أحمد بن سعيد: تعزيز الأمن الغذائي ركيزة أساسية للازدهار تتماشى مع رؤية الإمارات

أحمد بن سعيد: تعزيز الأمن الغذائي ركيزة أساسية للازدهار تتماشى مع رؤية الإمارات
حصل مشروع مزرعة «بستانكَ»، أكبر منشأة زراعية ذكية مغلقة في العالم التابع لمجموعة الإمارات، على «علامة الجاهزية للمستقبل»، التي يمنحها مكتب التطوير الحكومي والمستقبل للمؤسسات الاتحادية والمحلية والشركات الوطنية التي تنفذ مشاريع استثنائية تعزز جاهزية دولة الإمارات للمستقبل.

 

وذلك تقديراً للإنجازات المحققة عبر نموذج مبتكر للزراعة المائية والعمودية، مدعوم بالتكنولوجيا المتقدمة وتحليل البيانات، بما يعزز جاهزية قطاع الأمن الغذائي ويدعم تحقيق الاستدامة، ويسهم في رفع كفاءة ومرونة سلاسل الإمداد في مجالي الطيران واللوجستيات، في مواجهة تحديات التغير المناخي وسلاسل الإمداد.

وجرى تسليم العلامة خلال زيارة إلى منشأة بستانكَ، بحضور معالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، وشهريار نوابي، الرئيس التنفيذي لشركة بستانكَ، وعدد من القيادات والمسؤولين.

 

نموذج عملي

ويُعد مشروع مزرعة «بستانكَ»، التي طورتها ونفذتها مجموعة طيران الإمارات، إحدى كبرى الشركات الوطنية ذات النطاق العالمي، نموذجاً عملياً رائداً للزراعة المستدامة في بيئة مغلقة، التي يتوقع أن يبلغ حجم سوقها العالمي 500 مليار دولار بحلول عام 2030.

 

حيث تعتمد على أحدث التكنولوجيات في مجال الزراعة المائية والعمودية المدعومة بتحليل البيانات، لإنتاج ما يقارب 1100 طن من الخضراوات والورقيات سنوياً، يُخصص نحو 50% منها لأكثر من 54 مليون مسافر على متن رحلات طيران الإمارات.

بينما يُوجه الباقي لتغطية الطلب المتزايد في السوق المحلي. وتبلغ القدرة الإنتاجية لمزرعة بستانكَ أكثر من مليون نبتة تتم زراعتها عمودياً ضمن بيئة محكمة لا تتأثر بتقلبات المناخ الخارجية، من خلال توظيف تكنولوجيا استدامة وطنية لتقليل استهلاك الطاقة بنسبة 20% وتوفير أكثر من 250 مليون لتر من المياه، ما يحقق إنتاجية دائمة للخضروات الورقية العضوية الخالية من المبيدات والمواد الكيميائية.

وتضمن هذه الطريقة المبتكرة توفير منتجات صحية وآمنة للمستهلكين. وتدعم المنشأة الاستدامة بنموذج اقتصاد دائري يسهم في إعادة تدوير 526 طناً من الخضروات لإنتاج أكثر من 33 طناً من السماد العضوي، وتجنب انبعاث 219.000 كجم من ثاني أكسيد الكربون، ما يعادل خفض استهلاك 113 ألف لتر من الوقود.

استدامة الموارد

وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة: «يشكّل مشروع «بستانكَ» امتداداً لرؤيتنا الاستراتيجية في تعزيز الأمن الغذائي واستدامة الموارد، ويؤكد التزامنا بالابتكار ركيزة لتحقيق الازدهار الوطني.

 

ومن خلال الجمع بين التقنيات الذكية والحلول المبتكرة، يتيح المشروع إنتاج خضروات طازجة ومغذية على نطاق واسع في بيئة داخلية لا تتأثر بالظروف المناخية، مع تقليل استخدام المياه إلى الحد الأدنى».

وأضاف سموه: «أثبت المشروع منذ انطلاقه عام 2022 أن تحقيق الأمن الغذائي المستدام ممكن حتى في أصعب الظروف، وأن الابتكار يمكن أن يحوّل التحديات البيئية إلى فرص استراتيجية.

 

وأود أن أثمن جهود فرق عمل «الإمارات لتموين الطائرات» و«بستانكَ» في قيادة هذا التحول، الذي يعزز كفاءة سلسلة الإمداد الغذائي، ويؤكد مكانة الإمارات نموذجاً عالمياً للاستدامة والريادة في الزراعة المستقبلية، ونفخر بحصول المشروع على «علامة الجاهزية للمستقبل» في قطاع الأمن الغذائي والاستدامة».

رؤية القيادة

من جهتها، قالت معالي عهود بنت خلفان الرومي، إن مشروع مزرعة بستانكَ يترجم رؤية القيادة الرشيدة وحرصها على تحقيق الجاهزية للمستقبل، مؤكدة أن تعزيز جاهزية قطاع الأمن الغذائي ورفع كفاءة ومرونة سلاسل الإمداد في قلب اهتمام دولة الإمارات بالأمن الغذائي ومواجهة متغيرات الغد.

 

وأضافت معاليها، أن التكنولوجيا الذكية والبيانات الضخمة تمثل عناصر أساسية في ثورة غذائية وزراعية محورها مواجهة تحديات التغير المناخي، وآثارها على الأمن الغذائي، وتقدم منتجات تنافسية على مدار السنة بلا مواسم بفضل نماذج المزارع العمودية المغلقة التي تقلل الهدر وتضاعف كفاءة الإنتاج.

