نهيان بن مبارك: برامج “صندوق الوطن” الصيفية منصة لاكتشاف المواهب وتعزيز الهوية الوطنية

أبوظبي في 20 يوليو 2025
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، أن البرامج الصيفية التي ينظمها الصندوق تمثل نموذجا فريدا للأنشطة التي يمكن أن يستفيد منها أبناء وبنات الإمارات خلال الإجازة الصيفية، إذ تحولت إلى منصة متميزة لاكتشاف قدرات ومواهب أبناء الوطن في مختلف المجالات، ولا سيما في مجال تقنية الذكاء الاصطناعي.
وأشار معاليه إلى أن هذه البرامج قدمت حتى الآن مئات الأنشطة والمبادرات التي ركزت على محورين رئيسيين، أولهما: تعزيز الهوية الوطنية في نفوس الأجيال الجديدة، ودعم مكوناتها، وعلى وجه الخصوص اللغة العربية “لغة القرآن الكريم”، أما المحور الثاني فتمثل في الأنشطة المجتمعية، وذلك في إطار الاحتفاء بـ”عام المجتمع”.
وأشاد معاليه بالتعاون المثمر بين صندوق الوطن وكافة الجهات الداعمة والمشاركة في هذه البرامج، والتي تجاوز عددها 93 شريكا، وهو ما يعكس التزاما وطنيا مشتركا وشعورا عاليا بالمسؤولية المجتمعية تجاه مستقبل هذا الوطن وأجياله القادمة.
كما ثمّن معاليه جهود المعلمين والمدربين والخبراء والكتّاب والمبدعين المشاركين في جميع الأنشطة، والذين أبدوا حرصًا كبيرًا على المشاركة الفاعلة وتقديم خبراتهم وأفكارهم للطلبة، بهدف اكتشاف مواهبهم وتشجيعهم على الإبداع والتميز.
جاء ذلك بمناسبة انطلاق أنشطة الأسبوع الثالث من البرامج الصيفية لصندوق الوطن، والتي تُنظم تحت شعار “العربية لغة القرآن”، حيث تركز الفعاليات على القيم الأخلاقية والثقافية التي تتضمنها اللغة العربية، باعتبارها لغة القرآن الكريم، إلى جانب مجموعة من الأنشطة الفنية، والرياضية، والترفيهية، والتطوعية، والمجتمعية المتنوعة، والتي تُنفذ في أكثر من 56 مقرا على مستوى الدولة، تشمل المدارس الحكومية والخاصة، والمراكز الثقافية والشبابية.
وأكد معالي الشيخ نهيان أن رسالة البرامج الصيفية لصندوق الوطن تعكس الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” والتي تهدف إلى تنمية الإنسان، وتمكين الشباب والأجيال الجديدة، وتعزيز قيم المواطنة الأصيلة في نفوسهم، بما يجعلهم أكثر اعتزازا بهويتهم وانتمائهم لهذا الوطن، موضحا أن القيادة الرشيدة تؤمن إيمانًا راسخًا بأن أبناء وبنات الوطن هم الثروة الحقيقية، وعماد المستقبل، ووسيلة المجتمع للتعامل مع كافة المتغيرات المتلاحقة.
من جانبه، عبّر سعادة ياسر القرقاوي، المدير العام لصندوق الوطن، عن اعتزازه بالنتائج التي حققتها البرامج الصيفية للصندوق في أكثر من 56 مقرًا على مستوى الدولة، مؤكدًا أن المشاركين من طلاب وطالبات الإمارات أصبحوا أكثر وعيًا بأهمية الهوية الوطنية، وأكثر فخرًا بالانتماء لهذا الوطن العزيز.
وأشار إلى أن الطلبة شاركوا في ورش تعليمية تهدف إلى حفظ وفهم آيات قرآنية مختارة، تتضمن القيم الإنسانية الكبرى، كما أتيحت لهم الفرصة للتعرف على جماليات اللغة العربية على المستويين الأدبي والفني، بأسلوب ممتع وسلس في التحدث والكتابة، بالإضافة إلى ممارسة فنون الخط العربي.
