أبوظبي

«أوقاف أبوظبي» تبحث أفضل الممارسات العالمية في إدارة الأوقاف خلال زيارة إلى أستراليا

زار وفد رفيع المستوى من هيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر (أوقاف أبوظبي) أستراليا، في إطار عمل الهيئة على إعادة صياغة إدارة الأوقاف من خلال أُطر مالية مبتكَرة وتوجُّهات مستقبلية.

وتعكس هذه البعثة التزام أوقاف أبوظبي ببناء منظومة أوقاف متينة وشفّافة تدعم خطة طريق أبوظبي للتنمية المستدامة، وتضمن ازدهار الأجيال المقبلة.

وتندرج هذه الزيارة ضمن برنامج الهيئة الأوسع للتواصل الدولي، الذي يهدف إلى تسريع نقل المعرفة، وتعزيز معايير الحوكمة، وضمان تطوُّر الأوقاف من نموذجها الخيري التقليدي إلى ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.

وتُقدَّر قيمة القطاع الخيري في أستراليا بأكثر من 319 مليار دولار من الأصول المخصَّصة للأعمال الخيرية، و33 مليار دولار في صورة مؤسسات وقفية، ما أتاح لأوقاف أبوظبي الاطِّلاع على نماذج حوكمة فعّالة، وآليات تمويل محفِّزة، ومنهجيات متطورة للأعمال الخيرية القائمة على التأثير.

والتقى الوفد أكثر من 15 مؤسسة رائدة، من بينها مكتب الأمانة والوصاية في نيو ساوث ويلز، ومؤسسة بول رامزي، وهيئة تمويل الصادرات الأسترالية، وهيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية، ومؤسسة «ماينديرو»، ومكتب أمناء ولاية فيكتوريا، ومؤسسة «ماير»، وصندوق سيدني ماير الخيري، ومؤسسة إيان بوتر، وصندوق وقف جامعة ملبورن.

وشملت اللقاءات مؤسسة «بيربتشوال» الأسترالية، الرائدة في مجال الوصاية وإدارة الثروات، والتي تُشرف على أصول تتجاوز قيمتها 240 مليار دولار، وتُدير أكثر من 1,000 صندوق خيري، إلى جانب شراكاتها مع مكاتب إدارة الثروات العائلية والمؤسسات الوقفية. وترى أوقاف أبوظبي في نموذج «بيربتشوال» معياراً عالمياً يُحتذى في صياغة استراتيجياتها الخاصة بالحوكمة وإدارة الأوقاف وفق أعلى المعايير الدولية.

وتناولت النقاشات النماذج الائتمانية، وهياكل إدارة الصناديق، والأُطر الحوكمية التي تضمن الشفافية والمساءلة، إلى جانب استراتيجيات العمل الخيري القائم على النتائج، مثل تقديم المِنح المبتكَرة، ومنهجيات تغيير الأنظمة، والنماذج الجديدة لجمع رأس المال لدعم القطاعات ذات الأولوية.

ترأََّس الوفد سعادة فهد عبدالقادر القاسم، المدير العام لأوقاف أبوظبي، واستكشف الوفد كيف تعمل المؤسسات الوقفية على تنويع الاستثمارات، فضلاً عن آليات التمويل التحفيزي، وتنمية الوقف على المدى الطويل، وتوجيه الموارد نحو التعليم، والرعاية الصحية، والعدالة الاجتماعية، وحماية البيئة، والبحث في مجالات، مثل حماية المحيطات، ودعم التقدُّم في أبحاث السرطان.

وقال سعادة القاسم: «إنَّ بعثتنا إلى أستراليا تعكس الرؤية الاستراتيجية لأوقاف أبوظبي في تجاوز الحدود التقليدية للعمل الخيري، وإرساء إطار مالي متين للأوقاف متوافق مع الرؤى المستقبلية. ومن خلال التعاون مع روّاد عالميين في مجالات الحوكمة والاستثمار، ندعم أبوظبي بالأدوات والشراكات اللازمة لضمان بقاء الأوقاف ركيزةً أساسيةً للتقدُّم الوطني، وتحقيق أثر مستدام للأجيال المقبلة».

واستعرضت أوقاف أبوظبي خلال هذه البعثة صناديقها الوقفية الرائدة، مؤكِّدةً مكانتها كجهة عالميَّة رائدة في مجال الاستثمار القائم على القيم. وتؤدّي هذه الصناديق دوراً محورياً في تمويل المشاريع المستدامة ذات الأثر الاجتماعي عبر مختلف القطاعات الحيوية.

تُرسِّخ البعثة الدور الريادي لأبوظبي في إعادة صياغة مفهوم العمل الخيري كمحرِّك للنمو الاقتصادي الشامل والتنمية المستدامة والتعاون العالمي، ما يتماشى مع طموح دولة الإمارات في ابتكار نماذج جديدة تقدِّم قيمة مستدامة للإنسانية جمعاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى