الفجيرة

معرض “امتداد” في الفجيرة .. أكثر من 100عمل فني تُعيد صياغة الماضي بلغة اليوم

الفجيرة في 20 أكتوبر 2025  يقدم معرض “امتداد” المقام حاليا في الفجيرة تحت شعار “من مخطوطات الماضي إلى الحاضر”، تجربة بصرية وثقافية استثنائية تعكس التقاء التراث بالفن الحديث من خلال أكثر من مائة عمل فني متنوّع لفنانين وخطاطين من مختلف أنحاء العالم، يستلهمون تقاليد الخط والزخرفة وعناصر المخطوط العربي والإسلامي.

ويمتد المعرض على محورين رئيسيين، يتناول أولهما تاريخ المخطوط العربي وصناعة الكتاب في جولة تأخذ الزائر إلى بدايات الورق وصناعة المداد وفنون التذهيب والزخرفة، ويعرض هذا القسم قطعًا نادرة تمثل محطات محورية في تاريخ الكتابة الإسلامية، منها ورقة عباسية تعود إلى القرن العاشر مكتوبة بالخط الكوفي، ومصحف كشميري من القرن التاسع عشر يتميّز بزخارفه الدقيقة التي تعبّر عن مدارس جنوب آسيا، إضافة إلى مصحف قاجاري من نفس الحقبة يبرز أوج الفنون الخطية والزخرفية في إيران.

أما القسم الثاني فيُجسّد كيف تحوّلت روح المخطوطة إلى مصدر إلهام لأعمال فنية معاصرة تعبّر عن قضايا الهوية واللغة والذاكرة الثقافية، حيث يعرض أعمالًا لفنانين من الإمارات والعالم تتنوع في وسائطها بين اللوحات التشكيلية والمجسّمات والتركيبات البصرية، وتُعيد هذه الأعمال صياغة عناصر المخطوط بروح معاصرة تنبض بالتجديد دون أن تنفصل عن الجذور.

ويتميّز “امتداد” بحضوره الدولي الواسع من خلال مشاركة مؤسسات أكاديمية وثقافية رفيعة من عدة دول، من بينها جامعة فاتح سلطان محمد الوقفية وجامعة 9 أيلول من تركيا، والجامعة اللبنانية الأميركية من لبنان، إلى جانب جمعية اليابان للخط العربي، ويشارك في المعرض فنانون يمثلون دولًا عدّة مثل الإمارات والسعودية والبحرين والمملكة المتحدة والعراق وتركيا واليابان ولبنان وإيران ومصر وتونس وسوريا والأردن، مما يمنح المعرض بعدًا عالميًا يبرز التنوع الثقافي في النظرة إلى المخطوط كفن عابر للحدود.

وفي سياق الاعتزاز بالهوية الوطنية وتعزيز الحضور المحلي ضمن المشهد العالمي، يخصص المعرض مساحة خاصة لفناني الإمارات والخطاطين المحليين، دعمًا للإبداع الإماراتي واعترافًا بدوره الفاعل في الحراك الثقافي المعاصر.

“امتداد” لا يُقدّم المخطوط بوصفه أثرًا من الماضي بل يطرحه كحالة إبداعية مستمرة تعبر الأجيال والثقافات، فهو ليس مجرد معرض فني، بل مساحة حوار بصري وذهني يستعرض كيف يمكن للخط القديم أن يلتقي مع الوسائط الرقمية، وكيف تستعيد الزخارف التقليدية صوتها من خلال لغات فنية حديثة تعبّر عن الحاضر وتستلهم منه المستقبل.

يستمر المعرض حتى 30 نوفمبر المقبل، ويدعو الزوّار من جميع الخلفيات لاكتشاف هذا الامتداد الخلّاق الذي يجمع بين التراث والتجريب، بين الحرف والأفكار، في تجربة فنية تُعيد صياغة الماضي بلغة اليوم. وام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى