مؤتمر الوقف والمجتمع في أبوظبي يوصي بتطوير الوقف برؤى حضارية

أبوظبي في 18 مارس. 2025 تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، اختتمت فعاليات مؤتمر “الوقف والمجتمع”، الذي نظمته الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، بفندق إرث في أبوظبي تحت شعار: “يدًا بيد، نحو تنميةٍ وقفيةٍ مستدامة” في 15-16 مارس الجاري، بحضور معالي الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة والمسؤولين فيها، وبمشاركة السادة العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله”، والمسؤولين عن شؤون الوقف في الدولة والمختصين.
وكان قد اُفتتِح المؤتمر بكلمةٍ قدمها سعادة أحمد راشد النيادي مدير عام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، أكد فيها مواصلة الهيئة في مبادراتها لمناقشة القضايا المحورية للوقف ومستجداته وتطوراته، والعمل مع المتخصصين والخبراء ورجال الأعمال على خلق الفرص، وتطوير منظومةٍ وقفيةٍ متقدمة، تستجيب لحاجات المجتمع، وتساند الاقتصادات الوطنية، قائلاً إنّ واجبنا يقتضي الالتزام الكامل بتكثيف الجهود في سبيل تمكين الوقف المستدام، بروح الإبداع والابتكار، بما يجسد معاني ومبادئ القيم الإنسانية التي تعدّ محدّداً من محدّدات رؤية دولة الإمارات في جميع المجالات
– وقف مستدام.
وقال سعادته :” إنّ الوقف في دولة الإمارات برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، يتميز برؤيةٍ طموحة، وبيئةٍ تشريعيةٍ وقانونية، تمكّنه من المضي قدمًا في درب التقدم، فقد كان القانون الاتحاديّ رقم 5 لعام 2018 بشأن الوقف؛ نقطة انطلاقٍ نحو تعزيز المنفعة الوقفية وتوسيع آفاقها؛ ليستفيد منها كلّ محتاج، فانطلقت عوائد الوقف؛ لتسدّ حاجة المحتاجين، وتفرّج كرب المكروبين، وتداوي المرضى، وتكفل اليتامى، وتعين الدارسين، بل وصار الوقف من أبرز أدوات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية”.
وأكد النيادي أن الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، دأبت على العمل الجادّ والمتواصل من أجل تطوير الأوقاف واستثمارها، وتوجيهها نحو تنميةٍ شاملة، تتناسب مع معطيات العصر الحديث، ومتطلبات المجتمع، وأطلقت العديد من المشاريع الوقفية والمبادرات الخيرية، بالإضافة إلى تعزيز الوعي المجتمعيّ بأهمية الوقف، من خلال خطب الجمعة، ودروس المساجد، والبرامج والندوات والأمسيات، وعبر مختلف الوسائل التي تعزّز ثقافة الوقف في نفوس أجيالنا، وتزيد الوعي بأهمية الاستثمار فيه، ومؤتمرنا هذا هو أحد أهم تلك الفعاليات.
– تقنية ذكية ورقمية.
وقد بدأت الجلسات بعرض مقطع فيديو يبرز جزءاً من النموذج الإماراتي في الارتقاء بالوقف وتطويره، ثم تلته فعاليات الجلسة الأولى التي كانت بعنوان “الاستثمار الوقفي، الواقع والآفاق، ترأست الجلسة الأستاذة روضة الهاشمي من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، حيث تحدث في المداخلة الأولى الدكتور أحمد خليفة شرقاوي وكيل قطاع المعاهد الأزهرية، من العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة ”حفظه الله” عن “التشريعات القانونية، ودورها في حماية الوقف واستثماره، مؤكداً على ضرورة أن تواكب النظم التشريعية للوقف تطورات الحياة ومستجدات الأنظمة الاستثمارية، أعقبه سعادة عبد الرحمن العقيل نائب محافظ الهيئة العامة للأوقاف لقطاع المصارف والبرامج التنموية في المملكة العربية السعودية، داعيًا إلى المبادرة بعمل شراكاتٍ مع المؤسسات الحكومية والخاصة بما يعزز التنمية الوقفية، وابتكار عملياتٍ تسويقيةٍ مواكبة، وعمل نماذج متطورةٍ على مستوى دول الخليج، وعن “التحول الذكي، وإسهامه في تطوير الاستثمارات الوقفية” .
ثم جاءت مداخلة سعادة الدكتور سعيد خلفان الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي، قال فيها: “ إن المنصات الرقمية والذكية يمكن أن تساهم في تطوير الوقف إذا ما تم تسخيرها لذلك بالاستفادة منها في تسجيل بيانات الواقفين وتسهيل التبرع، والتحكم الذكي في إدارة الأوقاف مما يقلل من الاستهلاك للموارد، وتحسين الكفاءة الإنتاجية، داعيًا إلى تدريب الكفاءات لزيادة الإنتاجية، وإدارة المحافظ الوقفية”.
– جهود إماراتية رائدة.
أما الجلسة الثانية فكانت تحت عنوان “النموذج الإماراتي والتجربة الخليجية في تنمية الوقف واستشراف مستقبله” ترأسها محمد الحمادي من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وتناول فيها المتحدثون أربع مداخلات، الأولى كانت بعنوان “حوكمة منظومة العمل الوقفي في دولة الإمارات العربية المتحدة” قدمها عبدالله العامري، مدير إدارة الأوقاف في هيئة الأوقاف وإدارة أموال القصر في أبو ظبي، عرف فيها بجهود أوقاف أبوظبي ومبادراتها لتنمية الوقف واستدامته وتعزيز ثقافته في المجتمع، وفق رؤية دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة مراعيةً الربطَ بين الماضي العتيق والمستقبل المشرق.
أما المداخلة الثانية فقدمها سعادة الدكتور محمد سليمان البلوشي المدير التنفيذي لقطاع الوقف والزكاة في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة حول “المؤسسات الوقفية في دولة الإمارات؛ الإنجازات والرؤى، الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة؛ نموذجًا” مشيرًا إلى أن الهيئة تتخذ مرتكزاتٍ أساسيةً للنهوض بالوقف، أولها تطوير الوقف وثانيها تعزيز الابتكار في الاستثمارات الوقفية والثالث ترسيخ الوقف وتسويقه برؤىً عصرية.
ولفت إلى أن الهيئة أطلقت وتبنت عدة مبادراتٍ تعزز الاستدامة المالية والبيئية، كما أنها تستخدم الذكاء الاصطناعي في إدارة المخاطر وتتبع استثمارات الوقف، بالإضافة للمساهمة العلمية عبر رعاية الموهبين وتبني الكراسي العلمية في مختلف الجامعات ، بعده قدم سعادة الدكتور أحمد بن علي الكعبي، المدير العام للمديرية العامة للأوقاف والأموال وإعمار المساجد ومدارس القرآن الكريم بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في سلطنة عمان المداخلة الرابعة التي كانت عن “السهم الوقفي وآفاق الإدارة الوقفية: الفرص والتحديات” مؤكدًا أنه ينبغي تبني فلسفة التخلص من المركزية في الوقف وابتكار فرصٍ جديدةٍ للوقف تتماشى مع متغيرات العصر واحتياجات المجتمع والتفكير في أدواتٍ تمويليةٍ لأصول الوقف بما يضمن ديمومة عطائه بفاعلية، متحدثًا عن الأسهم الوقفية وكيفية مساهماتها في تطوير موارد الوقف.
– وقف الإمارات.
وعلى هامش فعاليات المؤتمر أعلنت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة عن مبادرة “وقف الإمارات” تحت شعار “وقفٌ يبقى لمجتمع أقوى”، وهي عبارةٌ عن مشاريع وقفيةٍ ترعاها الهيئة، بصفتها هيئةً اتحاديةً مختصةً بالأوقاف داخل الدولة، من خلال إتاحة الإسهام في الوقف للأفراد والمؤسسات عبر خياراتٍ متنوعةٍ تلبي مختلف الاحتياجات، لتعزيز قيم الخير وروح العطاء والتكافل في المجتمع الإماراتي، انسجامًا مع إطلاق صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ” مبادرة “عام المجتمع” 2025، داعيةً جميع المساهمين والمحسنين والواقفين على دعم هذه المبادرة المباركة، تفعيلاً لدور الوقف وتعزيزًا لمكانته في المجتمع.
– توصيات المؤتمر.
وفي ختام فعاليات المؤتمر تلا عبد الرحمن سعيد الشامسي خبير الشؤون الإسلامية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة النتائج والمخرجات، والمقترحات والتوصيات التي جاءت بناءً على الأطروحات العلمية التي تناولها هذا المؤتمر. . وام