“مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني” تستضيف في أبوظبي الحدث العالمي المقبل لجمع التبرعات من أجل مكافحة شلل الأطفال
نيويورك في 24 أكتوبر 2025
أعلنت “مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني”، اليوم عن استضافتها الفعالية الخاصة بجمع التبرعات دعماً للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال (GPEI)، التي تُمثّل ائتلافاً من دول وشركاء يكرّسون جهودهم لإنهاء شلل الأطفال عالمياً.
وستُعقد هذه الفعالية العالمية في أبوظبي بتاريخ 8 ديسمبر 2025، وتستقطب الدول والجهات المانحة والمتبرعين وشركاء الصحة العالميين، بهدف حشد استثمارات جديدة وحيوية تُوجَّه لدعم جهود استئصال شلل الأطفال على مستوى العالم.
وتُعدّ هذه الفعالية الثالثة من نوعها التي تستضيفها أبوظبي، إذ تأتي بعد فعاليتي جمع التبرعات التي استضافتها العاصمة في عامي 2013 و2019، اللتين ساهمتا في جمع تبرعات بلغت قيمتها الإجمالية 6.6 مليار دولار لدعم الجهود العالمية التي تتصدرها المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال في سبيل مكافحة هذا المرض.
وكشف عن هذا الإعلان سعادة السفير محمد أبوشهاب، المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، خلال فعالية أُقيمت بمناسبة اليوم العالمي لشلل الأطفال، وشاركت في استضافتها كل من منظمة اليونيسف والمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال.
وانعقدت هذه الفعالية، التي حملت عنوان “من اللقاح إلى النصر: سبعون عاماً من التقدم ضد شلل الأطفال، هدف واحد قابل للتحقق”، بمشاركة واسعة من قيادات البرامج وممثلي الجهات المانحة والأكاديميين والمناصرين لهذه القضية العالمية المهمة، وأقيمت على مقربة من أطلال مستشفى الجدري القديم في نيويورك، في دلالة رمزية بالغة الأثر على ما يعنيه استئصال مرض ما من على وجه الأرض.
وفي هذا السياق، صرّح سعادة السفير محمد أبوشهاب قائلا: تلتزم دولة الإمارات، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، بضمان حصول الجميع في كل مكان على فرصة لعيش حياة صحية ومنتجة، وتعكس الفعالية المرتقبة لجمع التبرعات إيماننا الراسخ بقوة العمل الجماعي وقدرته على استئصال شلل الأطفال نهائياً، والمساهمة في بناء عالم أكثر صحة وقدرة على مواجهة التحديات المستقبلية.
وقالت سعادة الدكتورة شما خليفة المزروعي، المدير العام بالإنابة لمؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني: لقد قرّبتنا عقود من الشراكة العالمية أكثر من أي وقت مضى من إنهاء شلل الأطفال، ومن خلال استدامة التمويل وتضافر جهود التعاون وتوافر القيادة السياسية، يمكننا ضمان مستقبل خالٍ من شلل الأطفال وحماية جميع الأطفال في كل مكان من هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه تماما.
وتسبق استضافة هذه الفعالية انعقاد ملتقى “مناصرو الأهداف – أبوظبي” (Goalkeepers)، الذي سيُعقد أيضاً في 8 ديسمبر، وتشارك في استضافته كل من مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني ومؤسسة غيتس. وتحتفي فعالية “مناصرو الأهداف”، بوصفها ملتقًى عالمياً، بالتقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، وتهدف إلى تسريع وتيرة هذا التقدم لضمان مستقبل أفضل للجميع.
وقال كريس إلياس، رئيس قسم التنمية العالمية في مؤسسة غيتس: لقد أصبح استئصال شلل الأطفال في متناول أيدينا، لكن تحقيق هذا الهدف مرهون بقدرتنا على الحفاظ على زخم جهودنا، ونحن على ثقة من أن العالم سيبقى ملتزماً بإنجاز هذه المهمة.
وانخفضت حالات الإصابة بـفيروس شلل الأطفال البري بنسبة تتجاوز 99% على مدى العقود الأربعة الماضية، ما جعل هدف الاستئصال قريب المنال، ولكن مع استمرار توطّن فيروس شلل الأطفال البري في بلدين اثنين، وتزايد خطر تفشي شلل الأطفال المتحور الذي يهدد التقدم المُحرز، يظل تجديد الدعم المالي والسياسي ضرورة حتمية لضمان تأمين مستقبل خالٍ من هذا المرض لجميع أطفال العالم.
ويُعدّ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، من أبرز الداعمين للجهود العالمية الرامية إلى إنهاء شلل الأطفال، ويتجسد هذا الدعم في التزاماته متعددة السنوات تجاه المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال وحملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال، التي تعمل بالشراكة مع حكومة باكستان على تطعيم الأطفال الذين يصعب الوصول إليهم وتوفير الحماية اللازمة لهم؛ وإلى جانب الدعم المالي، قدّمت دولة الإمارات دعماً فنياً ودبلوماسياً لتسريع وتيرة حملات الاستئصال، وأدّت دوراً محورياً في حشد الاهتمام والموارد العالمية اللازمة لمعالجة هذه القضية الصحية المُلحّة.
وستبني فعالية جمع التبرعات، المقررة في شهر ديسمبر، على هذا الإرث الحافل، لتكون بمثابة منطلق لحشد استثمارات جديدة تدعم الاستراتيجية المحدّثة لـ”المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال”، والهادفة إلى وقف سريان العدوى وضمان استدامة الاستئصال بشكل نهائي.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل: يستحق كل طفل الحماية من شلل الأطفال، بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه، وتُتيح هذه الفعالية فرصة لتجديد الالتزام بالوصول إلى الأطفال الأكثر ضعفاً وتزويدهم باللقاحات المنقذة للحياة، لقد كانت دولة الإمارات داعماً ثابتاً للجهود الرامية إلى إنهاء شلل الأطفال، ونحن ممتنون لريادتها في بدء هذا الفصل الجديد من مسيرة القضاء على المرض.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: نحن اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى استئصال شلل الأطفال، لكن مهمتنا لم تكتمل بعد، وستكون للالتزامات التي سيُعلن عنها في أبوظبي أهمية بالغة في تأمين الموارد اللازمة والعزيمة المطلوبة لتجاوز العقبات الأخيرة التي تحول دون تحقيق هذا الهدف العالمي المنشود. وام.




