«حصة الخالدي».. رائدة الهندسة المدنية التي ألهمت الأجيال وحفرت اسمها في سجل الإنجازات
حصة الخالدي
• أول مهندسة مدنية إماراتية .. ومثال يحتذى به في العمل الإنساني التطوعي
• تخرجت من جامعة توليدو بالولايات المتحدة.. وصاحبة مسيرة مهنية حافلة بالنجاحات
•رحلت عن عالمنا بعد صراع طويل مع المرض .. وإرثها حاضراً يلهم الأجيال
في سجل إنجازات المرأة الإماراتية، برزت أسماء صنعت الفارق وتركت بصمة واضحة، وكان لها السبق في دخول مجالات لم تكن معتادة للنساء، من بين تلك الأسماء لمع اسم المهندسة حصة أحمد الخالدي التي رحلت عن عالمنا في ديسمبر 2019 ، عن عمر يناهز 62 عاماً تاركة إرثا من الإنجازات والنجاحات المهنية.
حصة الخالدي هي أول مهندسة مدنية في دولة الإمارات، والتي شكّلت بريادتها نموذجًا ملهمًا للأجيال القادمة ، و بخطى واثقة ثابتة وعزيمة قوية، ساهمت في بناء مشاريع وطنية ومجتمعية، ورسّخت حضور المرأة في مهنة الهندسة، لتصبح رمزًا للتميز والطموح الإماراتي.
ساهمت بفعالية في مسيرة البناء والتنمية، ليس فقط على مستوى البنية التحتية، بل في ترسيخ صورة المرأة الإماراتية القيادية والطموحة.
النشأة والبدايات
ولدت حصة الخالدي في الإمارات، ونشأت في بيئة تشجّع الطموح والاعتماد على الذات ، وحملت منذ صغرها طموحًا غير تقليدي، جعلها تتجه إلى دراسة الهندسة المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي عام 1983، تخرّجت من جامعة توليدو بولاية أوهايو بالولايات المتحدة، لتصبح بذلك أول إماراتية تحصل على شهادة في هذا التخصص الهندسي الدقيق، في وقت كان فيه من النادر رؤية امرأة تعمل في هذا المجال على مستوى الخليج والمنطقة.
العودة إلى حضن الوطن
بعد عودتها إلى دولة الإمارات، التحقت بالعمل في مشاريع هندسية عديدة، وساهمت في تصميم وتنفيذ عدد من البنى التحتية، لم تكن مجرد مهندسة، بل كانت صوتًا للمرأة في مجالات عدة كانت حكراً على الرجال، ونجحت في إثبات كفاءتها بجدارة ،مما جعلها رائدة ومثالًا يُحتذى به.
مسيرة مهنية حافلة بالنجاحات
شغلت العديد من المناصب الهامة، وساهمت في تأسيس الكثير من مؤسسات الدولة، منها مجلس سيدات الأعمال، ومدرسة خولة بنت الأزور العسكرية، كما كانت لها إسهامات كبيرة في مجال تمكين المرأة في جميع المجالات. كما كانت أيضا عضواً فعالاً بالاتحاد النسائي العام وجمعية الهلال الأحمر الإماراتية وغيرها.، بالإضافة إلى الكثير من المناصب الأخرى التي تركت فيها جميعا إسهامات لا تنسى.
رائدة الهندسة والعمل الإنساني
ولم تكتف الخالدي بالعمل الحكومي فحسب، فقد كانت لها إسهامات بالجانب الإنساني، حيث عملت متطوعة بالهلال الأحمر الإماراتي، كما قامت بالعديد من الأعمال الإنسانية الأخرى، كما حرصت على زيادة وعي المرأة حول مفهوم العمل السياسي وطبيعته، مؤكدةً أن العمل السياسي له أوجه كثيرة، ولا بد من فهم أبجدياته واستيعاب الهدف الأساسي منه.
رمزًا يحتذى به
بعد صراع مع المرض، توفيت الخالدي، عن عمر يناهز 62 عاماً، بعدما نجحت في فرض حضورها، كلاعب أساسي في تطور قطاع الهندسة المدنية.
حظيت الخالدي بالتكريم خلال حياتها وبعد وفاتها، حيث نُظر إليها باعتبارها رمزًا للمرأة الإماراتية التي جمعت بين المهنية العالية، والالتزام الوطني، والدور المجتمعي المؤثر.
وبعد وفاتها استذكر المجتمع الإماراتي مسيرتها الحافلة، وتم تداول سيرتها في وسائل الإعلام، باعتبارها إحدى الرائدات المؤثرات في تاريخ الإمارات كما أنها رمزاً ومثالاً للمرأة الإماراتية التي تجاوزت الحواجز، وكتبت اسمها في سجل الريادة.
ورغم مرور سنوات علي رحيلها إلا أن إرثها حاضرًا، يلهم الأجيال القادمة من الشابات الطامحات في ميادين العلم والعمل.