وأضاف القرقاوي أن البرامج الصيفية أسهمت بشكل إيجابي في تنفيذ الطلبة لمشاريع تطوعية بسيطة، وأنشطة مدرسية تخدم المجتمع المدرسي والمحلي، مؤكدًا أن هذه البرامج وفرت منصة للموهوبين والمبدعين لممارسة هواياتهم، سواء في كتابة القصص القصيرة للأطفال، أو تأليف الرسائل، أو إبداع اللوحات التشكيلية، إلى جانب الابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي، بما يعكس مدى استيعاب الطلبة للمضامين التي قُدمت لهم خلال الفعاليات.
وأكد القرقاوي اعتزازه بالسلوكيات الإيجابية التي ظهرت لدى الطلبة، والتي تعبر عن قيم الإمارات الأصيلة، مشيرًا إلى التزامهم بتلك القيم خلال جميع أنشطة البرنامج الصيفي، في مختلف إمارات الدولة.
بدورها عبّرت وسام محمد عبيد، مديرة مدرسة أشبال القدس الثانوية الخاصة، عن سعادتها بمشاركة مدرسة أجيال القدس الخاصة في البرامج الصيفية لصندوق الوطن، والتي ركزت على تنمية القيم الإبداعية والإنسانية، وتعزيز الصفات المجتمعية والثقافية التي تُميز الهوية الوطنية، كما دعمت مكانة اللغة العربية باعتبارها عنصرًا رئيسيًا في تشكيل الهوية.
وأكدت أن ما تقدمه هذه البرامج في مجال تعزيز الهوية الإماراتية، ودعم الجهود الرامية إلى ترسيخ اللغة العربية، يعد عملاً نوعيًا يرسّخ القيم التي تأسست عليها دولة الإمارات.
كما ثمّنت جهود صندوق الوطن في هذا الاتجاه، والذي يتكامل مع رؤية الحكومة الرشيدة الهادفة إلى تمكين الأجيال الجديدة وتعزيز قيمها الوطنية الأصيلة، بما يؤهلها لبناء مستقبل مشرق.
وأضافت أن المشاركة الواسعة من قبل طلاب مدرسة أجيال القدس تعكس ثقة أولياء الأمور في هذه البرامج، التي ركزت على ترسيخ القيم والمكونات الأساسية للهوية الوطنية، وتحفيز الطلبة على الإبداع والريادة، وتعزيز الثقة باللغة العربية، وتطوير مهارات القراءة والفهم باللغة، من خلال التفاعل مع آيات قرآنية مختارة، بالإضافة إلى إطلاق القدرات الإبداعية للطلبة، وربطهم بالقرآن الكريم وما يحمله من رسائل إنسانية سامية، من خلال نخبة من الخبراء، والمفكرين، والمؤثرين، والكتّاب، والفنانين، والمشرفين، والمدرسين المتخصصين.
وفي السياق ذاته، عبّرت المدربة الدولية انتصار عيسى عن فخرها واعتزازها بالمشاركة في جميع نسخ البرامج الصيفية لصندوق الوطن، مشيرة إلى أن أهداف هذه البرامج، وحسن تنظيمها، شجّعاها على الانخراط في فعالياتها، والتواصل المباشر مع طلبة المدارس، لاكتشاف المواهب وتشجيعهم على التعبير عن أنفسهم باللغة العربية الفصحى، دون خوف أو تردد.
وأكدت أن اللغة العربية تمثل إحدى الركائز الأساسية في الهوية الوطنية لدولة الإمارات، مشيرة إلى أنها لمست تفاعلًا رائعًا من جانب الطلبة، خصوصًا من تجاوزوا سن الثانية عشرة، مما يدل على وجود مواهب واعدة يمكن رعايتها وتطويرها، ومساعدتها على استكشاف إمكاناتها والاستفادة منها في المستقبل.
وأضافت أن لقاءً واحدًا لا يكفي لتحقيق الأثر المرجو، بل هو مجرد بداية، لكنها وجدت فيه فرصة لفتح آفاق جديدة أمام الطلبة الموهوبين، وتشجيعهم على الانخراط في مجالات متعددة، سواء في الإعلام أو في فنون الإلقاء والخطابة، متمنية أن تتسع دائرة هذه البرامج في المواسم المقبلة، لتحقيق أثر أعمق وفائدة أكبر.