مؤكدة أن منح علامة الجاهزية للمستقبل لمشروع «بستانكَ» يعد تكريماً لنموذج استباقي عالمي جديد في زراعة المستقبل من دولة الإمارات، يقدم سلاسل توريد ذكية تسرعها التكنولوجيا، ويعزز الاستدامة والكفاءة الاقتصادية والجاهزية للمستقبل.

أكبر مزرعة ذكية مغلقة في العالم

وتبلغ مساحة منشأة «بستانكَ» 10.000 متر مربع، وتنتج سنوياً 1.100 طن من الخضروات الورقية، ما كان يتطلب في الزراعة التقليدية مساحة تصل إلى 468.000 متر مربع، أي ما يعادل توفيراً بنسبة 97% في المساحة.

 

كما توفر المنشأة أكثر من 250 مليون لتر من المياه، وتعتمد على إعادة تدوير 526 طناً من الخضروات ضمن نموذج الاقتصاد الدائري، ما يضمن تحقيق نسبة هدر صفرية.

وتضم المنشأة 27 غرفة زراعة مستقلة، تحتوي كل منها 45.360 نبتة في الوقت ذاته، بإنتاج يومي يصل إلى 3 أطنان من الخضروات الورقية، وهو ما يجعل «بستانكَ» منظومة زراعية أكثر كفاءة واستدامة على مستوى المنطقة.

سوق عالمي

ويعتمد نموذج عمل «بستانكَ» على دراسات استشرافية عالمية تتوقع نمواً كبيراً في قطاع الزراعة المغلقة والتكنولوجيا الزراعية، بأنظمة إنتاج غذائي أكثر استدامة وكفاءة.

 

وتشير التقديرات إلى أن سوق الزراعة المائية سيصل إلى 32.5 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، وسوق الزراعة العمودية إلى 41.5 مليار دولار بحلول 2032، فيما يُتوقع أن يبلغ حجم سوق الزراعة في البيئات الخاضعة للتحكم المناخي نحو 433.2 مليار دولار بحلول 2030.

 

وتم تصميم المزرعة لإنتاج خضروات ورقية عالية الجودة على مدار العام لضمان جودة حياة الإنسان، دون انقطاع أو تأثر بالعوامل الموسمية، اعتماداً على فلسفة «النبات أولاً»، ومن خلال دمج تقنيات متقدمة تشمل أنظمة التحكم المناخي، الإضاءة بتقنية LED، وأنظمة تنقية المياه، والمراقبة البيئية الفورية، لضمان جودة الإنتاج.

 

وتستخدم المزرعة نظام الزراعة المائية دون تربة الذي يخضع لمراقبة دقيقة بدون مبيدات أو مواد كيميائية، ويُجمع أكثر من مليون إحصائية بيانات ذكية يومياً من خلال المستشعرات التكنولوجية لمراقبة جودة الهواء والماء والعناصر الغذائية، إلى جانب أكثر من 20 اختباراً أسبوعياً لضمان القيمة الغذائية وسلامة الغذاء.

 

نموذج اقتصاد دائري ومستدام

وأسهم توظيف تكنولوجيا الاستدامة في «بستانكَ» في تقليل استهلاك الطاقة بنسبة 20% بفضل تحسينات نظام التبريد الذي تتم صناعته وطنياً في دولة الإمارات. ويجري تنفيذ مشروع طاقة شمسية جديد يهدف لإنتاج 2.096 ميغاواط في الساعة سنوياً، ويوفر نحو 400.000 درهم، ويخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بـ 1.615 طناً.

 

وتمثل التكنولوجيا المتقدمة التي يتم توظيفها في المبادرة نموذجاً زراعياً أكثر كفاءة بخمسين مرة من الزراعة التقليدية، وتسهم في خفض زمن تحضير كل صندوق غذائي 45 دقيقة، وتقليل استهلاك المياه بـ 40 لتراً لكل عبوة، وخفض هدر الخضروات بنسبة 93%، مقارنة بـ 75% في الزراعة التقليدية.

 

ويتم تحويل 189.591 كجم من مخلفات النباتات يومياً بمعدل يفوق 1.000 كجم إلى منتجات أخرى، ما يسهم في إنتاج 33.178 كجم من السماد العضوي، وتجنب انبعاث 219.000 كجم من ثاني أكسيد الكربون، بما يعادل خفض استهلاك 113 ألف لتر وقود أو قيادة 890 ألف كيلومتر، ما يمثل نموذج اقتصاد دائري ومستدام.

 

مشروع المزرعة:

500

مليار دولار حجم السوق العالمي للزراعة المستدامة في بيئة مغلقة بحلول 2030

 

1100

طن خضراوات وورقيات الإنتاج سنوياً باستخدام تكنولوجيا الزراعة المائية والعمودية

 

%50

من الإنتاج يخصص لأكثر من 54 مليون مسافر على متن «طيران الإمارات» والنصف الآخر للسوق المحلي

 

%100

خلو المنتجات من المبيدات والمواد الكيميائية

 

250

مليون لتر مياه توفرها تكنولوجيا الاستدامة المتقدمة

 

%97

توفيراً في مساحة الأراضي الزراعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى