أبوظبي

ندوة “السيزم” الدولية تناقش التكيّف الفسيولوجي والأداء البشري في البيئات القاسية

ندوة "السيزم" الدولية تناقش التكيّف الفسيولوجي والأداء البشري في البيئات القاسية 

أبوظبي في 21 أكتوبر 2025

واصلت الندوة العلمية للمجلس الدولي للرياضة العسكرية “السيزم 2025” التي تنظمها وزارة الدفاع، فعالياتها في أبوظبي لليوم الثاني على التوالي، بمشاركة نخبة من كبار المسؤولين العسكريين والخبراء والأكاديميين والباحثين من دول العالم المختلفة.

وشهد اليوم الثاني من الندوة، التي تُعقد تحت شعار “الجاهزية البدنية والمرونة في القوات المسلحة: التحديات واستشراف المستقبل”، زخماً علمياً ومعرفياً واسعاً من خلال محاضرات وجلسات تخصّصية ركزت على مفاهيم الابتكار والتكيّف الفسيولوجي والأداء البشري في البيئات القاسية، وذلك في إطار الجهود الهادفة إلى تعزيز التعاون البحثي الدولي وتطوير المنهجيات الحديثة في التدريب العسكري والعلوم المرتبطة بالجاهزية العملياتية.

وعكست مناقشات اليوم الثاني الطابع العلمي المتقدّم للندوة ودورها المتنامي كمنصة تجمع بين الأوساط الأكاديمية والقيادات العسكرية والمؤسسات البحثية لمواجهة التحديات المشتركة في إعداد جندي المستقبل، من خلال الدمج بين العلم والتدريب والتكنولوجيا وتعزيز التعاون الدولي في مجالات الجاهزية والمرونة العسكرية.

واستهلت أعمال اليوم الثاني بمحاضرة رئيسية قدّمها البروفيسور يانيس بيتسيلايدس، أستاذ علوم الرياضة والتمارين البدنية في جامعة “برايتون” بالمملكة المتحدة عضو اللجنة الطبية والعلمية للجنة الأولمبية الدولية، بعنوان “الحرارة والارتفاع والبيئة العدائية: إعداد جندي المستقبل لمواجهة البيئات القاسية”، استعرض خلالها التحديات الفسيولوجية والبيئية التي تُواجه القوات المسلحة وسبل تطوير إستراتيجيات مبتكرة للحفاظ على الأداء في الظروف العملياتية الصعبة.

وأدار الجلسة الدكتور كارل فريدل، مدير برنامج الجاهزية العملياتية الإستراتيجية في وزارة الدفاع الأمريكية وأستاذ باحث في جامعة “كاليفورنيا”، إلى جانب الرائد فلورنتيا سفاكيانو، ضابطة وباحثة في القوات البحرية اليونانية.

وألقى جيسون لي، الأستاذ المشارك في قسم الفسيولوجيا بجامعة سنغافورة الوطنية ومدير مركز أبحاث الأداء البشري، محاضرة بعنوان “محاربو الحرارة: الأداء العسكري في درجات الحرارة المرتفعة”، تطرّق فيها إلى أحدث الأبحاث حول الإجهاد الحراري وإستراتيجيات الترطيب والتكيف مع التدريب في الأجواء الحارة، مؤكداً أهمية الدمج بين علوم الفسيولوجيا والتقنيات البيئية في تطوير القدرات البدنية للعسكريين.

وتناولت الجلسات دمج مفاهيم اللياقة الوظيفية مع الاختبارات الفسيولوجية والمراقبة الرقمية للتعافي البدني لدى العسكريين، حيث قدّمت الأستاذة المُقدّم أنيت شميت، أستاذة وباحثة في علوم الرياضة العسكرية بالقوات المسلحة الألمانية، عرضاً مشتركاً مع الرائد الدكتور توم براندت، حول متطلبات اللياقة البدنية للجنود في القرن الحادي والعشرين، أكد على أهمية التدريب على اللياقة الوظيفية كإستراتيجية شاملة لتعزيز الجاهزية القاتلية.

