلسلة واسعة من الفعاليات والأحداث، ويشمل ذلك الجولات المتخصصة فى التاريخ والآثار والهندسة المعمارية، إلى جانب سلسلة من الفعاليات التى تعنى بإعادة تصوير الحياة اليومية للأجيال الماضية، بالإضافة إلى برنامج «المجلس» الذي سيتعرف الزوار من خلاله على تاريخ وآداب حضور المجلس والبروتوكولات التقليدية، وتتخلل البرنامج العام كذلك سلسلة من الأنشطة المخصصة للأطفال.