الشعبة البرلمانية الإماراتية: نجاح إصلاح الأمم المتحدة مرهون بترتيب الأولويات وليس بتقليص الميزانية
جنيف في 21 أكتوبر 2025 أكدت مجموعة الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي، خلال مشاركتها في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي، على ضرورة إجراء إصلاح شامل وطموح لمنظومة الأمم المتحدة، مشددة على أن نجاح هذه الإصلاحات لا يُقاس بتقليص الميزانية، بل بإعادة ترتيب الأولويات الإستراتيجية كالسلم والأمن، والتنمية المستدامة، والمساعدات الإنسانية.
جاء ذلك خلال مشاركة سعادة الدكتور مروان عبيد المهيري، عضو المجموعة، في اجتماعات الجمعية العامة 151 للاتحاد البرلماني الدولي بمدينة جنيف بسويسرا، حيث شارك في “لجنة شؤون الأمم المتحدة” و”منتدى البرلمانيين الشباب”.
وفي مداخلة للشعبة البرلمانية الإماراتية حول موضوع “الأمم المتحدة 80: إصلاح شامل وطموح غير مسبوق لنظام الأمم المتحدة”، أشار المهيري إلى أن الذكرى الثمانين لتأسيس المنظمة تمثل محطة مفصلية لتعزيز فاعليتها وضمان قدرتها على مواكبة التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم، وشدد على أن تنفيذ الإصلاح بروح من الشفافية والشمولية سيعزز الثقة بالمنظومة الأممية، مؤكدا على الدور المحوري للبرلمانات الوطنية في ضمان استمرارية التزام الحكومات بالتمويل الكافي وتعزيز المساءلة لتحقيق التوازن بين الكفاءة المالية والرسالة الأخلاقية للمنظمة.
وفي سياق متصل، وخلال مناقشة “عملية انتخاب الأمين العام للأمم المتحدة: الآليات والأسس السياسية”، نقل المهيري تقدير دولة الإمارات للدور المحوري للمنظمة في التصدي للتحديات العالمية، وتوفير منصة للحلول المشتركة، داعيا إلى تجسيد ثلاث ركائز أساسية في عملية الانتخاب: التمسك بمبادئ الميثاق، القدرة على الوساطة والقيادة باستقلالية، وامتلاك رؤية واضحة لتحديات العصر كالتغيّر المناخي والأزمات الإنسانية والتحول الرقمي.
كما دعت الشعبة البرلمانية إلى إدخال تحسينات إضافية على العملية، تشمل وضع جداول زمنية واضحة، وإلزام المرشحين بنشر بيانات رؤيتهم، وتعزيز إشراك البرلمانات والمجتمع المدني، وتمكين القيادات النسائية المؤهلة ومنحها فرص عادلة.
إلى جانب ذلك، وخلال مشاركة سعادته في “منتدى البرلمانيين الشباب” حول “التمسك بالقواعد الإنسانية ودعم العمل الإنساني في أوقات الأزمات”، أكد المهيري على ضرورة تبادل الخبرات والمعلومات لتعزيز قدرات البرلمانيين الشباب في المجال الإنساني، بما يساهم في رفع كفاءة الاستجابة للأزمات وضمان مواءمة السياسات الوطنية مع المعايير الدولية.
واقترح المهيري إطلاق “برنامج وطني للتوعية والمشاركة الإنسانية للشباب” بالتعاون مع المدارس والجامعات ومنظمات المجتمع المدني، لنشر المبادئ الإنسانية وتعزيز ثقافة التطوع والإغاثة.
وأشار إلى دور الإمارات المحوري في دعم الاستجابة الدولية للأزمات، مستشهداً بمبادرات رائدة مثل “مبادرة زايد للإرث الإنساني” و”مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية”، اللتين تعدان الأكبر من نوعهما في المنطقة. وام