كما قدّم فريق من الأكاديمية الجوية البرازيلية، ضمّ كلا من جومارسوزا جونيور، ورودريغو مونتيرو، ومارسيلو ريبيرو، وأندريه كوتينهو، وألان كوستا، وألكسندر غورغيل، ولياندرا دي ميلو، وإدواردو بيريرا، دراسة متخصصة حول تطبيق بروتوكولات اختبار الأداء البدني للطلبة العسكريين. بينما استعرضت الباحثتان في فسيولوجيا التمرين الرياضية دانييلي دي ميلو، وجيلسون بيير، من سلاح الجو البرازيلي، تجربة استخدام التصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء لمتابعة التعافي لدى الرياضيين العسكريين، موضحتين تطبيقاتها في برامج الاستشفاء العملياتي للقوات المسلحة.

وفي جلسات منتصف اليوم، ناقش الخبراء أحدث الابتكارات في التدريب العسكري والتقنيات الدفاعية الحديثة، حيث قدّم العقيد الدكتور هاشل الطنيجي، رئيس قسم أبحاث الأداء البشري في القوات المسلحة الإماراتية، بالاشتراك مع الخبير البريطاني جيمي رايت، ورقة بحثية حول توظيف التقنيات القابلة للارتداء في قياس مستويات الإجهاد والتحمّل البدني لدى المتدربين العسكريين، بينما عرض العقيد أندريه بوليتوف، ضابط رفيع وعضو اللجنة العلمية للمجلس الدولي للرياضة العسكرية في القوات المسلحة الروسية، بحثاً تناول سُبل تحسين التدريب البدني في البيئات ذات المناخ الحار.

وشارك العميد لطفي بوقرة، عضو اللجنة العلمية في المجلس الدولي للرياضة العسكرية في تونس، في إدارة الجلسة إلى جانب العقيد بوليتوف، حيث ركّزا على أهمية الدمج بين التحليل البياني والأبحاث الفسيولوجية وأساليب التدريب الرياضي لتطوير الجاهزية التكتيكية الحديثة.

وعرض المحاضر المقدم فيمي تيميبر أوكو، من أكاديمية الدفاع النيجيرية، ورقة بحثية تناولت التوازن بين الجاهزية البدنية والوقاية من الإصابات في برامج التدريب العسكري، فيما استعرض الباحثان نغوفانإيفانكوفيتش، من كرواتيا، ودراغان تودوروف، من صربيا، ابتكارات في التعليم الرياضي العسكري، وناقشت أولغا موجشيل، من المعهد العسكري للتربية البدنية في روسيا، التحديات التي تُواجه الطلبة الأجانب في التخصصات العسكرية.

وحملت الجلسة الختامية عنوان “الطب الرياضي والترطيب وعلوم الأداء”، واستعرض خلالها غييرمو بورتوغال، باحث في مدرسة التدريب البدني للقوات البحرية البرازيلية، دراسة متعددة الجنسيات حول تحليلات الترطيب لدى النساء في القوات البحرية. كما قدّم الطبيبان كريستوف هولترم، وكريستوف شولزه، من الخدمات الطبية للقوات المسلحة الألمانية، عرضاً حول أنظمة الرعاية الطبية لنخبة الرياضيين العسكريين.

وشارك فريق من وزارة الدفاع الإسبانية، ضمّ فرانسيسكو هيدالغو، وفيكتور أنطولين، وآنا أوريخا، وسيرخيو بيريز، دراسة حول دور التمارين البدنية في تحسين التعافي من سرطان الرئة لدى العسكريين، فيما ناقش الباحث إدواردو رودريغز، باحث في الأكاديمية العسكرية البرتغالية، وبمشاركة البروفيسور فابريسيوبوسكولو، من جامعة “ساو باولو” في البرازيل، والبروفيسور خوسيه فيلاشا ألفيش، من جامعة “تراس أو مونتيس وألتو دورو” في البرتغال، استجابات الأداء الفسيولوجي في تدريبات المحاكاة للرياضات القتالية المختلطة.

وتواصل الندوة أعمالها يوم غد الأربعاء في يومها الختامي، بمشاركة نخبة من الخبراء العالميين الذين سيناقشون موضوعات إعادة التأهيل من الإصابات، والمرونة النفسية، وتكامل أجهزة الاستشعار الحيوية والذكاء الاصطناعي في مراقبة الأداء البشري، ومن أبرزهم اللواء الطبيب إيفغيني كريوكوف، خبير الطب الرياضي العسكري وإعادة التأهيل في روسيا الاتحادية، والدكتور رنر مارسون، أستاذ الميكانيكا الحيوية والفسيولوجيا التطبيقية في جامعة “ساو باولو” بالبرازيل وغيرهما. وام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى